يستمر القطاع الزراعي في سوريا بالتدهور نتيجة السياسات الحكومية من جهة، والجفاف الذي بات أحد المشكلات الرئيسية التي يعاني منها المزارع من جهة أخرى، ما ينذر بكارثة قد تضرب أحد مصادر الغذاء الرئيسية للسوريين.

وحذّرت صحيفة البعث في تقرير جاء بعنوان “الرسوب في امتحان القطن والشوندر” مما سمّته «الانكفاء»، الذي يتعرض له محصولي القطن والشوندر، وذلك بعدما سجلت المواسم الأخير تراجعاً غير مسبوق في المساحات المزروعة.

تراجع مخيف في كميات الإنتاج

وأكد تقرير الصحيفة أن حصة القطن من مجمل الصادرات الزراعية تراجعت إلى 2 بالمئة، بعدما كانت تتراوح بين 20 – 30 بالمئة، إذ كان القطن هي المادة الثانية من حيث المساهمة في تأمين القطع الأجنبي بعد النفط، وركيزة أساسية للصناعات النسيجية.

على صلة: وزير التموين معترفاً بالفشل: لن أعد بعدم رفع سعر شيء

وانحدر محصول القطن خلال السنوات القليلة الماضية إلى نحو 15 ألف طن سنويا فقط، بعد أن كان يتجاوز 700 ألف طن قبل عام 2011.

وجاء في تقرير البعث: «كل ما يحصل يشي بمستقبل أسوأ، وأخطر ما فيه هجرة الأراضي وتحول ما اشتغل عليه لعقود إلى مساحات مقفرة وجرداء متصحرة، وعليه هل سنبقى نردد شعار “الفلاح والعامل”؟!، فعلى محك القطن والشوندر تمتحن شهادة التصنيع الزراعي.. وما ينطبق عليهما يساق على مجمل الخضار والفواكه ذات القيمة التصنيعية المضافة».

ومع آخر يوم من شهر تشرين الثاني /نوفمبر الفائت، انتهت المهلة المخصصة لزراعة محصول الشوندر السكري التي حددتها الجهات الحكومية، إذ وصلت مساحة الأراضي المزروعة بمحصول الشمندر السكري إلى ربع المساحة التي خصصتها وزارة الزراعة قبل بدء العمل بزراعته، ما يشير إلى احتمال حدوث أزمة في مادة السكر خلال العام المُقبل.

عزوف عن زراعة الشوندر السكري

وبلغت المساحات المزروعة بالشوندر 762 هكتاراً، من أصل المساحة المحددة وهي 4322.

من جانبه حذّر الخبير التنموي أكرم عفيف قبل أيام من أزمة نقص في مادة السكر في سوريا خلال العام المقبل، مؤكداً أن «الزراعة تحتضر».

وقال عفيف في تصريحات لصحيفة “الوطن” إنّ: «الأراضي الزراعية في سهل الغاب لم تعد صالحة للزراعة، والأعشاب المعمرة ظهرت في أكثر من نصف الأراضي بسبب عدم قيام الفلاحين بالفلاحات العميقة».

موجة جفاف هي الأسوأ منذ عقود

وفضلاً عن ارتفاع تكاليف الزراعة ساهمت موجات الجفاف بعزوف المزارعين عن زراعة أراضيهم، إذ بدأت التغييرات المناخية تلقي بظلالها على البيئة السورية، مهددةً مصادر المياه، بعد التحذيرات والتقارير التي أكدت أن البلاد توجه أسوأ موجة جفاف في تاريخها منذ 70 عاماً، حسب تقديرات الأمم المتحدة.

وطال الجفاف مؤخراً سداً رئيسيّاً شمال غرب سوريا إثر تراجع مستوى الأمطار والاهتراء وتزايد اعتماد المزارعين على مياهه، وذلك للمرة الأولى منذ إنشائه قبل نحو 17 عاماً.

اقرأ أيضاً: مجدداً في دمشق.. ارتفاع سعر البنزين بقرار حكومي

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.