عبرتّ الولايات المتحدة عن قلقها من تفشي هذه “الجريمة المنظمة” العابرة للحدود، متعهدةّ بكشف وتحديد العاملين ضمن شبكات المخدرات في سوريا.

وتعهّدت أميركا باستخدام كل السلطات والأدوات التي تمتلكها، لمحاربة تجارة المخدرات والمتواطئين فيها من سوريا.

وضمن التصويت على قانون ميزانية وزارة الدفاع لعام 2022، الذي تم رفعه إلى مجلس الشيوخ، صوّت الكونغرس على تعديل يتطلب استراتيجية مشتركة بين الوكالات الأميركية، لتعطيل شبكات المخدرات ضمن مناطق سيطرة الحكومة السورية.

وقال متحدث رسمي لوزارة الخارجية في تصريح لصحيفةـ “الشرق الأوسط”، إنّ: «حكومة الولايات المتحدة تعمل على مكافحة المخدرات في سوريا، من خلال جهود متعددة، بما في ذلك أدوات وقدرات إنفاذ القانون التقليدية».

وأضاف: «تمتلك وزارة الخزانة ووكالة مكافحة المخدرات المعروفة بـ(دي إي آي)، الموارد الكافية التي يمكن مشاركتها مع شركائنا، بما في ذلك العمل على تعزيز الأطر القانونية والتنظيمية، لأنظمة مكافحة تبييض الأموال».

وأقر مجلس النواب في الكونغرس الأميركي، النسخة المطورة لقانون تمويل ميزانية وزارة الدفاع للعام المالي 2022، وذلك بالتصويت بالموافقة (316 صوتاً)، بعد أن تعرّض لمئات التعديلات، ما مهد الطريق لسن الإجراء البالغ 768 مليار دولار ليصبح قانوناً، وينتقل إلى مجلس الشيوخ ضمن إطاره القانوني.

وشملت التعديلات على قانون التمويل، محاولات تقليص ميزانية وزارة الدفاع والحد من التدخل العسكري الأميركي في مناطق الصراعات، مثل سوريا.

شحنة مخدرات ضخمة في طريقها إلى الأردن

ضبطت الحكومة السورية، الاثنين، في معبر “نصيب”، (800 ألف حبة كبتاغون) كانت تتجه لأحد دول الخليج العربي عبر الأراضي الأردنية بواسطة براد لنقل الخضار والفواكه قادم من منطقة “معربة” في ريف دمشق.

ويأتي الكشف عن القضية، بعد تحسن حركة الشحن تحسنت خلال الأيام الأخيرة بين البلدين، إذّ قدرت عدد الشاحنات التي تعبر منفذ نصيب الحدودي مع الأردن بحوالى 100 شاحنة يومياً.

وفي سبتمبر/أيلول الماضي، أكّد مدير جمرك معبر جابر الحدودي مع سوريا، العقيد “أحمد القرعان”، أنّه تم ضبط 9 قضايا تهريب مخدرات نوعية خلال شهري أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول الماضيين.

وقال العقيد الأردني، إنّ: «الكميات المضبوطة تقدر بحوالي 5 مليون حبة “كبتاغون” مخدر، و16 كيلو من مادة “الكريستال” المخدر».

وبيّن “القرعان”، أنّ الكوادر الجمركية العاملة في مركز جمرك “جابر” وبالتعاون مع الأجهزة الأمنية وإدارة مكافحة المخدرات تمكنوا، الثلاثاء الفائت، من إحباط تهريب كميات كبيرة من حبوب “الكبتاغون” المخدرة تقدر بعدد 2 مليون حبة.

سوريا بلد لشبكات المخدرات

تتكرر محاولات تهريب المخدرات إلى الأراضي الأردنية من سوريا، وأُعلن عن محاولتين سابقتين للتسلل والتهريب عبر الحدود السورية – الأردنية خلال الشهر الحالي.

فوصل مؤخراً، مخدر “كريستال ميث” إلى جَنُوبي سوريا، حَسَبَ تقارير إعلامية وأمنية عدّة، من لبنان وإيران، وذكرت  التقارير أن «إيران هي المصنّع الرئيس له في العالم».

وبحكم سيطرت المليشيات الإيرانية على المنطقة وعلى رأسها “حزب الله” اللبناني، فقد انتشر هذا من النوع # المخدرات في الجَنُوب السوري، وصار له نظير محلي ينتج بأدوات بسيطة، يسمّى “الشبو”.

وعلى الرغم من ضبط دول عدة كميات هائلة من المخدرات مصدرها سوريا، والتقارير عن انتشار معامل لتصنيع مواد مخدرة في سوريا، خرجت وزارة الداخلية السورية لتقول إن البلد هي فقط “محطة عبور” للمخدرات.

فيما أشار تقرير لصحيفة “فاينشال تايمز” البريطانية إلى تنامي تجارة المخدرات في سوريا ولبنان، مشيراً إلى أنّ «الحجم الهائل لعمليات ترحيل المخدرات من سوريا يؤدي إلى استنتاج أن الحكومة السورية والجيش السوري، الذين استعادا السيطرة على ثلثي البلاد، متواطئون في هذه التجارة غير المشروعة».

ويُعتقد أن “ماهر الأسد”، الشقيق الأصغر للرئيس السوري، هو أحد منظمي عمليات تهريب المخدرات تلك، حسب تقرير نشره موقع (JeuneAfrique) في أبريل/نيسان الماضي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.