يبدو أن إشكالية استحواذ تركيا- الحليف في الناتو- على أسلحة دفاع روسية، وخلاف واشنطن مع أنقرة بهذا الخصوص منذ نحو عامين، باتت تظهر مجددا على الساحة الدولية.

الأمر الذي قد يخلف تبعات عديدة على متسوى جميع الملفات بين الطرفين.

ولا تزال العلاقات بين تركيا و الولايات المتحدة متوترة حتى اليوم.

حيث يقول الأميركيون إن تلك المنظومة لا تتوافق مع أنظمة الدفاع لحلف شمال الأطلسي.

من جانبه، وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أشار اليوم الثلاثاء، في كلمته أمام برلمان بلاده، إلى أن منظومة إس-400 الصاروخية الروسية سلاح دفاعي.

مؤكدا أنها ستستخدم ضمن حلف الناتو مثل منظومة إس-300، بحسب وكالة (سبوتنيك) الروسية.

ولفت وزير الدفاع من خلال حديثه، عن تقييم البدائل في حال اتخذت الولايات المتحدة الأميركية موقفا سلبيا بشأن طلب تركيا مقاتلات إف-35 وإف-16.

قد يهمك: بعد شرائها منظومة “إس 400” من روسيا.. عقوباتٌ أميركيّة تستهدف الصناعات الدفاعيّة التركيّة

منظومة إس-400 أساس المشكلة

الكاتب والباحث السياسي فراس رضوان أوغلو، يؤكد في حديث مع (الحل نت)، أن أحد أساس المشاكل بين أنقزة وواشنطن هي منظومة إس-400.

موضحا أن المشاكل لا تقتصر مع واشنطن فقط، بل تمتد بين أنقرة والعديد من الدول في حلف الناتو أيضا.

لكن يرى أوغلو أن المشكلة هي أكبر من مسألة اندماج منظومتين دفاعيتين.

إذ أن المشكلة تكمن في خروج نظام معين بالنسبة للحلف وبالنسبة للرؤية الأميركية، وهذا مايزعج ويقلق الولايات المتحدة الأميركية.

وبالتأكيد سؤثر هذا الخلاف على ملفات أخرى بين أنقرة وواشنطن، حيث ستحاول الأخيرة الضغط على تركيا، من أجل تجميد هذا الملف أو إلغائه.

كما أن تركيا ستبدي بالرد من خلال استخدام ملفات أخرى للحد من الضغط الأميركي، وفق أوغلو.

لافتا إلى أن هذا الملف سيكون بشكل غير مباشر لتعكير صفو الأجواء بين الحليفين وهذا مايحصل حاليا.

مضيفا أنه سيؤثر بشكل سلبي على العلاقات بين الطرفين.

ولا يؤيد الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره التركي رجب طيب أردوغان بهذا الخصوص، وبالمقابل يرفض أردوغان ما يقوله بايدن.

اقرأ أيضا: “الطائرات الروسية” هل تتسبب بتصاعد الخلاف بين واشنطن وأنقرة؟

عقوبات أميركية تستهدف الدفاعات التركية

منتصف كانون الأول/ ديسمبر 2020، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، أن واشنطن فرضت عقوبات على وكالة المشتريات الدفاعية التركية، المعروفة باسم “إدارة الصناعات الدفاعية”.

وذلك لشرائها نظام الدفاع الصاروخي إس-400 من روسيا، وشملت العقوبات كبار مسؤولين الوكالة، بمن فيهم رئيسها إسماعيل ديمير.

وجاءت العقوبات بعد أن حصلت أنقرة على منظومة إس-400، في تموز/ يوليو 2019.

فيما اعتبرتها واشنطن انتهاكا لقانون العقوبات الأميركية (CAATSA).

والذي يستهدف أي دولة تقوم بشراء معدات دفاعية أو استخباراتية من روسيا.

وبالتالي، ستواجه تركيا بحسب قانون العقوبات، حظر كل تراخيص التصدير الأميركية والتصاريح الممنوحة لوكالة المشتريات الدفاعية التركية.

وسبق ذلك، إعلان الإدارة الأميركية رفضها بيع طائرات F35 إلى أنقرة، ردا على قيام الحكومة التركية بإكمال شراء منظومة إس-400 الصاروخية من روسيا.

للمزيد اقرأ أيضا: تركيا توقع اتفاقاً منتظراً مع روسيا للحصول على صواريخ “إس 400” المتطورة

منظومة الدفاع إس-400

إس-400، هي منظومة دفاع جوي روسية الصنع، تم تطويرها من عائلة إس-300 لمواجهة أهداف على مسافة تتراوح بين 40 إلى 400 كلم.

ويعتقد خبراء عسكريون أن هذه المنظومة قد تكون الأفضل من نوعها في تاريخ صناعة الصواريخ.

إذ تتميز هذه المنظومة بدقتها وقدرتها على كشف الأهداف على مسافة تقدر بـ600 كلم، وتستطيع تدميرها سواء أكانت صواريخ بالستية أم طائرات شبح.

وبسبب الكفاءة العالية التي تتمتع بها تلك المنظومة، تتوجه العديد من الدول لشرائها من موسكو، ومنها الصين وتركيا والهند والسعودية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.