بعد أن كانت مكتفية ذاتيا باتت بحاجة إلى المساعدات لتأمين بذارها…شمال شرق سوريا كيف ستواجه انخفاض مخزون القمح؟

بارودو لـ الحل: البذار الأميركي تحت الاختبار ولن يوزع دون التأكد من ملائمته لمنطقتنا

فيما يترقب المزارعون في مناطق شمال شرقي سوريا تساقط الأمطار للبدء بزراعة القمح هذا العام، يتحدث مسؤولون في الإدارة الذاتية عن توجههم لتأمين احتياجات المنطقة من بذار وطحين في ظل انخفاض مخزون المنطقة الاستراتيجي من القمح.

اقرأ أيضا: “الإدارة الذاتيّة” تُحدّد سعر بذار القمح في شمال شرقي سوريا

مزارعون قلقون

 وبحسب المزارع عبدالله علي(34 عاما) من ريف القامشلي، فإن نسبة قليلة من مزارعي المنطقة انتهت من زراعة القمح، بسبب خشية غالبيتهم من تأخر تساقط الأمطار، واحتمالية تعفن البذار في حال تعرضها للرطوبة و بقائها لفترة طويلة دون أن تتساقط الأمطار.

وأضاف المزارع  لـ الحل نت أن قلة من المزارعين ممن يملكون مساحات مروية انتهوا من زراعة أراضيهم، معتمدين على إمكاناتهم في ظل عدم وجود دعم للمحروقات حتى الآن.

ولا يختلف الحال في ريف الدرباسية(55 كلم غرب القامشلي) حيث يقول مزارعون إن “قلة منهم غامرت بزراعة القمح مع تأخر تساقط الأمطار، في وقت لم تقدم فيه لجان الزراعة التابعة للإدارة الذاتية هذا العام ما كانت تقدمه للمزارعين من دعم بالمحروقات في سنوات سابقة.

ويقول آخرون إنهم استلموا كميات بـ410 ليرة لـ اللتر، بدل 85 ليرة في العام الفائت، الأمر الذي  أثر في تأني المزارعين وتفضيلهم التأخر لحين سقوط أمطار تقلل نسبة تعرضهم لخسائر كبيرة.

وعادة ما ينتهي مزارعو المنطقة خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول، من زراعة القمح، خاصة  ما أن تتساقط أولى الهطولات المطرية التي يعول عليها لنمو الأعشاب والتخلص منها لكي لا تؤثر على جودة المحصول وخلوه من الشوائب.

وكانت مناطق شمال وشرق سوريا تنتج نحو 45% من انتاج سوريا من هذا المحصول الاستراتيجي حتى العام 2010 إلا أن الانتاج تراجع خلال سنوات الحرب بشكل كبير.

ويعاني 6,5 مليون شخص في سوريا من انعدام “الأمن الغذائي”، بحسب برنامج الأغذية العالمي،

وتراجع إنتاج القمح والشعير في سوريا من 4,1 مليون طن إلى 1,2 مليون طن، وهو المعدل الأدنى منذ عام 1989.

للمزيد اقرأ: أول دفعة من بذار القمح الأميركي تصل لشمال شرقي سوريا

الطحين أولاً

وتراجع المخزون الاستراتيجي للقمح في المنطقة إلى نحو 200 ألف طن، بحسب ما أعلنت الإدارة الذاتية الأسبوع الفائت، الأمر الذي دفعها لاتخاذ إجراءات للحفاظ عليه بحسب الرئيس المشترك لهيئة الاقتصاد والزراعة سلمان بارودو.

ورجع بارودو في تصريح لـ الحل أسباب انخفاض المخزون إلى قلة الانتاج في الموسم الفائت نتيجة شح الأمطار، واستلامهم لكمية لا تتجاوز 185 ألف طن، وهو ما لا يكفي لتأمين احتياجات المنطقة من البذار والطحين التي تصل إلى 700 ألف طن سنويا.

وأشار إلى إنهم توقفوا عن توزيع البذار على الفلاحين بعد أن تم توزيع 35 ألف طن فقط من البذار وهو ما يغطي نسبة 70 % من حاجة المزارعين، مرجعا ذلك إلى محاولتهم منح الأولوية لتأمين احتياجات المنطقة من الطحين.

وأوضح بارودو أن الإدارة الذاتية استلمت في الموسم السابق أكثر من 600 ألف طن من القمح من المزارعين، بينما اقتصرت الكميات المستلمة هذا الموسم على 185 ألف طن فقط.

ولم يستبعد خيار استيراد القمح لتأمين احتياجات المنطقة من الطحين، وقال “سنعمل على جميع الخيارات ولن نسمح أن يبقى شعبنا بدون خبز”، بحسب تعبيره.

وأضاف “حتى الآن لم نستورد، وإذا اضطررنا للشراء القمح فإن تجار المنطقة لديهم كميا ت ويمكننا الشراء منهم كخطوة أولى”.

وأشار إلى أن الحاجة حاليا تقتصر على تأمين الطحين وشراء كميات منه من أجل الاحتفاظ بمخزون القمح الحالي.

وحول تخصيص الإدارة الذاتية مبلغ 100 مليون دولار لشراء القمح هذا العام أوضح بارودو أن المبلغ مخصص لشراء محصول القمح خلال الموسم القادم.

قد يهمك: قبل زراعته.. انطلاق السباق على شراء محصول القمح في سوريا

في السياق ذاته كانت الوكالة الأميركية للتنمية قد أرسلت 3 ألاف طن من البذار من أجل دعم المزارعين في شمال شرقي سوريا، وهو ما أثار تساؤلات لدى أكاديميين اقتصاديين محليين حول احتمالية أن تكون البذار الأميركية عقيمة وغير قابلة للتحول إلى بذار.

  بينما حذرت الحكومة السورية أمس على لسان مسؤولين محليين من احتمالية دخول أفات زراعية تنتشر في الولايات المتحدة إلى سوريا، وطالبت المزارعين بعدم زراعة هذه البذار أو استلامها.

لكن سلمان بارودو أشار إلى أن البذار التي تم استلامها من الوكالة الأميركية للتنمية باتت تحت الاختبار من قبل لجان هيئة الاقتصاد وهي ستقرر ما إذا كانت مناسبة لتربة المنطقة أم لا، وهل من عيوب أو مخاطر لها، مشددا على أن هذه البذار لن يتم توزيعها إلا بعد التأكد من استيفائها للشروط.

 وأضاف الرئيس المشترك لهيئة الاقتصاد والزراعة سلمان بارودو أنهم سيوزعون هذه البذار بعد فحصها واختبارها، على مزارعي العقود الذين يقومون عادة بزراعة كميات محددة مروية وضمن شروط متفق عليها مع لجان الزراعة، بحيث تضمن انتاج محصول عالي الجودة وتأمين بذار لأجل السنة التالية لصالح الهيئة.

وكانت محافظات الحسكة والرقة ودير الزور تؤمن احتياجاتها من البذار والطحين، بنسبة تتراوح ما بين 96% و100 % الأمر الذي يعتبر سابقة في تاريخ المنطقة من حيث تلقيها للمساعدة نتيجة قلة البذار.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.