وسط ما يعيشه العالم من حروب وأزمات متعددة، فضلا عن الأنشطة الإرهابية التي لم تتوقف بعد، بل وتتزايد كلما حدثت أزمة أو ظرف أو حربٍ في العالم، كشف التقرير السنوي الذي تصدره وزارة الخارجية الأميركية حول الإرهاب، أن واشنطن وحلفاءها واصلوا العمل بنجاح ضد التنظيمات الإرهابية في عام 2022، حيث جمع التحالف الدولي، من خلال القيادة الأميركية، أكثر من 440 مليون دولار من التّعهدات لتحقيق الاستقرار، فيما استمرت تهديدات التنظيمات الإرهابية في عدد من مناطق الصراع.

وتعهدت الولايات المتحدة في التقرير السنوي الذي صُدر الخميس، ونقلته قناة “الحرة” الأميركية، بتقديم 107 ملايين دولار لدعم البنية التحتية ومشاريع حيوية أخرى في العراق وشمال شرقي سوريا.

واستضافت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بشكل مشترك مؤتمراً للمانحين مع 14 حكومة، ومع العديد من المنظمات الأممية والإنسانية، لمناقشة خطوات تحسين الأوضاع الأمنية والإنسانية في مخيم “الهول” للنازحين الواقع في شمال شرقي سوريا.

القاعدة وداعش الإرهابية ما زالا نشطين!

يكشف التقرير الصادر عن الخارجية الأميركية، أنه على الرغم من النجاحات الرئيسية في مكافحة الإرهاب، ظلت الجماعات الإرهابية نشطة ومصمّمة على الهجوم. وحافظ تنظيم “داعش” الإرهابي على مشروع عالمي دائم، حيث روّج لحملة إرهابية واسعة النطاق في جميع أنحاء الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا.

Members of the Taliban Badri 313 military unit take a position at the airport in Kabul on August 31, 2021, after the US has pulled all its troops out of the country to end a brutal 20-year war — one that started and ended with the hardline Islamist in power. (Photo by WAKIL KOHSAR / AFP)

وفي عام 2022، ظل تنظيم “القاعدة” والجماعات التابعة له نشطَين حتى بعد وفاة الزعيم أيمن الظواهري في تموز/ يوليو، أمّا في أفغانستان، فظلت عناصر “القاعدة وداعش” والجماعات الإرهابية ذات التركيز الإقليمي نشطة في البلاد.

واللافت هنا أن إيران لا تزال رائدة في رعاية الإرهاب، حيث قامت بتسهيل مجموعة واسعة من الأنشطة الإرهابية وغيرها من الأنشطة غير القانونية في جميع أنحاء العالم، وفقا للتقرير الصادر عن الوزارة الأميركية.

فعلى الصعيد الإقليمي، دعمت إيران الأعمال الإرهابية في البحرين والعراق ولبنان وسوريا واليمن من خلال وكلاء وجماعات شريكة مثل “حزب الله” اللبناني، كما لايزال “فيلق القدس” التابع “للحرس الثوري الإيراني” ووزارة الاستخبارات والأمن الجهات الفاعلة الرئيسية  في دعم تجنيد الإرهابيين وتمويلهم والتآمر في جميع أنحاء إفريقيا وآسيا وأوروبا وأميركا الشمالية والجنوبية.

الشرق الأوسط وإفريقيا

في السياق، يشير التقرير إلى أن المنظمات الإرهابية واصلت طوال عام 2022 في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، العمل والحفاظ على ملاذات آمنة في المنطقة.

ولا يزال تنظيم “داعش” وكياناته، وتنظيم “القاعدة” والجماعات التابعة له، والجماعات المدعومة من إيران، يشكّلون أكبر التهديدات الإرهابية على المنطقة، وفق ما نقلته “الحرة” عن التقرير.

وقد وسّعت هذه المجموعات عملها بشكل خاص في المناطق المتضررة من النزاع، مثل العراق وسوريا واليمن. ومع ذلك، تكبّد تنظيما “داعش والقاعدة” خسائر قيادية كبيرة خلال الفترة المشمولة بالتقرير، بما في ذلك مقتل أمير “القاعدة” أيمن الظواهري، وأمير “داعش” أبو إبراهيم الهاشمي القريشي.

كما واصلت إيران دعمها الواسع للإرهاب في عام 2022، واستخدمت “فيلق القدس” ووكلائه وشركائه لزعزعة استقرار المنطقة وتعزيز نفوذها في الخارج. ومن خلال “فيلق القدس”، قدّمت طهران التمويل والتدريب والأسلحة والمعدّات لعدة مجموعات تصنّفها الولايات المتحدة على أنها إرهابية في المنطقة.

شنّت الجماعات الإرهابية المتحالفة في المقام الأول مع تنظيمي “القاعدة وداعش” هجمات ضد البنية التحتية المدنية والمدنيين في إفريقيا.

وبيّن التقرير أن “حزب الله” اللبناني، الموالي لإيران واصل جمع الأموال من قِبل مؤيديه ومموليه في المواقع الرئيسية. فيما يسعى مؤيدو “حزب الله” إلى توليد التمويل من خلال النشاط المشروع وغير المشروع ومن ثم نقله إلى مقر الجماعة لتمكين الحزب من المُضي قُدما في أجندته الأوسع.

ومن ناحية أخرى، شنّت الجماعات الإرهابية المتحالفة في المقام الأول مع تنظيمي “القاعدة وداعش” هجمات ضد البنية التحتية المدنية والمدنيين في إفريقيا، بما في ذلك العاملين في المجال الإنساني والموظفينَ الحكوميين، وكذلك ضد قوات الأمن.

وأسفرت هذه الهجمات عن وفيات وإصابات واختطاف والاستيلاء على الممتلكات وتدميرها في جميع أنحاء إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى خلال عام 2022. ويتلاعب الإرهابيون بشكل روتيني بالنزاعات بين الطوائف لكسب الدعم للعمليات الإرهابية، طبقا للتقرير.

قارة آسيا

أما في جنوب ووسط آسيا  عام 2022، فشهدت المنطقة نشاطا إرهابيا مستمرا في أفغانستان وباكستان، واستمرارا لهجمات المتمردين ضد قوات الأمن وحوادث الإرهاب في إقليم جامو وكشمير التابع للاتحاد الهندي، وتهديدات “ولاية خراسان” التابعة لـ”داعش” ضد طاجيكستان وأوزبكستان.

في حين بدا أن تنظيم “القاعدة” وفرعه الإقليمي، تنظيم “القاعدة” في شبه القارة الهندية، يظلّان بعيدَين عن الأضواء، وفقا لتوجيهات حركة “طالبان” على ما يبدو، وفق ما ذكرته “الحرة” نقلا عن التقرير الأميركي.

أما في شرق آسيا والمحيط الهادئ فتضاءل التهديد الذي تتعرض له الحكومات في المنطقة من المنظمات الإرهابية الأجنبية المصنّفة من قِبل الولايات المتحدة والإرهابيين الذين يستلهمون أفكار “داعش”، و استمر ضغط مكافحة الإرهاب من قوات الأمن الإقليمية على الهيكل القيادي للعديد من المنظمات الإرهابية التابعة لـ”داعش” في الفلبين وإندونيسيا.

وأضاف التقرير أن معظم الحوادث الإرهابية التي ارتكبتها التنظيمات الإرهابية التابعة لـ”داعش” في عام 2022 شملت هجمات ضد أهداف عسكرية أو شرطية. وأبلغت أستراليا وإندونيسيا وماليزيا عن إعادة بعض المقاتلين الإرهابيين الأجانب أو عائلاتهم إلى وطنهم في عام 2022.  

وأخيرا، صنّف التقرير، كوبا، إيران، كوريا الشمالية، سوريا كدولٍ راعية للإرهاب، فيما كان من البلدان التي اعتبرت ملاذات آمنة للإرهاب العراق، لبنان، ليبيا، اليمن، السودان، والصومال إضافة إلى أفغانستان وباكستان.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات