ادعا وزير التجارة الداخلية والحماية المستهلك في الحكومة السوري عمرو سالم أنه ينتظر دوره كغيره من المواطنين للحصول على حصته من الغاز المنزلي.

اعترافات سلبية غير مباشرة

وقال سالم خلال مؤتمر صحفي الأربعاء عقب قراراته برفع أسعار مختلف المواد الأساسية: «أنا أنتظر دوري للحصول على أسطوانة غاز منذ 100 يوم»، متناسياً أن تصريحاته تعني اعترافاً غير مباشراً بتقصير الحكومة التي يفترض أن توزع الغاز كل 20 يوم.

وأكد الوزير السوري أن قرار رفع أسعار الغاز لن تساهم في «تسريع الدور، حيث أن الحكومة لا يزال لديها نقص كبير في المادة» حسب قوله.

وحاول الوزير امتصاص غضب الشارع عبر التأكيد بعدم وجود نية للحكومة برفع الدعم عن المواد المدعومة، مشيراً إلى إن « قرار رفع الغاز المنزلي كان قاسياً ومؤلماً جداً لكن كان لا بد منه وتم دراسة القرار قبل إصداره بشكل كبير» على حد تعبيره.

الوزير في الواجهة

ويتعرض وزير التجارة الداخلية منذ أيام لهجوم واسع من قبل السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بسبب القرارات الأخيرة برفع أسعار مختلف المواد أبرزها المازوت والغاز والكهرباء.

ومع كل قرار يؤكد الوزير أن قرارات رفع الأسعار لن تؤثر على المواطنين الفقراء، الذي يتفاجؤون بارتفاع كافة الأسعار في الأسواق السورية.

الحكومة بين نارين

ويرى المحلل الاقتصادي “حسام عبد الحميد” أن الحكومة أوقعت نفسها في فخ تصريحاتها حول قرار رفع أسعار الغاز.

ويضيف في رسالة لـ«الحل نت»: «في الأيام القادمة لو تم تسريع دور الغاز وتوزيع المادة للمواطنين، سيتبين أن المادة كانت متوفرة والحكومة هي من أنشأت السوق السوداء، وحرمت المواطنين منه».

وأردف قائلاً: «أما لو لم يتم تسريع الدور وبقيت الأزمة، يتأكد الأهالي من أن رفع الأسعار لا فائدة إيجابية انعكست عليهم، على عكس تصريحات المسؤولين».

 وكانت الحكومة السوريّة أصدرت قراراً قبل أيام برفع سعر أسطوانة الغاز المنزلي من نحو ثلاثة آلاف إلى نحو عشرة آلاف ليرة سوريّة، وذلك بعد رفع سعر المازوت الصناعي من 650 إلى 1700 ليرة لليتر الواحد.

وتشتد الأزمة المعيشية في سوريا، التي يعاني منها أغلبية الناس، وتعد الأشد والأسوأ خلال السنوات العشرة الماضية.

وتسبب ارتفاع الأسعار وثبات دخل السوريين في حذف «الكثير من المواد الغذائيّة من قائمة استهلاك نسبة كبيرة من العائلات السوريّ».

كل ذلك في وقت لا يتجاوز فيه راتب الموظف الحكومي نحو ١٥٠ ألف ليرة، ليتساءل الناس عن كيفية تدبر أمورهم ومتوسط راتبهم، بالكاد يمكن أن يأتي بأسطوانة غاز والقليل من المواد الغذائية، التي لا تكفي لأيام قليلة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.