في الوقت الذي بدأت فيه بعض الدول بإعادة بعضٍ من علاقاتها السياسية مع دمشق، فإن بعض الأطراف لم يتوقف بالأصل عن تقديم دعم قوي لـ بشار الأسد ونظام حكمه. فمن فرنسا إلى إيطاليا إلى بلجيكا، لطالما كانت الأحزاب اليمينية المتطرفة صريحة للغاية في دعمها للأسد.

يوضح ديفيد ريجوليه روز، الباحث المشارك في “معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية” (المتخصص في منطقة الشرق الأوسط)، بأن “هناك تناغم معين بين أيديولوجية اليمين المتطرف الأوروبي وما يمكن أن يمثله نظام بشار الأسد وما يُنتظر منه سياسياً”.

ويكمن أحد أوجه التواطؤ الإيديولوجي في جذور السلطة الحاكمة في دمشق، كما يوضح روز. «معاداة الصهيونية التي تتخلل بعض هذه الأحزاب موجودة في الحمض النووي للنظام السوري. ففي الحمض النووي للبعث، يمكننا أن نجد عناصر من المجموعة الإيديولوجية لحركة اليمين المتطرف الأوروبي، لا سيما في الإشكالية المتكررة المتمثلة في تفاقم النزعة القومية ومناهضة الرأسمالية أو حتى “مناهضة للسامية” مخفية إلى حد ما تحت قناع معاداة الصهيونية» يضيف روز.

وبالنسبة إلى حزب “التجمع الوطني” في فرنسا، وحزب “فلامس بيلانج” في بلجيكا، وحزب “البديل من أجل ألمانيا” في ألمانيا، أو حتى حزب “الفاشي الجديد” الصغير في إيطاليا، فإن أسباب دعم الرئيس السوري متعددة، لكنها تظل قائمة على الانجذاب إلى “النظام الاستبدادي”.

وتضيف صحيفة “لو سوار” البلجيكية، «منذ انتهاء الحرب في سوريا، سافر العديد من البرلمانيين إلى دمشق للقاء بشار الأسد. وفي حين حاول البعض لعب ورقة السرية، حرجاً من الظهور جنباً إلى جنب مع الديكتاتور أو أتباعه، مثل ممثل حزب العمال البريطاني جيريمي كوربين في عام 2016، فإن اليمين المتطرف مستعد تماماً للعب اللعبة والظهور إلى جانب الأسد جهاراً نهاراً».

وتشير الصحيفة إلى أن فيليب ديوينتر التقى مع بشار الأسد في بداية عام 2017. وهو لقاء أطلق عليه رئيس الحزب، توم فان جريكين، وصف “الحتمي”، مؤكداً في كلماته أنه “لابد منه”، حتى وصل إلى حد وصف الأسد بأنه “حليف موضوعي واستراتيجي في محاربة تنظيم داعش”.

وفي فرنسا، يزور ممثلو حزب “التجمع الوطني” دمشق بانتظام، لاسيما عضو البرلمان الأوروبي تييري مارياني، الذي اعتاد على هذه الرحلات والتي كان آخر في شهر آب الماضي مع ممثل آخر عن “التجمع الوطنية”، أندريا كوتاراك.

وتضيف الصحيفة «خطاب بشار الأسد، الذي يقدم نفسه على أنه الحصن النهائي في مواجهة الإرهاب الإسلامي، يتغلغل في أوساط اليمين المتطرف الأوروبي. ففي إيطاليا، أعلن الفاشيون الجدد في “كاسا باوند” بفخر أنهم التقوا بـ أسماء الأسد في العام 2016».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.