تلقي تحذيرات التغيرات المناخية في المستقبل ظلالها على سوريا، لتؤكد التقديرات أن البلاد توجه أسوأ موجة جفاف في تاريخها منذ 70 عاماً، حسب تقديرات الأمم المتحدة.

من جانبه حذّر تقرير نشره موقع “ميدل إيست” البريطاني من «خطر مروع يهدد سكان الشرق الأوسط»، جراء التغيرات المناخية المستقبلية، مشيراً إلى أن بعض المناطق ستصبح «غير قابلة للسكن».

ويشير التقرير إلى تحول السواحل السوريّة إلى «مبعث قيق رئيسي»، بسبب «عقد من الحرب».

ويأتي ما سبق وفقاً لدراسة أجرتها منظمة باكس، وهي منظمة هولندية لبناء السلام، في تشرين الأول 2021.

اقرأ أيضاً: “لأسباب كثيرة”.. تدهور محصول الزيتون في سوريا

تأثيرات موجة الجفاف على سوريا

ويرى الصحفي المختص بالشؤون البيئية زاهر هاشم أن موجة الجفاف على سوري، ستؤثر بشكل أساسي «على الزراعة والوصول إلى الغذاء، وتؤدي إلى ارتفاع ملوحة التربة وتجعلها غير صالحة للزراعة».

كما تؤثر على مصادر المياه السطحية مثل الأنهار والبحيرات، وينتج عن ذلك تلف المحاصيل وعدم إمكانية الاستمرار في زراعتها، حسب هاشم.

ويقول المختص بالشؤون البيئية في رسالة لـ”الحل نت”: «يهدد الجفاف بتدمير المحاصيل الرئيسية، الأمر الذي يؤدي إلى غلاء أسعار المواد الغذائية، وانتقال اليد العاملة في الزراعة للعمل في قطاعات أخرى، أو هجرتها إلى أماكن أكثر استقراراً».

كما يؤكد بأن الجفاف سيؤثر على قطاعات مثل توليد الطاقة، بسبب تراجع منسوب نهر الفرات والأنهار الأخرى التي عليها سدود لتوليد الكهرباء، وبالتالي توقف عنفات التوليد بشكل كلي أو جزئي وتراجع إنتاج الكهرباء فيها.

سوريا غير صالحة للسكن؟

وحول التقارير التي تحدثت عن تحول سوريا مستقبلاً إلى منطقة غير صالحة للعيش نتيجة التغيرات المناخية يقول هاشم إنّ: «الصراع العسكري في مساحات واسعة على الأرض السورية أدى إلى تدمير مرافق المياه الصالحة للشرب وتوقف ضخ مياه الشرب لمناطق كثيرة بسبب نقص المحروقات وانقطاع الكهرباء لساعات طويلة».

وحول ذلك يضيف: «هذه الكوارث التي تسببت بها الحرب إضافة إلى التغيرات المناخية وازدياد فترات الجفاف وشح الأمطار تهدد الأمن الغذائي، وتنذر بمجاعة حقيقية قادمة، حيث أفاد برنامج الغذاء للأمم المتحدة بالأمس إلى أن  حوالي 12.4 مليون شخص في سوريا لا يعرفون من أين سيحصلون على وجبتهم التالية – والأمر يهدد بكارثة غذائية وشيكة إذا لم تتلق سوريا مساعدات عاجلة، ويجعلها بالتأكيد غير صالحة للسكن».

وكانت مدير مكتب الزيتون في وزارة الزراعة السوري عبير جوهر، بررت قبل أيام أسباب تراجع إنتاج الزيتون في سوريا.

وأعادت جوهر ذلك إلى التغيرات المناخية كالجفاف، كونه سبباً لتراجع الإنتاج الزراعي في سوريا.

كما حذّرت من جانبها منصة الغابات ومراقبة الحرائق التابعة للحكومة السورية الأسبوع، من ارتفاع احتمالية اندلاع حرائق في غابات مناطق شمال غربي #سوريا خلال الأسبوع الحالي.

والتهمت الحرائق، العام الماضي، أكثر من تسعة آلاف هكتار من الغابات في سوريا، أدت لتضرّر نحو 140 ألف شخص.

كما نزح جراء الحرائق 25 ألفاً، وبقي معظمهم دون مأوى، بحسب إحصائيّة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانيّة.

وقدرت وزارة الزراعة في الحكومة السورية، المساحات المحروقة العام الماضي بنحو 11 ألف و500 هكتار في طرطوس واللاذقية، موزعة بواقع: 60٪ حراجية، و40٪ مزروعة.

اقرأ أيضاً: بسبب واتساب وفيسبوك.. طلاب جامعة دمشق مهددين بالفصل النهائي

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.