رسالة “الراعي” التي غيّرت رأي الفاتيكان باللاجئين السوريين.. بماذا طالب البطريرك الماروني في لبنان؟

رسالة “الراعي” التي غيّرت رأي الفاتيكان باللاجئين السوريين.. بماذا طالب البطريرك الماروني في لبنان؟

دعا البطريرك الماروني في لبنان، “بشارة الراعي”، إلى إعادة اللاجئين السوريين قسراً إلى سوريا، لأنه من غير الممكن حدوث عودة طوعية.

وقال “الراعي”، على هامش مشاركته في مؤتمر كنسي بالعاصمة المجرية بودابست، إنّه: «على اللاجئين السوريين العودة إلى سوريا لأن الحرب انتهت هناك، وهم لا يريدون الإقرار بذلك، ويصرون على البقاء في لبنان».

وأضاف أنه لا يكنّ العداء للاجئين السوريين، لكن لبنان «لا يستطيع تحمل مثل هذا العبء».

وأشار البطريرك، خلال حديثه لإذاعة “الفاتيكان”، إلى أنّ اللبنانيون «يغادرون بلادهم، واللاجئون يحلون مكانهم».

واعتبر أن السوريين يعيشون أفضل من اللبنانيين أنفسهم، فلديهم وظائف وأعمال تجارية، إضافة إلى أنهم يتلقون المساعدة من المنظمات الدولية كل شهر، مطالباً بتقديم هذه المساعدات إليهم داخل سوريا.

وبيّن “الراعي” أن تدخله أسفر عن تغيير رأي بابا الفاتيكان نفسه بشأن اللاجئين السوريين في لبنان، حيث كان يدعو بابا الفاتيكان إلى دمج اللاجئين أينما كانوا، بينما كانت هذه الدعوة في الحالة اللبنانية ضد مصالح لبنان.

وأوضح البطريرك الماروني في لبنان، أنه كتب في الرسالة التي أسفرت عن تغيير رأي بابا الفاتيكان، أن لبنان بلد يقوم نظامه السياسي على التركيبة السكانية، وأن اللاجئين السوريين البالغ عددهم مليوني شخص هم من المسلمين السنة.

الأمر الذي قد يؤدي إلى استغلال هذا الأمر سياسياً مثلما تم استغلال ورقة اللاجئين الفلسطينيين في عام 1975، ما أدى إلى حرب أهلية بين المسيحيين والمسلمين، وفق تعبيره.

البطريرك الماروني في لبنان يعارض الحقائق

ويتعارض حديث “الراعي”، مع ما كشفته صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، في بداية عام 2021، عن مدى الضغوط القاسية والقاهرة التي بات يتعرض لها اللاجئون السوريون في لبنان لإجبارهم على العودة إلى بلادهم التي لا تزال تعاني أوضاعًا أمنية مضطربة وظروفًا معيشية صعبة للغاية.

ويشكل مليون لاجئ سوري نحو 20% من سكان لبنان، مما جعله ورقة صراع بين مختلف الفرقاء السياسيين مع وجود توجه عام لدى “التيار الوطني” الذي يرأسه صهر الرئيس اللبناني، “جبران باسيل” و”حزب الله” لطرد اللاجئين السوريين وإجبارهم على العودة إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية.

وأوضحت مستشارة الدعم في المجلس النرويجي للاجئين، “إيلينا ديكوميتيس”، أن جميع سكان لبنان يعانون، ولاسيما اللاجئين، مع تناقص موارد الحياة والمعيشة.

وفي أكتوبر 2021، قدرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن ما يقرب من 90% من السوريين في لبنان باتوا يعيشون تحت خط الفقر المدقع، بعد أن كانت تلك النسبة تشكل 55% في العام السابق.

وأوضحت المفوضية أنه في يوليو الماضي جرى استبعاد 90% من السوريين عن فرص العمل، ما أثر على دخلهم وتدهور مستوى معيشتهم.

وكان لبنان قد منع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من تسجيل السوريين منذ 2015، لذا فإن حوالي 90% منهم ليس لديهم إقامة قانونية.

ويتقاطع تصريح البطريرك الماروني في لبنان، مع تصريحات سابقة للرئيس اللبناني، “ميشال عون”، أكد فيها أن جارتهم أصبحت آمنة وأنّ «الدولة السورية ترحب بعودة اللاجئين وتزويدهم بالدعم والرعاية اللازمين».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة