بعد سيطرة هيئة تحرير الشام على سوق المحروقات في محافظة إدلب عبر ذراعها التجاري “وتد”، بات أمر تأمين مستلزمات التدفئة في الشتاء للسوريين أمرا ليس بالسهل حله، مما تسبب بارتفاع أسعارها وبلوغها معدلات لا تستطيع العائلة تحمله مقارنة بمدخولها الشهري.

مما أجبر آلاف العائلات للتفكير بوسائل أخرى تقيهم برد الشتاء، وخاصة أولئك الذين يقطنون في مخيمات النازحين شمالي المحافظة، وآخرين ضمن منازل غير مؤهلة للسكن.

قد يهمك: مجدداً.. «وتد» التابعة لـ”الجولاني” ترفع أسعار المحروقات في إدلب

“الجلّة والفحم” بديلا عن المازوت

يقول أبو عمر، وهو أحد المهجرين إلى قرية الشغر بريف جسر الشغور الغربي لـ(الحل نت)، إن سبب ارتفاع أسعار الغاز والمازوت في مدينة إدلب أجبره على العودة في الزمن وصناعة ما يعرف بـ”الجلّة” ليستخدمها بعملية طهي الطعام في الوقت الحالي وتخزين الأطنان منها لاستخدمها في فصل الشتاء.

وعرّف أبو عمر الجلّة بأنها كتلة صغيرة مصنوعة من تجميع روث الأبقار والحيوانات وتخلط بمادة التبن وتغطس بقليل من الماء وتوضع تحت أشعة الشمس لفترة زمنية تقدر بشهر ومن ثم تصبح جاهزة للاستخدام.

أما محمد طبخة، القاطن في مخيم للنازحين قرب بلدة كلي شمالي إدلب قال لـ(الحل نت): إن «سعر كيلو الفحم المصنوع من بقايا تكرير النفط الخام في مناطق ريف حلب يبلغ دولار ونصف، حيث أقدمت على شراء طن واحد بـ150 دولار أميركي لكنه يكفي عائلتي المكونة من خمسة أطفال خلال كامل فصل الشتاء».

اقرأ أيضا: على غرار “وتد”.. «تحرير الشام» تفتتح شركة خاصة للكهرباء في شمال غربي سوريا

وأوضح طبخة أنه، لو فكر في عملية شراء المازوت لاستخدامه بالتدفئة ستصل التكلفة المادية لفصل الشتاء إلى أكثر من 500 دولار أميركي.

المخاطر الصحية الناجمة عن استخدام الفحم والجلّة في التدفئة

يقول الأخصائي في الأمراض التنفسية خالد الضيف لـ(الحل نت)، إن «لجوء العديد من العائلات إلى استخدام الفحم للتدفئة لا يسلم في الغالب من عواقب وخيمة على الصحة الجسدية،» مضيفا أن «سوء الاستعمال وعدم اتخاذ الاحتياطات الضرورية قد يؤدي إلى الموت المحقق».

وأشار الطبيب إلى أن المادة تبعث غاز ثاني أوكسيد الكربون السام، وعند غياب التهوية في المناطق المغلقة كالخيام أو الغرف الصغيرة يؤدي إلى تراكم هذه الغازات بكثافة عالية، ويستنشق إلى الدم ويدخل مكان الأوكسجين بداخل كريات الدم الحمراء، ويحول دون وصول الأوكسيجن اللازم إلى القلب، مما يسبب الدخول في غيبوبة وقد تنتهي بسكتة قلبية.

للمزيد اقرأ أيضا: في ظل احتكار شركة “وتد” للمواد.. هبوط الليرة التركيّة يؤثر على أسواق المحروقات بإدلب

ويقيم نحو مليون نازح في 1303 مخيما في محافظة إدلب، إذ يعاني النازحون من مصاعب كثيرة في فصل الشتاء، منها مواد التدفئة والخيام المهترئة التي لا تمنع عنهم موجات الصقيع والبرد.

“وتد” ترفع أسعار المحروقات إلى أرقام غير متوقعة

رفعت شركة “وتد” التابعة لهيئة تحرير الشام، أسعار المحروقات في محافظة إدلب ثمان مرات خلال شهرين فقط.

وقال ناشطون محليون لـ(الحل نت)، إن سعر ليتر البنزين المستورد وصل إلى 8.29 ليرة تركية(0.86 دولار أميركي)، وسعر ليتر المازوت “المستورد أول” إلى 7.95 ليرة(0.82 دولار )، فيما بلغ سعر المازوت “نوع محسّن” 6.06 ليرة تركية(0.63 دولار )لليتر الواحد، وبلغ سعر أسطوانة الغاز 114 ليرة تركية(11.76 دولار) .

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.