أفاد تقرير لموقع “إسرائيل اليوم” بوجود متغير جديد يحدث لم تشهده المنطقة من قبل. حيث بدأت دول عربية تغازل اليهود خلال الفترة الحالية، بعدما أحدثته على الصعيد السياسي “اتفاقية أبرهام” التي وقعتها إسرائيل والإمارات العربية المتحدة، في وقت سابق من العام 2020 والتي انضم إليها عدد من البلدان العربية، مثل البحرين والسودان والمغرب.
عاش ما يقارب من مليون يهودي في الدول العربية في بدايات القرن العشرين إلى أن أُجبرت الغالبية العظمى منهم على مغادرة بلادهم خوفاً على حياتهم، وفق التقرير. لم يبق خلال الوقت الحالي سوى حوالي ثلاثة آلاف يهودي في المغرب وتونس.

البداية من لبنان

في الأول من شهر تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، استضاف السفير اللبناني في فرنسا، رامي عدوان، عشرات اليهود اللبنانيين في منزله في باريس. ولم يكن هذا الاجتماع عادياً! فقد أشاد السفير اللبناني بالجالية اليهودية اللبنانية وتحدث بعبارات لم يتم سماعها من قبل خلال السنوات الأخيرة من مسؤول عربي كبير فيما يتعلق باليهود. وتحدث عدوان أيضاً عن التعايش وحرية العبادة ومسؤولية الدولة عن حماية جميع مواطنيها.

وكان من بين الضيوف الباحث ناجي زيدان، مؤرخ يهود لبنان، الذي جاء خصيصاً من بروكسل إلى باريس لحضور هذا الحدث. وقد كتب ناجي كتاباً عن يهود لبنان، وهو الآن بصدد إنهاء تأليف كتابه الثاني. وأكرم السفير ضيوفه اليهود بطعام “الكوشير” الذي تم طلبه خصيصاً لهم. ومثل هذه الجلسة لم تكن لتُعقد لولا موافقة مباشرة ودعم من الحكومة اللبنانية.

لم يواجه يهود لبنان ضرراً من المؤسسة الحكومية اللبنانية. فالمعابد لا تزال على حالها في جميع أنحاء لبنان، كذلك لم تتضرر المقابر. والجماعة الوحيدة التي أساءت إلى يهود لبنان بحسب الموقع الذي ترجم عنه موقع “الحل نت” هي “حزب الله” اللبناني، التي اختطفت وقتلت أحد عشر يهودياً لبنانياً، في وقت سابق من تسعينات القرن الماضي.

وكان هدفهم من ذلك الضغط على تل أبيب والتوصل إلى اتفاقية لتحرير أعضاء “حزب الله” المحتجزين لدى إسرائيل وما كان يسمى آنذاك بـ “جيش لبنان الجنوبي” الموالي لإسرائيل. لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق فقتل “حزب الله” هؤلاء اليهود بعد اتهامهم بأنهم “عملاء للموساد”.

ماذا عن سوريا؟

بالتوازي مع حدث باريس، وصل إلى دمشق مؤخراً وفد من اليهود السوريين الذين يعيشون في الولايات المتحدة الأمريكية، ومكثوا فيها لمدة أسبوعين. وغادروا البلاد في ظروف جيدة، بعد أن تم استقبالهم بشكل جيد من قبل السلطات في سوريا.

وتدل هذه الأحداث على التغيير الذي أحدثته اتفاقية أبراهام في وعي وموقف العديد من العرب في المنطقة تجاه يهود بلادهم. فقد اشتهر يهود سوريا بتقلباتهم هناك. وفي التسعينيات من القرن الماضي، فرّوا جميعهم بسبب معاناتهم من “معاداة السامية” في السلطة الحاكمة، التي سجنت فعلياً يهودها في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي ومنعتهم من التنقل بحرية داخل سوريا، ناهيك عن سفرهم إلى الخارج أو الهجرة إلى إسرائيل. وقد سُجن لسنوات عديدة هؤلاء الذين تم أسرهم في لبنان، بينما كانوا في طريقهم إلى إسرائيل.

لقد تساءل رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إسحاق شامير ذات مرة: “هل الشرق الأوسط يتغير؟ أم أنه لا يزال الشرق الأوسط ذاته والعرب لا يزالون نفس العرب؟”.

يشير تقرير الموقع الإسرائيلي إلى أن الوقت كفيل بالإجابة عن هذا السؤال، ولكن في الوقت الحالي هناك الكثير من المؤشرات الإيجابية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.