في ظل تهجير عدد كبير من المحامين خارج سوريا وتركهم مكاتب العمل فارغة خلال سنوات الحرب الماضي، بات أصحاب هذه المهنة ممن بقوا ضمن مناطق سيطرة القوات الحكومية يعيشون على أمل التغيير نحو الأفضل بعد أن ضاقوا ذرعا، ولا سيما مع القرارات الحكومية الأخيرة المتعلقة بتحويل مكاتب المحامين إلى مكاتب تجارية بغض النظر عن أماكن عملها.

القرار الحكومي لاقى استنكارا واستياء من قبل المحامين، حتى وصفه نقيبهم في سوريا “الفراس فارس”، بأنه «غير منطقي»، معتبرا أنه «غبن» للمحامين.

وأوضح “فارس” أن مهنة المحاماة «تندرج ضمن المهن الفكرية، وهي بعيدة عن المهن التجارية»، وفق صحيفة (الوطن) السورية.

قد يهمك: البطاقة الذكية” في سوريا خارج الخدمة.. دمشق تسعى لزيادة أرباحها بهذه الطريقة

مشيرا إلى أن «غالبية مكاتب المحامين تكون ضمن شقق سكنية، بعضها مستأجر، فلا ذنب لمالك العقار الذي قام بتأجيره لمحام، بأن يتحول عقاره إلى تجاري».

خزائن الدولة مفلسة

المحامي “مهند شرباتي”، أشار في حديث مع (الحل نت)، أن قرار تحويل مكاتب المحامين لمكاتب تجارية جاء «ضمن سلسلة القرارات التي صدرت في الفترة الأخيرة، والتي كان الهدف منها زيادة مصادر تمويل الخزينة العامة».

ويبدو أن حكومة دمشق مفلسة، لتقدم بين الحين والآخر على اختراع طرق جديدة لسد النقص الموجود لديها من الميزانية.

فيما شدد “شرباتي” أيضا أن مهنة المحاماة هي مهنة فكرية ، وأن المحامي لم يكن ملزم بأن يكون لديه مكتب تجاري لممارسة مهنته، لأنه «ليس تاجر».

اقرأ أيضا: حكومة دمشق تهدد بإيقاف عمل سائقي “السرافيس” بسبب المدارس

رفع الرسوم

وبحسب “شرباتي”، فإن هذا الأمر يترتب عليه عدة أمور لأن التجاري يدفع ضرائب وخدمات ورسوم أكثر من السكني، أي أن الهدف من هذا القرار هو «رفع الرسوم التي يدفعها المحامين».

السجل التجاري السوري يعد مصدرا يرفد خزينة الدولة بالأموال، حيث يتطلب الحصول عليه رسوم اشتراك سنوية محددة وطوابع خاصة.

في حين، يلزم كل من يملك سجلا تجاريا بالانتساب إلى غرفة التجارة، وذلك بعد توفر الشروط المطلوبة، مثل التأمينات الاجتماعية للعمال، وفق المادة 5 من قانون اتحاد غرف التجارة السورية لعام 2020،.

وآثار القرار سلبية على المحاميين، خاصة أنهم سيتحملون أعباء مادية وتكاليف أخرى، تزامنا مع الأوضاع الاقتصادية المعيشية السيئة التي تمر بها البلاد، أي أن الهدف ليس لتسهيل الأمور على المحامين، بل هو زيادة عبئ إضافي عليهم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.