للمرة الثانية خلال أقل من شهرين، تتعرض القوات الأمريكية المتواجدة في قاعدة التنف جنوب شرق سوريا للهجوم بطائرات مسيرة، والتوقعات تشير إلى أن إيران تقف وراءه.

إذ أعلنت القوات الأمريكية اليوم الخميس 16 كانون الأول/ ديسمبر، طائرة مسيرة دخلت المجال الجوي لقاعدة التنف جنوب شرقي سوريا

وقال بيل أوربان، المتحدث باسم القيادة الأميركية الوسطى، إن القوات المتواجدة في القاعدة رصدت طائرتين دون طيار دخلتا المجال الجوي للتنف، وأكد أنه “لدى مواصلة إحدى المسيرتين مسارها إلى عمق منطقة التنف لفض النزاع، توصلنا إلى تقييم أنها تظهر نية عدائية وتم إسقاطها، وفق قناة NBC الأميركية.

وفي تشرين الأول، اتهم مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون إيران بهجوم خمس طائرات مسيرات على قاعدة التنف الأميركية، صحيفة “نيويورك تايمز”.

اقرأ أيضاً: اتهام أمريكي إسرائيلي لإيران بغارة جوية على قاعدة التنف

فماهي تبعات الاستهداف المتكرر لقاعدة التنف، في الوقت الذي تشير إصابع الاتهام إلى وقوف إيران وراءها؟

ابتزاز إيراني!

الباحث في الشأن الإيراني، ضياء قدور، قال للحل نت، أنه سيتم استهداف القوات الأمريكية المتواجدة في شمال شرق وشرق سوريا بشكل متكرر، إذا لم يتم توجيه رد رادع وانتقامي لإيران.

وأشار قدور، إلى أن إيران تتبع نفس السياسية التي اتبعتها طالبان في أفغانستان مع القوات الأمريكية، لذلك تعمل على الضغط المتكرر من أجل إجبار أمريكيا للخروج من منطقة شرق الفرات.

ذلك لأن منطقة التنف تشكل شوكة في حلق المشروع الإيراني في المنطقة، والذي ينتظر أن يمتد من إيران إلى  العراق إلى سوريا، على حد قول قدور.

وأوضح قدور، أن إيران تعتمد أسلوب الضغط، لاسيما أن الولايات المتحدة الأمريكية صرحت العديد من المرات أنها تنوي تقليص وجودها في منطقة الشرق الأوسط، للتفرغ لمجابهة الصين.

وتعتقد إيران أن عدم الرد على الهجمات التي تقوم بها، هو علامة ضعف، لذلك تتبع سياسة الإبتزاز مع الولايات المتحدة الأمريكية، وفق ما قاله قدور.

وقال قدور، “نتمنى أن نشهد رد ضد التحرك  في دير الزور والبوكمال لأنه إذا تم التخلص من التواجد الإيراني في المنطقة، سيقطع شريان الوصل الإيراني وبالتالي يحجم دورها في سوريا”.

ولفت قدور، إلى أنه لا يمكن فصل ما يحدث داخل العراق من قبل الميليشات العراقية التابعة للحشد الشعبي الإيراني عما يحدث في سوريا، معتبراً أنها ضمن سياسية واحدة وخطة كاملة تستهدف القوات الأمريكية.

المفاوضات النووية

وأضاف قدور، أن الظروف الحالية في ظل الجولة السابعة من المفاوضات النووية المستمرة، تتجنب جميع الأطراف التصعيد.

ولا يتوقع قدور، أن يكون هناك تحرك قريب ضد استهداف القوات الأمريكية من قبل إيران.

ومن جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني ، حسين أمير عبد اللهيان، الأربعاء 15 كانون الأول/ديسمبر، أن بلاده لن تقبل أي التزامات تتجاوز الاتفاق النووي الموقع عام 2015.

وهذا التصريحات جاءت في اتصال هاتفي أجراه الوزير مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الإيرانية.

وأشار عبد اللهيان  إلى أن “فريق التفاوض الإيراني المشارك في المفاوضات النووية بفيينا لديه المبادرة والسلطة اللازمتين للتوصل إلى اتفاق جيد، في حين أن التقدم البطيء في المفاوضات يرجع إلى عدم وجود مبادرة من الأطراف الأوروبية”.

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أهمية المفاوضات النووية في فيينا، وقال “الاتفاق النووي وثيقة مهمة ، ونعتقد أن محتواه مفيد للغاية للسلام والاستقرار الدوليين”.

ولم تلتقي الولايات المتحدة الأمريكية وإيرن حول طاولة واحدة طوال فترة المفاوضات، والمتوقع انتهاءها غداً الجمعة 17 كانون الأول/ديسمبر، ويقوم الدبلوماسيين الأوروبين بالتنقل بين وفدي البلدين.

اقرأ أيضاً: استهداف قاعدة التنف: مواجهة إيرانية-أميركية على المثلث الحدودي الأخطر في المنطقة؟

مماطلة إيرانية

الباحث في المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، محمد خير، فند حقيقة المسعى الإيراني في المفاوضات النووية، والذي قال لـ “الحل نت” في وقت سابق، إن “إيران تستهدف إطالة أمد التفاوض مع الدول الكبرى لكسب الوقت لتطوير برنامجها النووي أكثر، لاسيما بعد تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تثبت أن طهران قد تكون وصلت لمراحل خطيرة من تخصيب اليورانيوم”.

ولا يعتقد خيري أن إيران ستعدل عن ميولها التصعيدية، وقال: “أنها دخلت المفاوضات وهي تطلب رفع كامل للعقوبات قبل الحديث عن التوصل لاتفاق فضلاً عن مطالبة واشنطن بفك تجميد 10 مليار دولار لدى البنوك الأمريكية”.

وأشار خيري، إلى أنه “لا يوجد مفاوضات مباشرة لإيران مع الجانب الأمريكي في فيينا ما يشي بأن الجولة السابعة الحالية جس نبض لقياس نية كلا الطرفين حول التوصل لاتفاق”.

ويرى خيري، أنه قد يطول أمد المفاوضات، لأن إيران تنظر للجولة الحالية على أنها الجولة الأولى، وليست السابعة من المفاوضات التي سبق أن بدأها وفد التفاوض في حكومة حسن روحاني.

وأضاف خيري، أن إيران لا تزال  تقوم ببعض الأفعال التي تثير الشكوك حولها خاصة بعد القبض على خلية إرهابية كانت تنوي استهداف المصالح الإسرائيلية في كينيا الإفريقية، وإطلاق الصواريخ الباليستية على المملكة العربية السعودية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.