بعد العراك والتدافع الذي شهده دار الأوبرا في دمشق، نتيجة الازدحام والإقبال على شراء تذاكر حفلة المطرب هاني شاكر، المنتظر إقامته في دمشق اليوم الخميس، اعتبر شاكر أن حفلته في سوريا تمثل “ولادة فنية جديدة له على أرض سوريا“.

“ولادة فنية”

هاني شاكر، أعلن عن إطلاق أغنية “عاشت سوريا.. تحيا مصر”، من دمشق، مشيرا إلى أن “إحياءه أمسيتين غنائيتين في سوريا بعد انقطاع دام 15 عاما، ولادة فنية جديدة له على أرض سوريا” حسب قوله.

وخلال مؤتمر صحفي له على خشبة مسرح الأوبرا بدمشق الأربعاء، أوضح شاكر، أن أغنيته الجديدة، تعبّر عن مزيج بين الكلمة السورية واللحن المصري، “بمنزلة بناء علاقات فنية جديدة ومتطورة مع ملحنين ومؤلفين سوريين” على حد تعبيره.

واعتبر شاكر، أن الإقبال الجماهيري الذي شهدته العاصمة دمشق على شراء تذاكر حفلته، “يدل على أن الفن الراقي بخير ويجسّد حرص السوريين على سماع الفن الأصيل” على حد قوله، معربا عن سعادته بالعودة إلى الساحة الفنية السورية، بعد غياب لأكثر من 15 عاما.

تدافع للتذاكر

وكانت مواقع التواصل الاجتماعي ضجت بمقطع فيديو يظهر اقتحام الجمهور لدار الاوبرا في سوريا، من أجل الحصول على تذاكر لحضور حفل الفنان المصري، كما جرى الحديث عن عدد من حالات الإغماء في طوابير طويلة اصطفت في دمشق،‬ لحجز تذاكر حفل “أمير الغناء العربي“.

وأكد أحد المواطنين الموجودين لصحيفة “الوطن” المحلية، أنه حضر إلى المكان من أجل شراء البطاقة منذ منتصف الليلة السابقة، وأن هناك وعودا بتسجيل أسماء للواصلين الأوائل لبيعهم البطاقات، إلا أن الورقة التي دونت عليها الأسماء تم تمزيقها صباحا، لتبدأ بعدها الفوضى.

وحدّدت الجهة القائمة على الحفل أسعار التذاكر كالتالي، الدرجة الأولى بـ5000 ليرة سورية (نحو دولار أميركي واحد)، والدرجة الثانية بـ3000، والدرجة الثالثة بـ2000، إلا أن بعض الأشخاص قالوا في التسجيلات المصورة إنهم اشتروها بأكثر من ذلك بكثير.

ونتيجة للازدحام الحاصل، أعلنت الدار عن حفلة ثانية للمغني المصري، غدا الجمعة 16 أيلول/سبتمبر الجاري.

قد يهمك: الفيلم السوري “نزوح” يفوز بجائزة الجمهور في مهرجان فينيسيا الدولي

هاني شاكر مطرب مصري، يُعد من أكبر وأشهر مطربين الوطن العربي، من مواليد القاهرة في 21 من أيلول/ ديسمبر 1952، درس الموسيقى في معهد “الكونسر فتوارط”، واشترك خلال تلك الفترة في برامج الأطفال بالتليفزيون المصري. ثم سطع نجمه من خلال غنائه لملحنين كبار.

 استطاع هاني شاكر، أن ينوّع في أدائه مجددا أعماله، حتى تمكن في فترة وجيزة أن يُلقب بـ “أمير الغناء العربي“، حيث حققت ألبوماته نجاحا كبيرا في جميع أنحاء الوطن العربي؛ أبرزها: (كده برضه يا قمر، غلطة، علّي الضحكاية، شاور، الحلم الجميل، جرحي أنا، وياريتني).

عودة الحفلات إلى دمشق

شهدت سوريا مؤخرا عودة العديد من الفنانين العرب، لإحياء حفلات في سوريا، بعد غياب تجاوز العشرة أعوام، معظمها جاءت بدعوة رسمية من الجهات المعنية التابعة لحكومة دمشق، كان آخرها إقامة حفلة للمطربة نجوى كرم، وكل من مروان خوري، والمغني الشعبي عمر سليمان.

ويرى مراقبون أن دمشق، تسعى من خلال تنظيم هذه الحفلات، إلى تنفيذ مخططها في محاولة إعادة تعويم نفسها على الصعيد العربي، فتستقطب الفنانين والمؤثرين، لإظهار أن الأمور في سوريا بأفضل حال، بخلاف التقارير الأممية والدولية، التي تؤكد أن سوريا، هي من بين أسوأ الدول للعيش حول العالم.

ومن بين المغنيين الذي أحيوا حفلات في سوريا أيضاً، المغنيتين ريم السواس، وسارة زكريا، واللتان تسببا بجدل واسع في سوريا، بسبب استخدامها لألفاظ خارجة عن المألوف في الأغاني.

عودة أصالة

وتزامن الإعلان عن العديد من الحفلات الغنائية في دمشق، مع تداول أنباء عن دعوة أصالة نصري، للغناء مجددا في سوريا، حيث استنكر نقيب الفنانين السوريين محسن غازي، ما نشرته وسائل إعلام لبنانية عن الأمر دون الاستناد إلى مصدر.

واعتبر نقيب الفنانين السوريين محسن غازي، خلال تصريحات سابقة، أنه لا علاقة للنقابة بعودة أي فنان إلى سوريا، وهذه الأمر ليس ضمن صلاحياتها، وفق تعبيره، مشيرا إلى أن عودة نصري، يحددها مرسوم العفو الذي أصدره الرئيس السوري بشار الأسد، مؤخرا، و“بالتالي لا يمكن لنقابة الفنانين السوريين أن تخالف مرسوم العفو“.

وخلال لقاء صحفي سابق، اعتبر غازي، أن النقابة تمثل “بيت جميع الفنانين السوريين“، وقال: “النقابة هي بيت الجميع، ونحن يشرفنا أن يكون الفنان السوري ضمن النقابة، النقابة تكبر بفنانيها“.

وفي معرض إجابته عن موقف النقابة من الفنانة والمطربة، أصالة نصري، وفيما إذا قررت العودة والغناء في سوريا، أكد غازي أنه يرحب بالفكرة، وحول ذلك أضاف: “تريد العودة إلى سوريا، فلتتفضل وتغني أهلا وسهلا، فقط تقول إنها تريد العودة إلى سوريا“.

تصريحات غازي، جاءت بعد أن عبّرت أصالة، خلال تصريحات إعلامية في شباط/فبراير الفائت، عن أمنيتها بالعودة للغناء في سوريا.

جاء ذلك خلال لقائها مع برنامج “إي تي بالعربي”، على هامش حفلها الغنائي بـ“القرية العالمية” في دبي.

وحول اشتياقها للغناء في سوريا قالت: “طبعا جدا وهذا أكثر شيء أشتاق له، يعني أمنية حياتي أن أغني في الشام وفي أي منطقة بسوريا“، وأضافت: “لا يمكنني أن أعدكم أن أكون بسوريا بل أتمنى أن أكون قريبا“.

قد يهمك: الفصول الأربعة.. صورة ضيقة عن المجتمع السوري؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.