أظهرت روسيا، خلال الأيام الأخيرة، جهودا كبيرة لمنع عملية عسكرية مرتقبة من قبل القوات التركية ضد مناطق شمال شرق سوريا، من خلال تصريحات مسؤولين روس رفيعو المستوى، فضلا عن عزم موسكو نشر العديد من طائراتها الحربية في مطار القامشلي بشكل علني، لتوسيع قاعدتها العسكرية في المنطقة.

وأشارت تحليلات بحسب وسائل إعلام روسية ومحلية، بأن موسكو وجهت من خلال توجيهاتها الأخيرة، رسالة مباشرة لأنقرة بهدف الضغط عليها وإيقاف تهديداتها المتعلقة بشن عملية عسكرية جديدة في سوريا.

قد يهمك: تدخل روسي يمنع المعركة التركية شمال شرق سوريا

موسكو تستثمر الدعاية التركية

في حين يرى محللون أن موسكو استثمرت بشكل صح الدعاية التركية حول عمل عسكري في سوريا، واستغلت بشكل جيد التهديدات التركية، لتظهر نفسها على أنه لها الفضل في وضع حد لتلك التهدديات، والغاية من ذلك هو بسط نفوذها وسطوتها على مناطق واسعة شرق الفرات.

لافتين إلى أن الروس معتادون على سرقة جهود الآخرين، أي أن منع العملية العسكرية التركية اتضح من خلال موقف الرئيس الأميركي جو بايدن في لقاءه الأخير مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان بروما، والتصريحات الأميركية من البنتاغون أيضا كانت واضحة بهذا الشأن.

للمزيد اقرأ أيضا: جيمس جيفري: «بايدين لم يمنح تركيا الضوء الأخضر لعملية عسكرية في شمال شرقي سوريا»

روسيا.. المستفيد الأكبر

الكاتب والصحفي فراس علاوي، يشير إلى أن روسيا هي «المستفيد الأكبر من أي عملية تركية جديدة في سوريا، روسيا ومن خلفها الحكومة السورية».

وأرجع علاوي ذلك لعدة أسباب، أبرزها بسط السيطرة والنفوذ على كامل الجغرافية السورية.

لربما تعدد القوى الموجودة في سوريا يعيق عمل روسيا، لكن عندما تختزل هذه القوى يكون الأمر أسهل بالنسبة للروس، وبالتالي سيطرة أنقرة على أراضٍ جديدة في سوريا من خلال عملية عسكرية يزيل أحد عوائق السيطرة وهي «قسد»، وفق علاوي.

وتسعى روسيا لزيادة نفوذها في شمال شرقي سوريا خلال الفترة القادمة، عبر دخولها كلاعب أساسي في المنطقة.

ففي حال حدثت العملية العسكرية أم لا، فإن موسكو ستحقق مكاسب جديدة من خلال تدخلها بالقضية على حساب تركيا وكذلك على حساب قوات سوريا الديمقراطية، بحسب ما يراه علاوي.

للمزيد اقرأ أيضا: “قسد” تؤكد مساعيها لخفض التصعيد في شمال شرقي سوريا

وإيجاد نقاط تماس جديدة في سوريا تستخدم في النقاشات والحوارات السياسية ما بين الأتراك والروس يعود بالفائدة على موسكو، لأنها بالتالي تنشر دورياتها ونقاطها العسكرية في مناطق جديدة بعد كل اتفاق بذريعة بسط الأمن وحفظ الاستقرار.

وكانت الرئيسة المشتركة لـ«مجلس سوريا الدمقراطيّة» “إلهام أحمد”، قد حملت موسكو المسؤولية الكاملة لأية هجمات محتملة تستهدف مناطق سيطرتها في مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي، «لكون القوات الروسية منتشرة أيضا في تلك المدينة»، عل حد تعبيرها، محذرة من التهاون مع التهديدات التركية، بشأن بدء عملية عسكرية في مناطق الشمال السوري.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.