بعد سيطرة هيئة تحرير الشام على المفاصل الأمنية والعسكرية والخدمية مع نهاية عام 2017 في محافظة إدلب وأرياف حلب وحماه وجزءاً من ريف اللاذقية، أنشأت حكومة الإنقاذ الذراع المدني والسياسي للهيئة لتكون بذلك صدرت نفسها على أنها قائد المناطق الواقعة خارج سيطرة القوات الحكومية في شمال غرب سوريا. 

واعتمدت الإنقاذ في سياستها التي بدأتها عام 2019 على فرض إتاوات ورسوم مالية، والتحكم في أسواق المحروقات، ومؤخراً الأفران المنتجة لمادة الخبز سواء الخاص والعام. 

وفرضت الحكومة في نهاية 2020، عبر مديرية الأفران التابعة لها قرارات منها منع فتح أي فرن جديد دون الترخيص لديها، وألزمتهم بسعر ووزن حددته، وكان سابقاً بالليرة السورية، واستبدلت لاحقاً بالليرة التركية.

مدنيون يشتكون ارتفاع أسعار الخبز

يقول محمد الشامي، أحد النازحين في مخيم شمال إدلب، لـ(الحل نت)، إنّه: «يحتاج 5 ربطات يومياً  بسعر 12.5 ليرة تركية في حين يتقاضى أجر مادي مقابل عمله في الزراعة 20 ليرة تركية». 

وأشار الشامي، إلى أن ارتفاع الأسعار للمواد الأخرى غير الخبز من الممكن السكوت عنها، بينما هذه المادة بالتحديد لاي مكن تجاهلها كونها سلعة رئيسة يومية. 

واتهم الشامي، تحرير الشام بالتلاعب بمصير المدنيين ولقمة عيشهم، مقابل زيادة أرباحهم أو عدم خسارتها ليرة واحدة. 

وتعادل الليرة التركية 300 ليرة سورية وسطيًا، بحسب موقع “الليرة اليوم” المتخصص بأسعار العملات.

وسبق أن خرجت مظاهرة ضد تحرير الشام مطلع الشهر الفائت في محافظة إدلب، طالبت الهيئة بتخفيض سعر ربطة الخبز، وعدم التلاعب بأسعارها وتثبت وزنها، وإلغاء ربطها بتقلب الليرة التركية مقابل الدولار الأميركي. 

اقرأ أيضا: دون توضيح الأسباب.. «حكومة الإنقاذ» ترفع سعر ربطة الخبز في “إدلب”

كيف تعتمد تحرير الشام في تحديد سعر ربطة الخبز ووزنها

في حديث لـ(الحل نت)، اتهم ناشطون محليون الإنقاذ، بأنها حولت لقمة العيش الأرخص سابقاً والأكثر تداولاً بين الناس وهو الخبز إلى مادة تجارية مربحة جداً.

وجاء ذلك، من حيث الكميات التي تباع يومياً إضافة للرسوم التي تأخذ من الأفران الخاصة الغير تابعة لها مالياً؛ لكنها تديرها بشكل غير مباشر عبر قرارات وبياتات صادرة داخل مديرية الأفران.

وأشار الناشطون الذين رفضوا ذكر أسمائهم لأسباب أمنية وخوفاً من الاعتقال، إلى أنّ الهيئة تعتمد في عملية تقليل الوزن وثبات السعر، حيث اعتمدت في آخر سعر لها وزن  550 غراماً فقط، بعدما كان 575 غراماً، وأبقت على سعر مبيعه بـ2.5 ليرة تركية كما هو.

وتبرر حكومة الإنفاذ سبب تلاعبها في وزن ربطة الخبز لهبوط الليرة التركية مقابل الدولار الأميركي، وارتفاع أسعار المحروقات، مع العلم أن تحرير الشام تزود أفرانها بمادة الديزل من شركة وتد التابعة لها، وَفْقاً للناشطين 

وعملت تحرير الشام على تقليص وزن ربطة الخبز خلال الثلاثة أشهر الماضي 6 مرات، حيث كانت في شهر أغسطس/آب 800 غرام للربطة الواحدة، ووصلت اليوم إلى وزن 550 غرام. 

من جانبه قال محمد الناصر، مدير أحد الأفران بمحافظة إدلب لـ(الحل نت)، إنّ: «ارتفاع سعر المحروقات عالمياً، وسعر الطحين، أثر على سعر ووزن الخبز، حيث وصل سعر طن الطحين ما بين 385 – 395 دولار، بمعدل ارتفاع 20 دولار للطن خلال أسبوع واحد”»

يذكر أن تحرير الشام أغلقت فرن للخبز خاص في مدينة بنش في السادس من يونيو/حزيران العام الماضي، لمدة ثلاثة أيام ومنعته من العمل بسبب بيعه ربطة الخبز بسعر أقل من السعر الذي حددته مديرية الأفران التابعة لحكومة الإنقاذ.

ويتفاقم غلاء المعيشة في مناطق شمال غربي البلاد، متأثراً بانهيار الليرة التركية مقابل الدولار الأميركي، وتتصاعد المطالب في تحسين مستوى المعيشة وضبط الأسعار التي تثقل كاهل السكان.

قد يهمك: دمشق.. رفع عمولة معتمد بيع الخبز والمواطن يدفع الفرق!

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.