درعا والجنوب السوري بشكل عام، المنطقة التي لا تزال تعتبر الأكثر سخونة على الرغم من توقف العمليات العسكرية فيها، إلا أن الصراع للسيطرة عليها لا يزال مستمرا، حيث تقف إيران خلف معظم الأحداث الأمنية عبر أذرعها المختلفة في محاولة لتمكين وجودها، حيث لا فرق لدى الإيرانيين في الجنوب بين استهداف الأعداء والحلفاء في سبيل تحقيق مصالحها وعلى رأسهم الروس.

استهداف للروس

مصادر محلية لـ”الحل نت”، أكدت أنه تم استهداف دورية عسكرية روسية، بالقرب من قرية المعلقة في ريف القنيطرة، يوم أمس الثلاثاء، وأن الاستهداف جرى باستخدام عبوة ناسفة لدى مرور الدورية، ما نتج عنه إصابات مؤكدة في صفوف الروس.

وأشارت المصادر، إلى أن التفجير وقع في منطقة أمنية تابعة لحكومة دمشق، إضافة لتواجد عناصر يتبعون للميليشيات الإيرانية فيها، مبيّنة أن الهجوم جاء بعد انخفاض عدد القوات الروسية في المنطقة خلال الأشهر الأخيرة على خلفية سحب روسيا لجزء من قواتها بعد غزوها لأوكرانيا.

وبحسب المصادر، فإن موقع الهجوم لا يبعد عن حدود الجولان حيث تتواجد القوات الإسرائيلية أكثر من كيلومتر واحد فقط، وذلك بعد أن وعدت روسيا قبيل تسوية عام 2018 إسرائيل بالحفاظ على الهدوء في المنطقة، والحفاظ على أمن إسرائيل.

وعلى إثر الهجوم، بدأ استنفار كبير للقوات الحكومية في عدد من القطعات والكتائب التابعة للواء 112، والتي تتواجد في محيط بلدة المعلقة.

ويأتي هذا الهجوم على الدورية الروسية، بعد أقل من أسبوع على تفجير عبوة ناسفة بدورية عسكرية روسية بالقرب من جسر بلدة خربة غزالة، على الأُتستراد الدولي دمشق-عمان.

حيث أكدت مصادر محلية لـ”الحل نت”، أن منطقة خربة غزالة منطقة أمنية بالكامل، وتخضع لفرعي الأمن العسكري والمخابرات الجوية، كما أنها منطقة خارجة عن تنفيذ عمليات من قبل المعارضة منذ عدة سنوات.

إقرأ:درعا.. مراوغة من دمشق بعد خروج المطلوبين من طفس

بعد درعا زعزعة الأمن في القنيطرة

مصدر من “تجمع أحرار حوران”، أكد لـ”الحل نت”، أن هناك معلومات تشير إلى رغبة إيران، بنقل عمليات الاستهداف والعمليات الأمنية من درعا إلى القنيطرة في المرحلة القادمة من أجل اتهام معارضين بتنفيذها، لضمان توغل القوات الحكومية بشكل أكبر في المحافظة، وبالتالي قدرة الإيرانيين على التمدد.

وأضاف المصدر، أن الرغبة الإيرانية تزداد بشكل مثير للقلق في السيطرة على الجنوب بشكل كامل، خاصة بعد الضعف الذي أبداه الروس في التعامل مع ملف مدينة طفس مؤخرا، حيث لم يتمكنوا من ثني القوات الحكومية، والميليشيات الإيرانية عن حصار المدينة وشن عملية عسكرية فيها، مبينا أن الاتفاق الذي جرى في طفس لم يكن الروس طرفا فيه كما كان في السابق.

وحول تنفيذ العملية ضد الروس، أكد مصدر خاص لـ”الحل نت”، أن هناك العديد من المجموعات التابعة للميليشيات الإيرانية المتواجدة في القنيطرة، وأن إحدى هذه المجموعات هي من نفذت الهجوم، نافيا أن يكون معارضون تابعين لحركة “أحرار الشام” خلف الهجوم.

قد يهمك:الجنوب السوري.. وفد روسي في السويداء والميليشيات الإيرانية تحاصر درعا

مجموعات إيرانية في القنيطرة

في القنيطرة تنتشر عدة مجموعات تابعة للميليشيات الإيرانية، سبق أن تحدّث عنها تقرير لـ”الحل نت”، فبحسب معلومات خاصة لـ”الحل نت”، تحدثت عن العديد من المجموعات التابعة للميليشيات الإيرانية في القنيطرة، أبرزها، فوج الجولان، وهو أهم فصيل تابع لـ”حزب الله” في القنيطرة، وهو الأكثر دعما من الحزب وإيران، ويزيد عدد عناصره عن 200 عنصر، بقيادة خضر حليحل، القيادي السابق في المعارضة، وكان يقود ما يعرف بلواء السبطين، والذي تم اعتقاله بعد عملية التسوية لمدة شهر، وخرج من السجن بعد تجنيده لصالح “حزب الله”.

وأيضا، مجموعة باسل حسون، في بلدة حضر، والتي ينتمي إليها فؤاد مصطفى، الذي قُتل يوم أمس من قبل إسرائيل، ومجموعة أحمد طه في بلدة الحرية، ومجموعة معاذ فيصل في الحميدية، وتتبع هذه المجموعات، لمجموعة أحمد كبول، ومقرها في بلدة خان أرنبة، بالإضافة إلى مجموعة المدعو ياسين الخبي، والتي تعتبر مسؤولة عن حماية الجمعيات “الخيرية” التابعة للميليشيات وكانت مكلفة بحماية جمعية “البستان” سابقا.

وأيضا حصل “الحل نت”، على قائمة مسربة من فرع الأمن العسكري بدرعا، وتضم مجموعات تابعة لـ”حزب الله”، تم تشكيلها من قبل القيادي في حزب الله اللبناني “الحاج ولاء”، وهو القيادي الأهم للحزب في الجنوب.

إقرأ:شجرة “الموت” في درعا.. ما قصتها؟

من الواضح أن الجنوب السوري، مرشح للانفجار خلال المرحلة القادمة على الرغم من العمليات التي تمارسها القوات الحكومية، والميليشيات الإيرانية للتخلص من المعارضين من خلال التصفية أو الاعتقال، إلا أن الرفض للتواجد الإيراني يزداد يوما بعد يوم من قبل شريحة واسعة من الأهالي، ما يجعل المشروع الإيراني مهددا وهذا ما سيزيد من عمليات الاغتيال وزعزعة الاستقرار.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.