قالت “كارين كونينج أبو زيد” عضو لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بسوريا: «إنّ الحرب ضد المدنيين في سوريا ما زالت مستمرة، وأن الوقت غير مناسب لإعادة اللاجئين إليها».

جاء ذلك خلال تقديم تقرير مكون من 46 صفحة حول وضع حقوق الإنسان في سوريا إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، أمس الخميس.

مؤكّدةً أن «الحرب والجرائم ضد الإنسانية مستمرة، وأن حالات الاعتقال التعسفي التي يمارسها النظام مستمرة بلا هوادة»، مشيرةً إلى أنّ اللجنة مستمرة بتوثيق الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في سوريا.

وذكرت أن التقرير الذي أعد في الفترة بين 1 يوليو/ تموز 2020 و30 يوليو2021، يظهر بأن الحكومة السورية تسيطر على 70 بالمئة من الأراضي و40 بالمئة من عدد السكان.

وأوضحت اللجنة، أن الاقتصاد السوري يتدهور بسرعة، وأن ارتفاع أسعار الخبز والمواد الغذائية وزيادة انعدام الأمن الغذائي ارتفع بأكثر من 50 بالمئة مقارنة مع العام الماضي.

ولفتت عضو لجنة التحقيق، إلى استمرار انتشار فيروس “كورونا” في جميع أنحاء سوريا، وأكدت استمرار القصف الجوي والمدفعي شمال غربي سوريا، عقب اتفاقية وقف إطلاق النار الموقعة بين تركيا وروسيا في 5 مارس/ آذار الماضي.

انتهاكات ضد اللاجئين السوريين بعد عودتهم

من جهته، أوضح رئيس اللجنة البرازيلي، “باولو بينهيرو”، استمرار ارتكاب الأطراف في سوريا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال الحرب الأهلية المستمرة منذ 10 سنوات.

مضيفاً، أن هناك استمرار في جرائم الحرب بحق المدنيين السوريين، وأنه من الصعب على المدنيين إيجاد ملاذ آمن في هذه البلاد التي دمرتها الحرب.

إلى ذلك، أكد سفير تركيا لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف، “صادق أرسلان”، خلال الجَلسة، أنّ السوريين تعرضوا خلال السنوات العشر الماضية، إلى أسوأ انتهاكات حقوق الإنسان.

وكانت منظمة “العفو الدولية”، قد كشفت أوائل سبتمبر/أيلول الجاري، عن تعرّض عشرات اللاجئين الذين عادوا إلى سوريا، لأشكال عدة من الانتهاكات على أيدي قوات الأمن السورية، بينها الاعتقال التعسفي والتعذيب وحتى الاغتصاب، الذي طال «طفلة بعمر خمس سنوات».

وذكرت المنظمة أنّها وثّقت، انتهاكات وصفتها بـ «المروّعة»، اتهمت فيها قوات الأمن السورية بارتكاب جرائم بحق 66 لاجئاً، بينهم 13 طفلاً عادوا إلى سوريا منذ العام 2017 حتى ربيع العام الحالي، من دول عدة أبرزها لبنان وفرنسا وألمانيا وتركيا ومخيم الركبان عند الحدود السورية – الأردنية.

وبعد 10 سنواتٍ من الأزمة، باتت الحياة أصعب من أي وقتٍ مضى بالنسبة للاجئين والنازحين السوريين.

واضطر الملايين للفرار من بيوتهم منذ عام 2011 بحثاً عن الأمان كلاجئين في لبنان والأردن والعراق، وبلدان أخرى، أو كنازحين داخل سوريا.

وأصبحت أزمة اللاجئين السوريين أكبر أزمات اللجوء في العالم منذ عقود، إذ غادر البلاد 6.6 مليون لاجئ سوري حول العالم، وتستضيف الدول المجاورة ل #سوريا 5.5 مليون منهم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.