تظهر الأرقام التي وثقها ناشطون حقوقيون حول عمليات الاعتقال والقتل في درعا، فشل التسوية التي عقدتها الحكومة السورية برعاية روسيا مؤخراً في درعا.

التسوية التي استثنيت منها مناطق الفليق الخامس، أثبتت أنّها ليست سوى حبرٍ على ورق، دفع ثمنها المدنيين في أحياء درعا البلد خلال الهجوم العسكري الأخير في يونيو/حزيران الفائت.

إنهاء مهام لجان التسوية

كشف عضو اللجنة المركزية في درعا، أبو محمد البطين، لـ(الحل نت)،  بأنّ الحكومة السورية أصدرت أمراً بإنهاء عمل اللجنة الأمنية في محافظة درعا وحلّها، وذلك عقب انتهائها من عمليات التسوية الأخيرة وتفتيش معظم مدن وبلدات المحافظة.

وأوضح البطين، أنّ وزارة الدفاع السورية طلبت من أعضاء اللجنة العودة إلى أعمالهم السابقة، وأبرزهم رؤساء الأفرع الأمنية بحيث يكتفوا بعملهم فقط، أما اللواء “حسام لوقا” فطلب منه مغادرة المحافظة بشكل نهائي.

ومع إنهاء أعمال اللجنة الأمنية التي أشرفت على التسويات في درعا، امتنع مخفر مدينة درعا البلد عن إجراء ضبوط شرطية للسكان للأسبوع الثالث على التوالي، بعد حادثة إطلاق نار تعرض لها مبنى المخفر من قبل مجهولين دون أن تسفر عن أي إصابات أو أضرار.

المخفر ادّعى إطلاق رصاص على صورة الرئيس السوري، بشار الأسد، الموجودة على مدخل قسم الشرطة، وإن قائد الشرطة في درعا، اللواء ضرار الدندل، هدد الوجهاء بتحويل ضبوط درعا البلد إلى مخفر مدينة بصرى الشام.

امتناع المخفر عن عمله، يراه عضو نقابة المهندسين في درعا، عبد الجبار المسالمة، أنّه عودة درعا البلد إلى نقطة الصفر، أي ما قبل حصار درعا في يونيو/حزيران الفائت.

حيث كان قسم الشرطة المدنية في درعا البلد أخلى نقطته الموجودة في حي العباسية آنذاك، كما سحب جميع عناصره نحو مركز المحافظة.

اقرأ أيضاً: قرار بتنحية أحمد العودة وبدء تنفيذ الخطة الروسية في درعا

عودة الاغتيالات والاعتقالات

توصلت “اللجنة الأمنية”، بعد مفاوضات مع وجهاء درعا البلد، في 7 من سبتمبر/أيلول الماضي، لاتفاق يقضي بـ”تسوية” الأوضاع الأمنية لمئات المطلوبين للحكومة السورية، مع تسليم عدد من الأسلحة الخفيفة في درعا البلد.

لكن الاغتيالات عادت بالرغم من التسوية الجديدة، والتي كانت تهدف لإنهاء مثل هذه الأعمال وفقاً لادعاء الحكومة السورية.

قتل عضو لجنة المفاوضات في بلدة ناحتة شمالي درعا، حامد الدرعان، جراء عملية إطلاق نار طالت منزلًا كان يوجد فيه.

و”الدرعان” كان من أعضاء اللجنة التي فاوضت الحكومة السورية خلال عملية “التسوية” الأخيرة التي شهدتها البلدة رفقة عدد من قرى وبلدات ريف درعا الشمالي.

ويشير “البطين”، لـ(الحل نت)، إلى أنّ عمليات الاغتيال والاستهداف لمقاتلين سابقين في قوات المعارضة عادت إلى الواجهة بعد انتهاء القوات النظامية من تطبيق “التسويات” في المحافظة، التي شهدت عمليات عسكرية في مركز مدينتها استمرت لأكثر من شهرين.

اقرأ أيضاً: مع انتهاء التسويات في درعا: ما مستقبل جنوب سوريا؟

بالأرقام.. ارتفاع عمليات القتل والاختفاء القسري

وثق مكتب توثيق الشهداء في درعا، مقتل 24 من أبناء محافظة درعا خلال شهر تشرين الأول / أكتوبر 2021، بينهم أربعة أطفال.

قتل ثلاثة منهم في انفجار لغم من مخلفات الجيش السوري في ريف درعا الشرقي.

بالإضافة لتوثيق المكتب 15 قتيل من المدنيين و المقاتلين السابقين في عمليات اغتيال و استهداف مباشر بالرصاص.

ويقول المكتب، أنّ شهر تشرين الأول / أكتوبر 2021، شهد  استمرار عمليات الاعتقال والإخفاء والتغييب القسري من قبل الأفرع الأمنية في درعا.

فوثق المكتب ما لا يقل عن  24 معتقلا ومختطفا، تم إطلاق سراح 9 منهم، في وقت لاحق من ذات الشهر، علما أن هذه الإحصائية لا تتضمن من تم اعتقالهم بهدف سوقهم للخدمتين الإلزامية و الاحتياطية في الجيش السوري.

ويوضح أعضاء مكتب التوثيق، أنّ فرعي أمن بالإضافة لفرع الأمن الجنائي تورطوا في عمليات الاعتقال، على التوزع التالي: 7 معتقل لدى فرع الأمن الجنائي، 11 معتقل لدى شعبة المخابرات العسكرية، 6 معتقل لدى فرع أمن الدولة.

ويؤكد عضو المكتب، محمد الشرع، لـ(الحل نت)، أنّ  شهر تشرين الأول / أكتوبر الماضي، شهد عودة الارتفاع من جديد في عمليات و محاولات الاغتيال في محافظة درعا، رغم انتهاء التسوية.

حيث وثق قسم الجنايات و الجرائم في مكتب توثيق الشهداء في درعا: 33 عملية ومحاولة اغتيال فقط، أدت إلى مقتل 22 شخصا، وإصابة 8 آخرين، بينما نجى 3 أشخاص من محاولة اغتيالهم.

وعليه، يرى عضو لجنة التفاوض، أنّ التسوية التي حدثت مؤخراً فشلت، فالأرقام تظهر عودة الاغتيالات والاعتقالات، وما جرى خلال الأشهر الأربع الماضية لا يعدّ نجاحاً للحكومة السورية في درعا، إنّما «انتصارا لأمراء الحرب فقط».

للمزيد يرجى قراءة: آخر جذور المعارضة العسكرية في جنوب سوريا نحو التفكك

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة