يحاول إيزيديو  سنجار شمالي العراق تطهير منطقتهم من الألغام غير المنفجرة التي خلّفها تنظيم داعش قبل القضاء عليه أواخر آب/ أغسطس 2017، وذلك عن طريق إدخال عددٍ من الكلاب البوليسيّة كفريق نخبة يقودون هذا البحث.

ويُعد الكلبان “برانكو” و”إكس-لانغ” من بين الكلاب الأربعة ضمن فريق النخبة، يبحثون بجهد عن ألغامٍ وعبواتٍ بدائية الصنع في قرى وبلدات منطقة سنجار، بحسب تقريرٍ لصحيفة (the Guardian) البريطانية.

وتدرّب الكلب “برانكو”، بطريقةٍ يستطيع خلالها التحكم بحاسة الشم عنده والتوقف إذا ظهرت له رائحة، لذلك لا يدوس على اللغم، في حين يستخدم فريق البحث الكلاب البلجيكية والألمانية، لأنهم أكثر مهارة في تمييز الروائح.

في حين، كان الكلب “إكس لانغ” في الأصل كلباً للكشف عن الألغام، ولكن تم اختياره فيما بعد للتدريب على كشف العبوات الناسفة، بحسب تقرير الصحيفة.

تدريبٌ مكثّف

يؤكّد التقرير على أن هذه الكلاب درّبت على مجموعة واسعة من الروائح متعلقة بالألغام والعبوّات الناسفة، ما يزيد من الفرص لاكتشاف الحالات الشاذة تحت سطح الأرض.

ويمكن لها أن تغطي مساحة شاسعة أسرع بكثير من البشر، تقدر بنحو 1500 متر مربع في اليوم.

الأمر الذي دفع منظمة MAG لتفكيك الألغام، من تكثيف تدريب الكلاب على العبوات الناسفة، فضلاً عن تحسين برامج تدريبهم بحيث يمكن استخدامهم أيضاً في المساعدة بإيجاد المنازل المفخخة.

ويعمل حالياً فريق الكلاب الأربعة، مع اثنين آخرين في طريقهم من البوسنة والهرسك، على أرضٍ مساحتها 8 كيلومترات مربعة بالقرب من مدينة تلعفر غربي الموصل.

نتائجٌ مبهرة

عادةً ما تدرب الكلاب على شم المتفجرات، وخاصةً مادة تي إن تي(TNT)، لكنها تكشف كذلك العبوات المصنوعة يدوياً، بعد تدريبها في البوسنة والهرسك، وتدريب أنوفها على روائح المطاط والمعادن والبطاريات.

وكان فريق الكلاب العراقي التابع لمنظمة MAG قد كشف خلال الأعوام الثلاثة الماضية، 3540 لغم أرضي ومتفجرات من مخلفات الحرب، وتم تدميرها، بحسب الصحيفة البريطانية.

وتمكنت القوات العراقيّة من السيطرة على آخر معقل لـ”داعش” في تلعفر ومحيطها، لكن التنظيم ترك وراءه نحو ثلاثة آلاف كيلومتر مساحةً مليئة بالألغام والتي لم يتم تطهيرها بعد.

لتكون حياة نحو 8.5 مليون شخص يعيشون في هذه المساحة بخطر محدق، في حين قد تستغرق عملية تطهير المنطقة من الألغام ومخلفات الحرب سنوات عديدة.

---