ازدادت التوترات الأمنية بين مليشيا “الدفاع الوطني” و”الأمن العسكري”، خلال الأسابيع الماضية في المناطق التي تشترك بها القوتان بريف دير الزور الشرقي.

ويتجلى ذلك بتضييق كلا الطرفين على بعضهما باعتقالات متبادلة وحوادث إطلاق نار وقنابل، تسفر في كل مرة عن سقوط خسائر بشرية ومادية وضحايا مدنيين.

ووثق ناشطون من المنطقة، سقوط أكثر من 6 مدنيين بإطلاق نار عشوائي خلال الأشهر الأربع الماضية، نتيجة هذه الاشتباكات.

وقال مراسل (الحل نت)، إنّ: «اشتباكات مسلحة اندلعت بين مجموعة من مليشيا الدفاع الوطني ودوريات تابعة للأمن العسكري، في بلدة “محكان”، ليل الخميس – الجمعة، بعد محاولة الأخير اقتحام مقر للدفاع الوطني». 

وأسفرت الاشتباكات عن سقوط جرحى من الطرفين، وتسببت بقطع أسلاك كهربائية، ما تسبب بانقطاع التيار الكهرباء حتى صباح اليوم في عموم البلدة.

وأضاف المراسل، أنّ «سبب الاشتباكات هو اتهام عناصر الأمن العسكري، لعناصر الدفاع الوطني بسرقة دراجات نارية من مقرات تابعة لهم، وإخفائها في مقرات “الوطني” وهو ما نفاه الأخير».

“الدفاع الوطني” في دير الزور يتخوف من الخدمة العسكرية

وحول الحادثة، تحدث “محمد” فضل ذكر اسمه الأول لأسباب أمنية، وهو أحد عناصر “الدفاع الوطني”، لـ (الحل نت)، أن «الأمن العسكري يسعى إلى خلق تهم باطلة لعناصرهم، بهدف سوقهم للخدمة الإلزامية».

وذلك بعد إصدار رئيس اللجنة الأمنية والعسكرية في دير الزور اللواء “نزار الخضر” مؤخراً قراراً بسوق أي عنصر من “الدفاع الوطني” للخدمة الإلزامية في حال صدور شكوى بحقه.

اقرأ أيضاً: زيادة حدة الصراع بين الميليشيات الإيرانيّة و”الدفاع الوطني” في دير الزور

ولفت “محمد”، إلى أنّ «قائد الدفاع الوطني في دير الزور “فراس العراقية”، اجتمع أمسِ الخميس، بجميع قادة “الدفاع الوطني” وحذرهم من تجنب دوريات الأمن العسكري والشرطة العسكرية خلال هذه الفترة، تحاشياً للصدامات معهم وعدم سحب أي عنصر من “الدفاع الوطني” للخدمة الإلزامية».

مدنيون ضحايا الاشتباكات

ولا تقتصر الاشتباكات على القِوَى الأمنية ومليشيا الدفاع الوطني فحسب، بل تتكرر الاشتباكات بين الأخيرة والمليشيات الموالية لإيران أيضاً.

حيث شهدت مدينة “الميادين”، في أواخر أغسطس الفائت، اشتباكات بين مجموعة من مليشيا “الدفاع الوطني” وأخرى تابعة لمليشيا “لواء أبو الفضل العباس، أدت لسقوط قتلى وجرحى في صفوف المجموعتين، وإصابة مدنيين أيضاً كانوا بالقرب من مكان الاشتباك، وفقاً للمعلومات الواردة.

ويقول “خالد الحزام” من سكان بلدة “الطيبة”، لـ (الحل نت)، إنّه: «فقد حفيده منتصف سبتمبر الفائت، باقتتال حصل بين “الدفاع الوطني” و”الشرطة العسكرية” عند حاجز للأخيرة بالقرب من منزلهم عند مدخل البلدة، حيث أصيب حفيده برصاصة طائشة أثناء لهوه أمام المنزل أردته قتيلاً على الفور».

وأضاف “الحزام”، أنّهم «تقدموا بشكوى إلى فرع “أمن الدولة” في المنطقة، لكن الرد جاء بأن الرصاصة الطائشة كانت من الطرف الآخر من النهر حيث تسيطر “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، وليس من الاشتباك الحاصل بين “الدفاع الوطني والشرطة العسكرية”».

وحالة “يسرى” المنحدرة من مدينة “الميادين”، والتي أصيبت بإعاقة دائمة في قدمها، بإطلاق رصاص بين عناصر من الدفاع الوطني لخلافهم على تبديل نوبات الحراسة، مطلع أكتوبر الجاري، ليست بمعزلٍ عن ذلك.

وتبقى مناطق سيطرة الحكومة السورية في دير الزور متصدرةً المشهد باشتباكات شبه يومية، بين تلك المليشيات الموالية لها من جانب، والمليشيات الإيرانية من جانب آخر.

وغالباً تُسفر هذه الأحداث عن وقوع ضحايا مدنيين، في ظل سيادة قانون السلاح وغياب المحاسبة عنها، حيث تنقسم نفوذ السيطرة في هذه المحافظة لعدة جهات ما يجعل ضبط المنطقة أمنياً بالأمر الصعب.

للمزيد من التفاصيل: فوضى انتشار السلاح تقوض أمن المدنيين شرقي دير الزور

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.