ارتفاع عدد وَفَيَات وإصابات “كورونا” في دير الزور بسبب إهمال الحكومة السورية

ارتفاع عدد وَفَيَات وإصابات “كورونا” في دير الزور بسبب إهمال الحكومة السورية

يشهد ريف دير الزور الشرقي الواقع تحت سيطرة الحكومة السورية، خلال الفترة الحالية، ارتفاعًا كبيراً في معدل تسجيل الإصابات ووَفَيَات بفيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19).

ويقابل ذلك قطاع صحي “منهار” يتكبّد فيه المصاب تكاليف باهظة للمحافظة على حالته الصحية من التدهور.

يقول “محمد الخليفة” من سكان بلدة #بقرص لـ (الحل نت)، إنّ: «والدي توفي متأثراً جراء إصابته بالفيروس، في مطلع أكتوبر الجاري، لعدم وجود رعاية صحية في المراكز الطبية أو المستشفيات الموجودة في المنطقة، إضافة لخلوها من الأدوية المسكنة وخافضات الحرارة وأسطوانات الأوكسجين أيضاً».

وأوضح “الخليفة”، أنّ: «مستشفى “الأسد” الواقعة في مدينة دير الزور، لم تقدم أي خدمة سوى سرير متهالك لوالده، كما طلبوا منهم شراء أسطوانة أوكسجين على نفقتهم الخاصة».

مناطق بلا خِدْمَات طبيّة والسكان معزولون عن التوعية

تخطت أعداد الوَفَيَات في قرى “خط الشامية” خلال الأسبوعين الماضيين حاجز 60 حالة وفاة، بسبب الإصابة بفيروس كورونا، حيث تتزايد فيها الإصابات بشكل متسارع، حسب مصادر طبية من هناك.

ويبيّن الطبيب “يوسف” لـ (الحل نت)، أن: «نسبة الوَفَيَات بلغت معدلاً غير مسبوق ضمن مناطق سيطرة الحكومة غربي النهر، وهو الأعلى منذ تفشي الفيروس». 

ووفقاً للطبيب الذي اكتفى بذكر اسمه الأول لأسباب أمنية، فإن هذه الموجة تعدّ الأخطر، إذّ بلغت نسبة الوَفَيَات في بلدة “بقرص” خلال الشهر الفائت فقط (19) وفاة، تلتها مدينة “موحسن”بـ 17 حالة، وبلدة “صبيخان” بـ 14 حالة، بينما توزعت بقية الوَفَيَات بين قرى وبلدات “سعلو” و”الميادين” و”العشارة”.

وأشار الطبيب، إلى أنّ الوضع الطبي المتردي الذي تعيشه المحافظة، يكمن في خلو المستشفيات من أسطوانات الأوكسجين، مضيفاً أنّ «أي مصاب لا يمكننا عمل شيء له سوى الطلب من ذويه عزله، وتأمين أوكسجين له حتى وإن كان من محافظة أخرى».

وأوضح “يوسف”، أنّ: «غالبية الإصابات من كبار السن، وجميع الوَفَيَات الأخيرة هم من ذات الفئة، فلا توجد حملات توعية من قبل الجهات المختصة، للتحذير من خطورة الأمر وإرشاد الأهالي لإتباع إجراءات الوقاية من الفيروس».

وكشف الطبيب، أنّ الاستهتار موجود بين الأهالي، وغالبية الإصابات تأتي من التجمعات، فلا يوجد وعي حول ماهية الوباء لدى نسبة كبيرة من السكان.

“الحرس الثوري” يستولي على مدرسة بريف ديرالزور لتحويلها مركزا لعناصره المصابين بـ “كورونا”

حظر بسبب تفشي “كورونا” في شرق الفرات

لا توجد إحصائيات دقيقة عن عدد الوَفَيَات في المنطقة أو حتى الإصابات أيضاً، فهناك وَفَيَات من الفيروس بدون توثيق، الأرقام أكبر بكثير من التي يعلن عنها من قبل وزارة الصحة، ووسائل الإعلام الرسمية لا تسلط الضوء على الموضوع أيضاً، ومن يقوم بتوثيق الحالات أو نشرها نشطاء محليين من أبناء المنطقة فحسب، وفقاً للطبيب.

وبالانتقال إلى مناطق شرق الفرات التي تقع تحت سيطرة “الإدارة الذاتية”، فتشهد المنطقة انتشاراً ملحوظاً للفيروس مؤخراً وارتفاعاً بعدد الإصابات.

وفرضت “الإدارة” في سبتمبر/أيلول الفائت، حظراً كاملاً على جميع المؤسسات التابعة لها، وحظر جزئي للأسواق في مدينة “غرانيج”، لمدة عشرة أيام.

وتضمّن القرار الصادر عن “لجنة الصحة”، ضرورة التقيّد بالإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي والقواعد الصحية، وإلغاء جميع أشكال التجمعات، والاجتماعات الإدارية والتنظيمية في جميع المؤسسات والمجالس التابعة لـ”الإدارة الذاتية” في المنطقة الشرقية.

وبحسب بيان صادر عن “مجلس المنطقة الشرقية” التابع لـ”مجلس دير الزور المدني”، فإن القرار جاء عقب اجتماع “خلية الأزمة” من أجل مكافحة فيروس “كورونا المستجد”، بعد حدوث الكثير من الإصابات، وبعض حالات الوفاة.

كما أشار القرار، إلى أنّ كل من يخالف هذه الإجراءات يتعرض للمساءلة القانونية، وفق ما نقله “مركز إعلام مجلس المنطقة الشرقية” عبر حسابه في موقع “فيسبوك”.

وأعلنت “هيئة الصحة” في “الإدارة الذاتية” في 11 سبتمبر الماضي، تسجيل خمس حالات وفاة، و187 إصابة جديدة بالفيروس، في شمال شرقي سوريا، ما يرفع إجمالي الوَفَيَات إلى 802 حالة، إلى جانب 22 ألفًا و831 إصابة، وألفين و12 حالة شفاء من الفيروس.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.