تتكرر الوقفات الاحتجاجية والإضرابات، التي ينظمها المعلمون في ريف حلب الشمالي والشرقي، رغم تعدد أسبابها، كتحسين سير العملية التعلمية والمطالبة بزيادة الرواتب، وعدم التعدي على حقوقهم، والمطالبة بمواجهة الفساد الإداري في المنطقة، ووضع حد لتجاوزات الفصائل العسكرية أيضاً .

وأضرب معلمون في مدينة الباب وأعزاز وعفرين وجرابلس ومناطق أخرى، عن التدريس وعلّقوا عملهم في 1 و2 من كانون الأول الحالي، في سبيل الحصول على مطالبهم.

يقول المدرس صالح الملا حسن (مهجر من مدينة حلب ويعيش في مدينة الباب) لـ “الحل نت”  إن “750 ليرة تركية لم تعد كافية، لتلبية احتياجات أسرتي لنصف الشهر، بالتزامن مع ارتفاع سعر أدوية طفلي الذي يعاني من مرض مزمن”.

وأضاف المدرس أن “الارتفاع الكبير بالأسعار مؤخراً، فاقم ظروف أسرتي المعيشية، لذلك أشارك باحتجاجات المعلمين، لتحقيق مطالبنا في الحصول على حياة كريمة والخروج عن رحمة الدَّين”.

أزمة الرواتب

من جهته يقول المدرس سليم الجمول، (مدرِّس لمادة الرياضيات، ومهجَّر من محافظة دير الزور منذ 5 سنوات، يقيمُ مع أسرته المكوَّنة من أربعة أفراد  ووالدَيه في منزل مستأجَر في مدينة أعزاز) خلال حديثه لـ”الحل نت”: إن “مهنة التدريس وحدها باتت لاتكفي لسد احتياجات العائلة، فآجار المنزل لوحده 125 دولاراً، ناهيك عن بقية الاحتياجات الأخرى التي يحتاجها، لذلك اضطر للعمل إلى جانب التدريس لتلالفاف على الوضع المعيشي”. 

وأضح أنه “يعطي دروساً خاصة في معهد بعد انتهاء دوامه في المدرسة، ثم يذهب للعمل في محل سمانة بعد دوامه الآخر، ليعود إلى المنزل في حدود الساعة 11:30 منهكاً، ليتناول بعض اللقم، ويذهب بعدها ليحضر دروسه لليوم الثاني قبل النوم، دون أن يتمكن من الجلوس مع أسرته”.

تهديد بالفصل

بينما تحدث المعلم ياسر (اسم وهمي لأحد المدرسيين في مدينة الباب) لـ “الحل نت” قائلاً:  “لاتتوقف مطالب المدرسين على زيادة الرواتب فحسب، بل الأهم من ذلك هو وضع حد للمحسوبيات والتجاوزات في تعيين المدرسيين، وتوزيعهم في المدارس حسب المناطق التي يسكنوها، بناءاً على رغبة عناصر وقادة الفصائل في المنطقة، وعلى رأسهم أحرار الشرقية، فلا يستطيع أن يرفض لهم طلباً”.

موضحاً أن “المدرس الذي تربطه صلة قرابة أو معرفة بأحد العناصر والقادة النافذين، ورفضت مدرسة ما تعينه او نقله لمكان آخر، سيتعرض كادرها  جميعاً للمحاسبة  والاعتقال من قبل الفصيل”.

وأشار المصدر ذاته إلى أن “الفساد مصدره مديرية التربية في مدينة الباب والتي ترضخ خانعة للرغبات الفصائل دائماً، خوفاً من ردات فعلهم، إلى جانب تواطئ المجالس المحلية العاملة في المنطقة، والتي تضرب بسيف الفصائل العسكرية دائماً، حيث تصف الأشخاص المنتقدين  للواقع الخدمي والتعليمي، بالعملاء للأجهزة الأمنية التابعة للحكومة السورية، وأنهم يحاولون نشر الفوضى في المنطقة”.

وذكر المصدر مثالاً على ذلك، وهو انتشار تسجيل صوتي لعضو في المجلس المحلي بمدينة اخترين، اتهم فيه المعملين بالتعاون والتنسيق مع جهات تابعة للحكومة السورية، مع وصفهم بكلمات مسيئة وألفاظ نابية، وتهدديهم بالفصل في حال استمرارهم بالإضراب.

مدرسون التقاهم مراسل “الحل نت”، رفضوا جميعهم، الاتهامات المسيئة، ودعوا جميع المناطق للوقوف في صفهم، والاستجابة لمطالبهم، والنهوض بالواقع التعليمي، ومحاسبة أي شخص يسيء للمعلمين.

اقرأ أيضاً: نجاة “مسلم الشيشاني” من استهداف روسي بإدلب

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.