طالما كان ملف المعتقلين هو المحور الرئيس في كافة المفاوضات مع الحكومة السورية، سواء على المستوى الداخلي أو دولياً، إلاّ أنّ دمشق دائما ما تتلكأ به وظهر ذلك جلياً في درعا.

إعلان دمشق عن إفراجها لمعتقلي درعا، عزز الأرقام التي وثقها ناشطون حقوقيون كما أثبتت فشل التسوية التي عقدتها الحكومة السورية برعاية روسيا مؤخراً في درعا.

نصف المعتقلين من خارج درعا

أفرجت السلطات السورية، أمس الأحد، عن خمسة عشرة معتقلاً، كما تبين أنّ ستة منهم من محافظات أخرى.

وقد تمت مراسم الإفراج عن المعتقلين في مبنى المجمع الحكومي في مدينة درعا.

 وحضرها رئيس اللجنة الأمنية الذي تم تعيينه مؤخراً اللواء “مفيد حسن”، والعميد “لؤي العلي” رئيس المخابرات العسكرية.

إضافةً إلى ذلك حضر محافظ درعا وقائد الشرطة ومسؤولين آخرين.

وكان من بين أسماء المعتقلين في درعا والتي أفرجت عنها، (منذر أحمد اليوسف، سليمان سعيد الحسين، يوسف محمد الحريري).

كما تم الإفراج عن (أشرف برهان الشريف، محمد أحمد الزعبي، خلدون عبد الرؤوف الخميس).

فيما تم الإفراج عن، محمد مشهور العماري، المنحدر من ريف دمشق، وليد حسين السمارة من بلدة سبينة.

وغياث ابراهيم شحادة من مدينة المعضمية، ومحمود غازي البكاري من منطقة السيدة زينب.

بالإضافة لذلك، محمد سعيد حمدان الشهاب من القنيطرة، وحمزة عيسى الدخيل الموسى، من بلدة نبع الصخر.

تعتيم على ملف المعتقلين في درعا

سابقاً أثار العديد من المدنيين تساؤلات حول الفقرة التي تتعلق بالمعتقلين والمفقودين.

و التي جاءت في بيان لجنة درعا البلد المركزية، في سبتمبر/أيلول الفائت، إبان توقيع الاتفاق مع الحكومة السورية.

وقالت اللجنة آنذاك، حول العمل على إطلاق سراح المعتقلين وبيان مصير المفقودين إنّه لم يصدر عنه شيء من طرفي المفاوضات.

وكانت اللجان المركزية والوجهاء في محافظة درعا، تلقوا من ضباط ومسؤولين عسكريين ومن الجانب الروسي وعوداً بالكشف عن مصير المعتقلين والإفراج عنهم. 

وعليه، يرى المحامي في القضايا الجنائية، مراد النوفل، أنّ مِلَفّ المعتقلين أغفل كلياً كما حدث في اتفاق 2018، التي فرضته روسيا.

وكان من المتفق خلال التسوية في درعا، الإفراج عن 500 معتقل من أبناء محافظة درعا؛ لكن النتيجة أفضت إلى 15 بعد أربعة أشهر من أحداث درعا، وفق حديث “النوفل” لـ(الحل نت).

اقرأ المزيد: سوريا: قضية المعتقلين والمخفيين قسراً تهدد اتفاقيات التسوية في درعا البلد.

تثبيت فشل التسوية في درعا

في أقل من 24 ساعة، قتل خمسة من القوات النظامية بينهم ثلاثة ضباط، في مناطق متفرقة من محافظة درعا، من جرّاءِ استهدافهم من قبل مجهولين.

وحسب مصادر محلية، هم الملازمين حذيفة خليل، وعمر القبعاني، من الفرقة الخامسة في مدينة ازرع، الفوج 175، كتيبة الجبهة 208.

بالإضافة إلى الملازم أيوب هاشم رستم، المنحدر من منطقة سلحب في سهل الغاب بريف حماه.

وسجّل مكتب توثيق الانتهاكات في تجمع أحرار حوران، خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول الفائت، مقتل 7 من الجيش السوري في درعا.

وفي حديثٍ سابق لـ(الحل نت) مع عضو لجنة المفاوضات في درعا، أبو محمد البطين، قال إنّ عمليات الاغتيال والاستهداف لمقاتلين سابقين في قوات المعارضة عادت إلى الواجهة.

وبعد الانتهاء من تطبيق “التسويات” في المحافظة، وثق مقتل 24 من أبناء محافظة درعا خلال شهر تشرين الأول / أكتوبر 2021، بينهم أربعة أطفال.

وعليه، فإنّ التسوية الجديدة فشلت، فالأرقام تظهر عودة الاغتيالات والاعتقالات، وما جرى في درعا لا يعدّ نجاحاً لدمشق.

قد يهمك: فشل ذريع للتسوية الروسية في درعا (أرقام وحقائق).

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة