نعى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، “وليد جنبلاط”، رجل الأعمال السوري “عثمان العائدي”، الذي توفي الثلاثاء الماضي، عن عمر ناهز 90 عاما.

وقال “جنبلاط”، «وتمضي الأيام ويمضي العمر معها ويغيب الأصدقاء والأحبة، رحل عن هذه الدنيا صديق كبير من الرعيل السوري الأول “عثمان بك العائدي”. رحمه الله».

وفاة “العائدي” أثارت العديد من التساؤلات بين أوساط الشارع السوري، كون أنّ وسائل الإعلام الرسمية لم تنقل خبر وفاة.

وفي تعليقٍ على ذلك، قال رجل الأعمال السوري، “منير الزعبي”، لـ(الحل نت)، «اللي بيقرأ تاريخه، بشوف أنو قدم للبلد أكثر من “الأسد” وابنو»، في إشارة إلى الرئيس السوري الحالي “بشار الأسد” وأبيه “حافظ الأسد”.

من هو رجل الأعمال “عثمان العائدي”؟

لم تُسجّل لـ”العائدي”، تصريحات سياسية إعلامية خلال السنوات العشر الماضية توضح موقفه من الحرب في سوريا.

وحول حياته الشخصية، فقد ولد “عثمان العائدي” في العاصمة دمشق عام 1931، وهو ابن أحمد منيف العائدي، الطبيب الدمشقي المعروف.

ويحمل “العائدي” الجنسية الفرنسية، وحصل على شهادة بكالوريوس في الهندسة بتخصص “السدود والري والقوى الكهربائية المائية” عام 1952 من معهد “غرونوبل للتكنولوجيا”، وفي عام 1955 نال درجة الدكتوراه في “العلوم المائية وميكانيك السوائل” من جامعة “السوربون” الفرنسية.

“عثمان العائدي” أحد أعمدة الاقتصاد السوري

شغل “العائدي” منصب رئيس مجلس إدارة “الشركة العربية السورية للمنشآت السياحية” التي قام بتأسيسها في عام 1977، وكان مالكاً لسلسة فنادق فئة خمس نجوم وهي “فنادق الشام” في عدة مدن سورية، ورئيساً لمجموعة “لو رويال مونسو” الفندقية الفرنسية التي شارك في تأسيسها، والتي تضم فنادق فيرنيه، وميرامار كروستي وفنادق قصر الإليزيه.

كما تقلد منصب رئيس “الاتحاد الدَّوْليّ للفنادق والمطاعم والسياحة” بين 1993 و2021، و”منظمة السياحة الأوروبية المتوسطية”، والرئيس الفخري لـ”الرابطة الدولية للفنادق والمطاعم” في سويسرا.

وشارك في إنجاز العديد من مشاريع الري في سورية، منها: سد الرستن، وسد محردة، ومشروع ري العشارنة، وشبكة الري في سهل الغاب.

 كذلك تولى منصب رئيس مجلس إدارة “مؤسسة عثمان منيف العائدي للثقافة والإعلام والتنمية” التي قام بتأسيسها، وشارك في تأسيس “بنك البحر المتوسط” في فرنسا، و”بنك البحر المتوسط” في لبنان، وكان عضواً في مجلس إدارته.

وفي مجال الصحافة ساهم في إصدار المجلة الأميركية ريدرز دايجست “Reader’s Digest” ونسختها العربية “المختار”، وترأس مجلس إدارة “مجلة الأسبوع العربي اللبنانية”.

وشغل عضوية مجلس أمناء كل من “الجامعة الأميركية في بيروت”، و”جامعة البلمند”، و”جامعة المنار”، وعمل محاضراً في علم المياه وميكانيك السوائل وبناء السدود في “جامعة دمشق”، و”جامعة حلب”.

ونال العديد من الأوسمة منها: “وسام الشرف الفرنسي” من قِبل الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران في 10 مايو (أيار) 1988، وذلك لاستثماره في “فندق لو رويال مونسو” في باريس، “وسام جوقة الشرف” برتبة فارس من فرنسا.

و”وسام جوقة الشرف” برتبة ضابط من قِبل الرئيس الفرنسي، “وسام القديسين بطرس وبولس” برتبة ضابط كبير من قِبل أغناطيوس الرابع هزيم.

و”وسام القديس سيريل والقديس ميتوديوس”، “وسام الاستحقاق السوري” من الدرجة الأولى من قِبل الرئيس حافظ الأسد، كما تم تصنيفه ضمن “قائمة أبرز 100 رجل أعمال سوري” في قائمة الاقتصادي السنوية لعام 2010.

قصة تاريخية عن رجل الأعمال السوري

يذكر الكاتب السوري، “سامي مبيّض”، الحادثة التاريخية لصعود رجل الأعمال السوري “العائدي”.

ففي مطلع الأربعينيات، وحسب “مبيّض”، دخل “عثمان العائدي” على والده في إحدى قاعات منزلهم الكبير في سوق “ساروجا”، وطلب منه “عيدية” احتفالاً بقدوم عيد الأضحى، فابتسم الأب، وأخرج شهادة شراء أسهم في معمل الأسمنت وأخرى في شركة الكونسروة، باسم “عثمان أحمد منيف العائدي”. 

وبذات اللحظة، سأله الفتى، «ما هذا؟، فأجابه الأب: “أسهم يا أبني…أسهم في كبرى شركات سورية، هي أنفع لك من العيدية، خُذها…وتذكرني كلّما زادت قيمتها».

ويشير “مبيّض”، إلى أنّه قد يكون الجانب الاقتصادي غير معروف عن حياة “أحمد منيف العائدي”، الذي دخل التاريخ من شقه العلمي، مؤسساً لمدرسة الكلية العلمية الوطنية في سوق “البزورية”، وكأحد مؤسسي كلية الطب في جامعة دمشق. ولكن بالإضافة إلى ذلك كله، كان عضواً مؤسساً في شركة الكونسيروة، مع الرئيس السوري السابق “شكري القوتلي”، وقد عمل فيها لسنوات رئيساً لمجلس إدارتها.

ويختم الكاتب السوري، «قد صدق “العائدي” الأب في قوله، وتضاعفت قيمة الأسهم في يد ابنه “عثمان”، مما جعل منه مضارباً صغيراً في سوق البورصة، المتفرّع يومها عن سوق الحميدية».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.