تصاعدت عمليات السرقة والنهب ضمن مناطق سيطرة الحكومة السورية في ديرالزور خلال الآونة الأخيرة ، في ظل موجة الغلاء التي يعيشها معظم أبناء المحافظة بالتزامن مع انعدام فرص العمل وتدني الأوضاع الأمنية.

حيث يشتكي سكان المنطقة في الوقت الحالي من تصاعد سرقة شواهد القبور الرخامية بشكل متكرر وسط تجاهل حكومي  لهذه الظاهرة، أسوة بعلميات التعفيش السابقة التي طالت كافة المنازل والممتلكات  التي فر أصحابها منها نتيجة الحرب السابقة.

قال مراسل (الحل نت) إن: «عمليات  سرقة يومية تتعرض لها المقبرة المتاخمة لكراج البولمان القديم في مدينة ديرالزور ، حيث يقوم أشخاص مجهولين بسرقة الشواهد وقِطع الرخام بشكل تدريجي، وعلى مرأى من عناصر الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة  الذين يسيطرون على المكان المذكور».

وأضاف المراسل نقلاً عن أهالي الحي، أن «عمليات السرقة تتم بتقديم تسهيلات وشراكة بين قادة من “الحرس الجمهوري” و”الفرقة الرابعة” مع عصابات تمتهن السرقة».

واوضح المراسل أن «الشواهد المسروقة يتم تدويرها من جديد وإزالة أسماء المتوفيين لتصبح قطع جديدة، حيث تباع في ورش الرخام وقسم آخر منها يصدر لخارج المحافظة».

ويرجع المراسل  حوادث سرقة شواهد القبور «للظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها قاطنوا المنطقة في ظل غلاء الأسعار وفقدان فرص العمل».

تواطؤ وتسهيلات  أمنية

“علي العاصي” من سكان الجبيلة يقول ل (الحل نت) إن «السرقات التي تتعرض لها القبور لا تقف عند سرقة الشواهد فحسب، حيث تعرض السور الحديدي المحيط بقبر والدته للسرقة أيضاً، وأضاف أن السرقات المتكررة لشواهد القبور أو الأسوار الحديدة المحيطة بها، تسبب في عدم معرفة  بعض الأسر لقبور ذويهم».

وأوضح أن «من يقوم على تلك العمليات عناصر من الدفاع الوطني وأفراد من فرق الجيش بالاشتراك مع بعض اللصوص وضعاف النفوس

وفي سياق متصل كشفت مصادر إعلامية من مدينة الميادين ل (الحل نت) إن «عناصر من الحرس الثوري ومدنيين يتبعون لهم، قاموا بسرقة معظم شواهد القبور الرخامية وألواح خشب أيضاً كانت تستخدم للدلالة على معلومات الشخص المتوفي من مقبرة المدينة الواقعة بالقرب من قلعة الرحبة».

وأوضحت المصادر أن «المليشات تمنع أي شخص من الاقتراب من المقبرة مؤخراً وتمنع الدفن بها أيضاً، بحجة أنها مناطق أمنية». 

“عدنان الآلوسي” نازح من الميادين ضمن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية #قسد شرقي النهر قال ل  (الحل نت) إن «مليشات إيرانية سرقت شواهد قبور أبنائه الثلاثة الذين قضوا بقصف جوي سابق، ونقل له جيرانه وبعض أقربائه المتواجدين في المدينة، أنهم اعتقدوا في بادءى الامر أن المليشيا تقوم بعمليات تنظيف وترميم للمقابر، إلا أنهم فوجئوا بأن معظم شواهد القبور قد اختفت قبيل منعهم لأي أحد من الاقتراب من المقبرة بعد ذلك».

الرخام يغُري ضعاف النفوس

ويؤكد  “محمد التمر” صاحب ورشة لبيع الرخام والخشب ل (الحل نت) إن «الأسعار المرتفعة للرخام والخشب تُغري ضعاف النفوس للقيام بعمل أي شيء حتى وإن كان انتهاك حرمة المتوفين، وعن أسعار ألواح الرخام يقول تختلف أسعارها حسب أحجامها فاللوحة الرخامية ذات مقاس 40سم/40سم يتجاوز سعرها 70 ألف ليرة وبعض شواهد القبور تكون أحجمها كبيرة يتجاوز سعرها 250 ألف ليرة سورية».

وأشار التمر إلى أن «بعض أصحاب الورش يتواطئ مع اللصوص أو مع أفراد من المليشيات حيث يقومون بإزالة بيانات المتوفى المكتوبة لإعادة بيعها كقطع تستخدم في المطبخ».

محامٍ عامل في مدينة ديرالزور فضل عدم كشف اسمه ، قال ل (الحل نت): إن «أغلب السرقات التي لاتقف عند حد سرقات شواهد القبور ورائها مراهقين وشبان متطوعين في الدفاع الوطني وبعض المليشيات الأخرى النافذه في الدولة، إلى جانب سرقات أخرى يقف ورائها ضباط في الجيش أو عناصر إيرانية فاعلة في المنطقة».

وأوضح أن «هؤلاء لديهم السلطة والنفوذ لإرهاب المدنيين بدون أي رقيب أو حسيب، إلى جانب انتشار فوضى السلاح  في المنطقة بسبب تجنيد أعداد كبيرة من الشبان في صفوف مختلف المليشيات، وهي أسباب تساهم إلى حد كبير في ازدهار السرقات والجرائم أيضاً».

وانهى حديثه قائلاً «إذا استمر الغلاء الفاحش إلى مستوى أكثر من ذلك، سيقابل ازدياد كبير في معدلات السرقة والإجرام».

هذا وباتت حوادث التعفيش مقرونة بقوات الجيش والمليشيات الموالية لها وتنشط في المناطق المدمرة التي تم إرجاع السيطرة عليها من قبلهم، وقد أثبتت تسجيلات مصورة نشرها عناصر من الجيش أو المليشات الموالية كمية المواد المسروقة وتصويرها والتباهي بها في أماكن خالية من سكانها.

اقرأ أيضاً: كارثة جديدة تهدد السوريين.. الآلاف سيحرمون من المياه لهذه الأسباب

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.