تحدث الروائي المصري، يوسف زيدان، عن تفاصيل ما حدث معه في ليلة مقتل الناشط والمتظاهر العراقي، صفاء السراي، في 28 تشرين الأول/ أكتوبر 2019، إبان “انتفاضة تشرين”.

وقال يوسف زيدان في ندوة حوارية أجريت معه إبان مشاركته في فعاليات “معرض العراق الدولي للكتاب”، إنه كاد يفقد حياته في تلك الليلة.

وانطلقت فعاليات معرض الكتاب بنسخته الثانية في 8 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، وتستمر حتى يوم 18 كانون الأول/ ديسمبر من هذا العام. وتنظمه مؤسسة “المدى” للإعلام والثقافة والفنون.

وذكر زيدان بحسب موقع “ناس” الإخباري: قبل أعوام كنت في “دار المدى” في شارع المتنبي. وكان الشباب يحلقون حولي. وقد أهداني شاب منهم صورة رسمها لي.

«ذابت الدعامة وبقي العراق»

وأردف يوسف زيدان: لقد بكيت لمرتين في حياتي. مرة عندما قتل الشباب في شارع محمد بن محمود في القاهرة. ومرة عندما قتل الشاب العراقي الذي رسم لي الصورة. ذلك الشاب كان صفاء السراي.

زيدان تابع قائلا: «ما لم أذعه وأنشره (…) أني جلست تلك اللليلة بمفردي بعد أن أغتيل مع السراي 20 شابا في الشوارع في بغداد. ودخنت أكثر من 40 سيجارة حتى الفجر. ليس سعيا للانتحار وإنما مللا من الحياة».

للقراءة أو الاستماع: صفاء السراي بذكرى رحيله.. سيرة “أيقونة تشرين” بالتفصيل

وأكمل يوسف زيدان: «في وقت الفجر غلبني النعاس وصحيت بعدها على ذبحة صدرية، وتم إنقاذي في مستشفى “القوات المسلحة” في الاسكندرية حيث أقطن».

واختتم زيدان حديثه بالتالي: لقد وضعوا لي دعامة في قلبي. وكان في قلبي العراق والدعامة. ذابت الدعامة بعد 6 أشهر وبقي العراق.

من هو صفاء السراي؟

يشار إلى أن صفاء السراي، هو شاعر ورسام وناشطٌ من أوائل المُشاركين في “انتفاضة تشرين” التي خرجت في تشرين الأول/ أكتوبر 2019 في بغداد والوسط والجنوب العراقي، ضد الفساد والبطالة ونقص الخدمات.

للقراءة أو الاستماع: بِذكرى رحيلها: هكذا رسَمَ “صفاء السَرّاي” المعمارية “زُها حَديد”!

وقتل السراي في 28 تشرين الأول/ أكتوبر 2019، إثر إصابته بقنبلة دخانية سقطت على رأسه قرب جسر الجمهورية المتاخم لساحة التحرير، وهي مركز احتجاجات بغداد، من قبل “قوات الشغب”.

لقب السراي بعد وفاته بـ “أيقونة تشرين”، ووصفته صحيفة “نيويورك تايمز” بـ: “جيفارا العراق”، ووضعَت “حمامَة السلام” على لحيته، بعد أيّام من رحيله.

كما نشرت هيئة الإذاعة البريطانية “BBC”، تقريرا مصورا عن السراي، واعتبرته في 18 تشرين الأول/ أكتوبر 2020، بأنه من بين أهم 5 وجوه للاحتجاج حول العالم.