تُركز روسيا خلال الأيام الأخيرة جهودها في مناطق شمال شرقي سوريا، لمنع تركيا من شن عمليتها العسكرية في مناطق من شمال شرق سوريا، التي قد تؤدي إلى تدهور استقرار المنطقة. 

وزارة الدفاع الروسيّة أكدت أن موسكو تعتزم نشر العديد من طائراتها الحربيّة، لتوسيع قاعدتها العسكريّة في مطار القامشلي.

ونقلت العديد من وسائل الإعلام الرسميّة الروسيّة عن وزارة الدفاع، تأكيدها يوم أمس الاثنين، أن موسكو ستنشر 12 قاذفة من طراز “سو- 34” وخمسة من طراز “سو- 35″ في مطار القامشلي.

ونشرت الوكالات الروسيّة صوراً لمقاتلات حربيّة قالت إنها متجهة إلى مطار القامشلي شمال شرقي سوريا.

وعن الأسباب التي دفعتها لتلك الخطوة أوضحت الدفاع الروسيّة، أن توسيع القاعدة العسكريّة في القامشلي، يأتي في إطار «إجراء تدريبات مشتركة مع القوّات السوريّة التي ستشارك بطائرات “ميغ 29”، وتمت بتنسيق مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) المسيطرة على معظم المنطقة».

غير أن التحليلات العسكريّة تتجه للقول إن التحركات الروسية جاءت للضغط على الأتراك، للرجوع عن تهديداتهم بالهجوم على مناطق شمال شرقي سوريا.

رسالة روسية مباشرة

الباحث في الشأن الروسي سامر إلياس، يؤكد في حديث لـ «الحل نت» أن نشر الطائرات الحربية الروسية وتوسيع القاعدة العسكرية في القامشلي، جاء لمنع العمليّة العسكريّة التركي في المنطقة.

ويرى إلياس أن روسيا وتركيا تعودتا منذ فترة طويلة، على إرسال رسائل معينة فيما بينهما، فهما يضغطان في بعض المناطق من أجل الحصول على تنازلات في مناطق أخرى.

ويقول في حديثه إن «روسيا تواصل العمل مع تركيا من أجل منع أي عملية عسكرية شرق الفرات، وتريد طرح نفسها بأنها الضامن لأمن تركيا والقادرة على منع هجمات قوّات سوريا الديمقراطية واستهدافها لمناطق في تركيا، في هذا الإطار وجودها العسكري سيكون محط ترحيب من الجانب التركي خاصة إذا ضمنت أمن تركيا».

ويرى الباحث في الشأن الروسي أن كل من روسيا وتركيا سيتوصلان في النهاية إلى تفاهمات من شأنها إيقاف العمليّة العسكرية، ويؤكد أن «تركيا تناور في مفاوضاتها مع أميركا وروسيا من أجل الحصول على مكاسب من دون عملية عسكرية».

ارتباط القامشلي بإدلب

ويربط الباحث بين ما يحصل في شمال شرقي سوريا وبين ما يحصل في إدلب، حيث يشير إلى أن روسيا تنتظر من تركيا أن تنفذ التفاهمات المتعلقة في إدلب، وأهمها: «فتح الطريق الدولي اللاذقية حلب، والفصل بين المجموعات الإرهابية والقوات المعتدلة المتطرفة حسب التصنيف الدولي».

من جانبه رفض المتحدث باسم البنتاغون الإثنين التعليق على نشر موسكو طائرات لها في شمال شرقي سوريا بالقرب من القوات الأميركية.

وأكد خلال مؤتمر صحفي أن الولايات المتحدة تحرص على إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة مع موسكو في سوريا، وأن واشنطن عازمة على مواصلة استخدام آلية تفادي الصدام.

وتصاعدت اللهجة التركيّة خلال الفترة الأخيرة، حول احتمالية القيام بعمليّة عسكريّة وشيكة للمعارضة السوريّة المدعومة من أنقرة بدعم مباشر من القوّات التركيّة في مناطق الشمال السوري، وتحديداً ضد قوّات #سوريا الديمقراطيّة.

وحذّرت من جانبها الرئيسة المشتركة لـ«مجلس سوريا الدمقراطيّة» “إلهام أحمد” من التهاون مع التهديدات التركيّة، بشأن بدء عمليّة عسكريّة قريباً في مناطق الشمال السوري.

وحمّلت “إلهام أحمد” موسكو المسؤولية الكاملة أن أية هجمات محتملة تستهدف مناطق سيطرتها في مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي، لكون القوّات الروسيّة أيضاً منتشرة في تلك المدينة.

اقرأ أيضاً: هل ينجح بايدن بإبعاد شبح الحرب عن شمال شرق سوريا؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة