بعد أن فرض “مكتب مراقبة الأصول الأجنبية” التابع لوزارة الخزانة الأميركية، عقوبات على سبعة أفراد مرتبطين بالميليشيتين “كتائب حزب الله” و”كتائب سيد الشهداء” في العراق والمدعومتَين من إيران، وإدراج “كتائب سيد الشهداء” وزعيمها هشام بنيان السراجي المعروف بـ”أبو آلاء الولائي”، مؤخرا على قائمة “الإرهابيين الدوليين”، لا بد من التطرق إلى مجموعة من المعلومات والتحليلات التي تكشف هوية هذه الميليشيا الموالية لطهران، وتصنيفات أعضائها على قائمة الرعايا المعينين بشكل خاص.

هذا وتتهم الولايات المتحدة إيران ووكلائها المسلحة المنتشرة في المنطقة، بالوقوف وراء هجماتٍ تعرضت لها قواتها مؤخرا، وتعتبر “كتائب سيد الشهداء” التي تنشط داخل العراق وسوريا، جزءا من هذه الأذرع.

“كتائب سيد الشهداء” مصنفة إرهابيا

في الـ 17 من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، أدرج “مكتب مراقبة الأصول الأجنبية” الأميركية، “كتائب سيد الشهداء” إلى قائمة الرعايا المعينين بشكل خاص بموجب “الأمر التنفيذي رقم 13224″، الذي يعنى بـ “تجميد الممتلكات وحظر المعاملات مع الأشخاص الذين يرتكبون أعمالا إرهابية أو يهددون بارتكابها أو يدعمونها”، وفق ما نقله “معهد واشنطن” لسياسات الشرق الأدنى.

وقالت الوزارة في بيان صحفي: “أدرجنا كتائب سيد الشهداء وأمينها العام هاشم فنيان رحيم السراجي على قائمة الإرهابيين الدوليين المصنفين تصنيفا خاصا. وقد هددت الأنشطة الإرهابية التي تمارسها كتائب سيد الشهداء حياة الأفراد الأميركيين والتابعين للتحالف الدولي لهزيمة تنظيم داعش الإرهابي في كل من العراق وسوريا”.

زعيم “كتائب سيد الشهداء”، أبو آلاء الولائي وقائد “فيلق القدس الإيراني” إسماعيل قاآني- “تواصل اجتماعي”

هذا وتقوم وزارة الخزانة الأميركية بالتزامن مع ذلك بإدراج ستة أفراد مرتبطين بميليشيا “كتائب حزب الله” المتحالفة مع إيران. وشدد البيان الأميركي على أن “كتائب سيد الشهداء تتلقى دعما من الحرس الثوري الإسلامي الإيراني وخططت وشاركت في هجمات ضد عناصر أميركيين في العراق وسوريا”.

تتخذ الجماعة المصنفة إرهابيا من العاصمة بغداد مقرا لها، وينشط أمينها العام “أبو آلاء الولائي” على حسابه في منصة “إكس” (تويتر سابقا) لإبداء مواقفه والتعليق على القضايا العراقية. وعلّق على قرار تصنيفه وجماعته على قائمة الإرهاب قائلا: “من دواعي الفخر والاعتزاز إدراج اسمي على قوائم العقوبات الأميركية”.

يقول المعهد الأميركي، أن ما يصل إلى 21 هجوما بطائرات بدون طيار “المسيّرات” وصواريخ بعيدة المدى استهدفت القوات الأميركية انطلاقا من مناطق يقدر أن “كتائب سيد الشهداء” تستخدمها لشن الهجمات، في الفترة ما بين 17 تشرين الأول/ أكتوبر و17 تشرين الثاني/ نوفمبر.

وتعتبر “كتائب سيد الشهداء” إضافة مفيدة إلى قائمة الجماعات الإرهابية التي يقودها العراق والتي تلعب أدوارا رسمية في الدولة العراقية، وتشمل “كتائب حزب الله”، و”عصائب أهل الحق”، و”حركة حزب الله النجباء”، وفق المعهد الأميركي.

وكما هو الحال مع هذه الجماعات الثلاث المُصنفة على قائمة الإرهاب الأميركية، تدير “كتائب سيد الشهداء” أيضا لواء من ألوية “قوات الحشد الشعبي” (اللواء الرابع عشر) والذي تدفع الحكومة العراقية رواتبه وتزوده بالإمدادات، مما يؤكد بصورة أكثر دَوْر الدولة في تقديم الدعم المادي للكيانات المصنفة على قائمة الإرهاب الأميركية.

زعم “كتائب سيد الشهداء”

في المقابل، فإن تصنيف زعيم “كتائب سيد الشهداء”، أبو آلاء الولائي على قائمة الرعايا المعينين بشكل خاص على خلفية أنشطته الإرهابية بموجب “الأمر التنفيذي رقم 13224″، يضعه في المستوى نفسه مع الرعايا الآخرين المعينين بشكل خاص من الجماعات الإرهابية العراقية، ومن بينهم قيس الخزعلي وليث الخزعلي من “عصائب أهل الحق”، وأكرم الكعبي من “حركة حزب الله النجباء”، وأبو حسين من “كتائب حزب الله”.

وتسد هذه الخطوة فجوة غامضة قائمة منذ فترة طويلة – في حين تم تصنيف مؤسس “كتائب سيد الشهداء” أبو مصطفى الشيباني (مصطفى عبد الحميد حسين العتابي، حميد ثجيل العتابي) من قبل الولايات المتحدة منذ عام 2008، بينما لم يتم تصنيف القيادة الحالية للجماعة على قائمة الإرهاب الأميركية.

تقول تقارير صحفية، أنه بعد عام 2003 وسقوط نظام صدام حسين، اعتمدت طهران على العتابي الذي يحمل الجنسيتين العراقية والإيرانية، عندما انخرط في صفوف ميليشيا “عصائب أهل الحق”. وبحسب “المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف” فإن “هذه الميليشيات ارتبطت بعلاقة وثيقة مع نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي الأسبق، الذي أمّن لها الدعم المالي والعسكري والسياسي”.

نشطت ميليشيات العصائب في تنفيذ مهامٍ ضد القوات الأميركية ومسؤولين عراقيين معارضين لإيران، واتهمت أيضا بقمع الاحتجاجات العراقية عام 2019 التي عرفت بـ”احتجاجات تشرين”.

أبو آلاء يدير “كتائب سيد الشهداء” منذ عام 2014، خلفا للشيباني عندما أصبح الأخير مستشارا لوزير الداخلية العراقي محمد الغبان، المسؤول في “منظمة بدر”. وكانت الولايات المتحدة قد اعتقلت سابقا أبو آلاء على خلفية أعماله المسلحة كعضو في “كتائب حزب الله”، وتم إطلاق سراحه في عام 2010.

لكن يجب تصنيفه (على غرار الشيباني) كعضو سابق في “كتائب حزب الله” الذي انفصل عن جناحي الميليشيا بقيادة “أبو حسين” و”أبو فدك” ليشكل “كتائب سيد الشهداء” خلال الحرب الأهلية في سوريا.

وكان أبو آلاء أيضا من أوائل قادة المقاومة الذين يخضعون مباشرة لأوامر قائد “فيلق القدس” الحالي في “الحرس الثوري الإيراني” إسماعيل قاآني بعد مقتل قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس في غارة أميركية في كانون الثاني/يناير 2020. وفي الواقع، يُعد أبو آلاء عنصرا رئيسيا في شبكة وكلاء “فيلق القدس” التابع لـ”الحرس الثوري الإيراني” في العراق وسوريا.

ماذا نعرف عن هذه الميليشيا؟

بحسب تقرير لـ”الحرة”، تتباين تقديرات الخبراء في تحديد أعداد المنضمين إلى صفوف “كتائب سيد الشهداء”، حيث تتراوح بين بضع مئات إلى ألفي مقاتل. لكن وسائل إعلام موالية لإيران ادّعت أن عدد المنتسبين لهذه القوة يبلغ 4 آلاف فرد تقريبا، ينتشرون في كربلاء وبغداد وصلاح الدين والبصرة وغيرهن من المدن العراقية، بينما في تشرين الثاني/ نوفمبر 2021 أعلن الولائي أن عدد المتطوعين في صفوف كتائبه بلغ قرابة 50 ألفا.

عناصر من “كتائب سيد الشهداء”- “إنترنت”

اللافت أنه عندما اشتدت الحرب في سوريا، انخرطت “كتائب سيد الشهداء” فيها ودعمت قوات حكومة دمشق في حربها ضد “المعارضة” في منطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق.

وبعد التوترات التي اندلعت في المنطقة إثر هجمات أكتوبر التي نفذتها حركة “حماس” على إسرائيل في قطاع غزة، أعلن كاظم الفرطوسي المتحدث باسم “كتائب سيد الشهداء” أنهم يستعدون للمعركة وأن “القواعد الأميركية ستكون هدفا للضربات”. ومنذ أيام أكد الولائي أن العمليات ضد القواعد الأميركية لن تتوقف حتى تنتهي الحرب في غزة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات