لا تبال دمشق بتحركات موسكو السياسية في سوريا، خاصة وأنها باتت ظاهرة للعيان أنّ الأخيرة تستغل الملفات السورية سياسياً.

تتحرك موسكو كخلية نحل في سوريا، من أجل إثبات أنّها نجحت في تدخلها بالشأن السوري.

ولكن دمشق دائما ما تكون عدوة هذا النجاح وكأنّها غير راضية عن خطط روسيا.

ما لفت في لقاء، أمس الأربعاء، أنّ بيان “رئاسة الجمهورية العربية السورية”، لم يذكر السبب الرئيس للقاء المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالرئيس السوري، بشار الأسد.

على عكس روسيا.. عودة اللاجئين خارج حسابات دمشق

على خلفية أعمال الدوري المشترك حول عودة اللاجئين، التقى وفدًا روسيًا برئاسة ألكسندر لافرنتييف، أمس الأربعاء، بشار الأسد.

وجاء اللقاء، من أجل مشاركة الوفد الروسي في أعمال الاجتماع الدوري المشترك للهيئتين التنسيقيتين السورية والروسية.

ويدور الاجتماع حول عودة اللاجئين والمهجرين المنعقد في دمشق.

واللافت في بيان الرئاسة السورية، أنّ اللاجئين وردوا في ذيل البيان وأنّهم ليسوا القضية الرئيسية لدى دمشق.

حيث قال البيان، إنّ «هدف الاجتماعات المشتركة للهيئتين التنسيقيتين السورية والروسية هو ليس فقط تسهيل عودة اللاجئين السوريين وإنما المساعدة في تحسين الوضع بشكل عام في سورية».

اقرأ المزيد: لجنة التحقيق الدولية تحذّر اللاجئين السوريين من العودة إلى بلادهم

استغلال روسي لقضية اللاجئين

يؤكد الباحث في مركز جسور للدراسات، وائل علوان، أنّ زيارة لافرنتيف لدمشق هي تمهيد لروسيا لإطلاق اجتماع جديد تحت عنوان عودة اللاجئين.

وأضاف علوان، خلال حديثه لـ(الحل نت)، أنّه ربما تحرص روسيا على تغيير ملموس في شكل الاجتماع الجديد، والذي تحضر له بعد الفشل الواضح في الاجتماعات السابقة المماثلة.

https://twitter.com/TheSyrianTweet/status/1460543547552288772?s=20

ويرى الباحث السوري، أنّ «ملف اللاجئين السوريين من الملفات التي تهتم بها روسيا وتلزم النظام السوري على الاهتمام به».

ويأتي ذلك، وفق رئية علوان،  لإثبات حالة الاستقرار التي يعيشها النظام في سبيل تعويمه وفك القيود السياسية والاقتصادية الغربية عنه، وهذا ضمن المسار التفاوضي العام الذي  تسير به روسيا مع الغرب. 

ولكن وبحسب علوان، إلى الآن التقييمات الغربية تشير إلى عدم تجاوب دمشق بشكل حقيقي مع ما تدعيه روسيا. 

وبالتالي التقارير الروسية حتى الآن هي تقارير غير دقيقة وترقى إلى درجة التضليل، وفق وصفه.

وكانت روسيا قد عقدت، في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، داخل قصر الأمويين بدمشق المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.

وانطلقت، أعمال المؤتمر، بمشاركة الصين وروسيا وإيران ولبنان والإمارات وباكستان وعمان، والعراق.

وحضرته الأمم المتحدة بصفة مراقب، فيما قاطعته الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي.

اقرأ المزيد: ما الذي ينتظر اللاجئين السوريين بعد تقارب دمشق وعمّان؟

تلميحات روسية قبيل مؤتمر آستانة

وبعد لقاء الأسد، عاد لافرنتييف للتأكيد على أنّ محاولة إنشاء أشباه الدول داخل سوريا غير مقبولة.

كما شدد المبعوث الروسي، رفضه لاستمرار الضربات الإسرائيلية في سوريا.

وطالب مبعوث الرئيس الروسي إلى سوريا، تركيا بتنفيذ اتفاقها مع موسكو، والذي يدعو إلى محاربة “التنظيمات الإرهابية” الموجودة في إدلب.

وتعليقاً على ذلك، قال الباحث السوري، وائل علوان، أنّ الأصل في مسار أستانا أنه مسار تفاوضي أمني عسكري.

ولكن بحكم أهمية عودة اللاجئين على المستوى الإقليمي والدولي، فهذا الملف لطالما كان حاضراً في المسار، لكن بشكل غير رئيسي.

وأوضح علوان، أن الأمور الأكثر أهمية في مسار أستانا هي بداية لوقف إطلاق النار.

ومن ثم يعقبها، تأمين الأمن القومي لمصالح الدول المحيطة بسوريا وفتح الطرقات الدولية.

ومنذ سنوات تسعى روسيا حليفة الأسد؛ للحصول على دعم المجتمع الدولي من أجل إطلاق مرحلة إعادة الإعمار وعودة اللاجئين.

فيما تربط الجهات المانحة تقديم أي مساعدات بالتوصل إلى تسوية سياسية للنزاع.

ومنذ عام 2011، فر أكثر من 5 ملايين ونصف سوري إلى خارج البلاد، وفق مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين.

قد يهمك: لهجة روسيّة مفاجئة بشأن الغارات الإسرائيلية على سوريا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة