بعد مبادرة المصالحة التي أطلقهتا الحكومة السورية بإشراف روسي، في محافظة ديرالزور مؤخراً، تفاجأ الأهالي العائدون إلى مناطقهم، ممن أجروا التسوية، بأن بيوتهم مستخدمة كمقرات أمنية و عسكرية للمليشيات الإيرانية، والتي ترفض الخروج منها وإخلائها.

جميع الأشخاص الذين التقاهم مراسل “الحل نت” في المنطقة، وتحدثوا عن معاناتهم الجديدة المتلخصة، برفض المليشيات إخلاء منازلهم، فضلو عدم الإفصاح عن أسمائهم، لسلامتهم الشخصية.

يقول محمد (اسم وهمي، لمدني من الميادين) لـ “الحل نت” إن “مليشيا الحرس الثوري حولت منزلهم إلى مقر عسكري لها، منذ أكثر من عامين، وترفض الخروج منه الآن، رغم إجرائهم للتسوية، بحجة وجوده ضمن منطقة أمنية تابعة لهم يمنع أي أحداً من الاقتراب منها، حتى عناصر الأمن والقوات الحكومية”.

للقراءة والاستماع: إيران في دير الزور: هل سيتكرر نموذج ضاحية بيروت الجنوبية في شرق سوريا؟

وأوضح أنه “وعائلته الآن يقيمون في منزل أحد أقربائهم في المدينة بشكل مؤقت، ريثما يجدون حل لمشكلتهم، أو سيجبرون على إيجاد منزل للإيجار بدلاً منه”، مشيراً إلى أنه “لايستطيع تقديم أي شكوى ضدهم، خشية من الانتقام وردات الفعل”.

حجج واهية
ومشكلة أم وليد (اسم وهمي، لسيدة من العشارة) هي ذاتها مشكلة المصدر السابق، حيث ترفض مليشيا “فاطميون” الخروج من منزلها، ، وهددتها بعدم الاقتراب منه مرة أخرى، بحجة أن المنزل يعد نقطة مراقبة ورصد، لأي هجوم قد تشنه خلايا تنظيم “داعش” الإرهابي على المنطقة من جهة البادية.

وأضافت في حديثها لـ “الحل نت” أن “تعنت المليشيات وتهدديهم لها بعدم الاقتراب من منزلها، سيجبرها هي وأطفالها على العودة إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية قسد في الجهة المقابلة من النهر، حيث كانت تعيش مع أقرباء لها”، وأضافت أنها “لا تستطيع تحمل نفقات الإيجار، فهي المعيلة الوحيدة لأطفالها بعد وفاة زوجها في النزوح مسبقاً”.


تواطىء حكومي روسي
بينما يقول يوسف (اسم وهمي، لمدني من البوكمال) في حديثه لـ “الحل نت” إن “مليشيا الحرس الثوري، هددته بالاعتقال عند مطالبته لهم بإخلاء منزله، وعند إبرازه لأوراق التسوية التي بحوزته، أقدم عناصر الحرس المتواجدين عند باب المنزل، على إتلافها أمامه، بدون أن تبدر منه أي ردة فعل خوفاً من الاعتقال”.

يتابع المصدر حديثه، أنه “ذهب إلى مركز التسوية وأخبرهم بما حدث معه، إلا أن المسؤولين هناك بمن فيهم المندوب الروسي، أخبروه أن يبحث عن منزل بديل في الوقت الراهن، ريثما يجدوا حل لمشكلته”.

وتستمر الميليشيات الإيرانيّة التي تتبع جميعها لـ “الحرس الثوري”، ضمن مناطق سيطرتها بدير الزور، بالاستيلاء على ممتلكات عامة أو خاصة وسرقة أثاث ومحتويات المنازل، بحجة أن أصحابها مُقاتلون سابقون في فصائل المعارضة المُسلحة أو مدنيون نازحون، فضلاً عن تحويل قسم كبير منها إلى مقرّاتٍ لها.

للقراءة والاستماع: التشيّع والتسويات تقرع أبواب دير الزور.. خطر إيران يضرب شرق سوريا

ويسيطر “الحرس الثوري” الإيراني منذ عام 2017 على أهم مدن ومناطق دير الزور، وقد سخّر كل موارد المنطقة لخدمته، ولا تقتصر تلك الهيمنة على الجانب العسكري فقط، بل تتعداه إلى المجالين الثقافي والإداري، كما يتحكم في قرارات المؤسسات الحكوميّة في المدينة، خصوصاً مؤسستي القضاء والتعليم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.