تواجه مليشا الفوج 47 (التابعة للحرس الثوري الإيراني) العاملة في الريف الشرقي من محافظة ديرالزور شرق سوريا، حالة من عدم الاستقرار وتحديات عدة، تجلى أبرزها مؤخراً، بالانشقاقات الجماعية والفردية للعناصر، وهروبهم إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية شمال شرق نهر الفرات.

مصدر خاص أكد ل “الحل نت” أن “تزايد الانشقاقات الأخيرة في صفوف الفوج 47 دفعت بالمسؤول عنه، المدعو حج عسكر، بإصدار قرار يقضي بتطبيق أقسى أنواع العقوبات بحق من يتم الإمساك به من العناصر، محاولاً الهرب أو الانشقاق، واعتقال أحد أفراد عائلته في حال تمكن من الهرب، وعدم إطلاق سراحه شريطة عودته”.

وأوضح المصدر إلى أن “بعض العناصر فضل الانشقاق، والالتحاق بمليشيات الدفاع الوطني، لتفادي عائلته أي ردة فعل من قبل المليشا المذكورة”.

ووفقاً لذات المصدر، “فقد تجاوز تعداد المنشقين عن الفوج من العناصر المحليين 50 عنصراً في مدينة البوكمال ونواحيها، خلال الأسبوعيين الماضيين فقط”.

دوافع الانشقاق

وفي هذا الصدد، أكد الصحفي بشير العباد، من دير الزور، هذه الأنباء، مشيراً لـ “الحل نت”، أن “مايدفع بالعناصر للانشقاق عن المليشيات المتعددة أو التنقل بينها، هو المصلحة، وهو ذات السبب الذي دفعهم إلى الانضمام إليها في البداية”.

وأرجع العباد، أسباب هذه الانشقاقات إلى تدني الظروف المعيشية للعناصر، وتأخير استلام رواتبهم الشهرية، إلى جانب زيادة المهام الموكلة إليهم،  في ظل تعرض مواقعهم للقصف الجوي  المستمر من قبل الطيران الحربي الإسرائيلي أو التحالف الدولي.

وأوضح العباد أن “هجمات خلايا تنظيم داعش الإرهابي بين الحين والآخر على مواقع المليشيات الإيرانية، يشكل استنزافاً لها، حيث تكتفي الأخيرة، برمي العناصر المحلية كلقمة سائغة لتلك الخلايا، بحجة التصدي لها، مايدفعهم إلى الفرار وبشكل جماعي أحياناً خوفاً على حياتهم”.

 تنافس روسي 

ومعدداً الأسباب الأخرى التي تدفع بعناصر هذه المليشيات إلى الانشقاق، لفت الصحافي إلى أن “محاولات روسية الأخيرة التصدي للمد الإيراني في المحافظة، من خلال تشكيل مليشيات تابعة لها، ومنحهم رواتب مرتفعة تعادل ضعفي ما يتلقاه المتطوع في صفوف المليشيات الإيرانية، فاقم الحالة، بالتزامن مع الأوضاع الاقتصادية المتردية التي تعيشها عموم المنطقة”.

ويعد “اللواء 47” أحد أهم الفصائل العسكرية التابعة لإيران في دير الزور ومعظم عناصره من شبّان المنطقة أجبرتهم الظروف على الالتحاق بتلك الميليشيات، هرباً من الخدمة الإلزامية والاحتياطية في الجيش السوري، إضافة إلى الظروف الاقتصادية.

وتتقاسم الحكومة السورية وقوّات سوريا الديمقراطيّة السيطرة على محافظة دير الزور، في وقتٍ تشهد مناطق الحكومة، صراعاً بين روسيا وإيران، يتمثل بمواجهات تشهدها المنطقة بين الميليشيات الإيرانيّة والقوّات السوريّة التي تدعمها روسيا وأبرزها مجموعات الدفاع الوطني.

اقرأ أيضاً: “قوات سوريا الديمقراطية” تسلم مئة عراقي كانوا أعضاء في “داعش” للسلطات العراقية

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.