ضحية بعد أخرى من المدنيين، تتساقط في الريف الشرقي لمحافظة ديرالزور (شرق سوريا)    بشكل متكرر،  بفعل الألغام الأرضية التي زرعتها القوات الروسية على ضفاف نهر الفرات خلال الأشهر الماضية، بحجة وقف عمليات التهريب والتصدي لتسلسل خلايا تنظيم “داعش” الإرهابي إلى مناطق سيطرتهم، لتضاف إلى سجل انتهاكاتهم بحق المدنيين في المنطقة.

واليوم الخميس، قتل صياد سمك  يدعى أبو زهير (نازح من مدينة ديرالزور) وأصيب شقيقه بجروح بليغة، بانفجار لغم أرضي، زرعته القوات الروسية على سرير نهر الفرات من جهة بلدة الصالحة (بريف البوكمال) قبل شهرين.

حادثة مقتل الصياد، جاءت بعد أقل من 24 ساعة من حادثة مقتل الطفل حسن ميزر، بانفجار لغم أرضي روسي، أثناء رعيه للأغنام بأرض زراعية على ضفة النهر من جهة بلدة الطيبة.

مصادر أهلية من المنطقة أفادت لـ “الحل نت” أن “القوات الروسية، قامت على مدى الأشهر الأربعة الماضية، بزراعة ألغام أرضية على سرير نهر الفرات، بدءاً من  منطقة الطابية شامية، وصولاً إلى البوكمال، بحجة وقف حركات التهريب، ومنع تسلل خلايا التنظيم إلى المنطقة”.

إتاوات ورشاوي

أحد أصحاب العبارات النهريبة، فضل عدم كشف اسمه، قال لـ “الحل نت” إن “الروس باتوا يشرفون على أهم المعابر النهرية في المنطقة، والتي تصل بين ضفتي نهر الفرات، لما يجنوه من فوائد مادية كبيرة، يتقاضوها من الإتاوات والرشاوي المفروضة على  المدنيين القادمين من مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) شمال شرق النهر”.

ولكي يحصروا التجار ممن يحاولون التملص من الإتاوات، وإجبارهم على اعتماد المعابر التي تقع تحت سيطرتهم، أقدمت القوات الروسية على تفخيخ الأراضي الممتدة على  طول السرير النهري في خط الشامية، ضاربة بعرض الحائط أمن المدنيين والأخطار الكبيرة التي تهدد حياتهم نتيجة ذلك.

وهنا يمكت تحديد أهم المعابر في دير الزور بالتالي: حيث يعد معبر محيميدة- عياش، الوحيد الذي يصل بين مناطق “قسد” والحكومة السورية في الريف الغربي للمحافظة، بينما يبلغ تعداد المعابر النهرية في الريف الشرقي عشرة معابر، أبرزها معبرا الشحيل والحوايج.

شبكات محلية من المنطقة أبزرها” فرات بوست”، وثقت خلال الشهرين الماضيين،  مقتل 12 مدنياً ضمنهم أطفال ونساء، بحوادث متفرقة،  بانفجار ألغام روسية على الضفة الغربية لنهر الفرات.

تناوب روسي إيراني

وفي ذات السياق، لم تقتصر عمليات زراعة الألغام على الروس وحسب، حيث تناوبت المهمة بينهم وبين مليشيات الحرس الثوري الإيراني، والتي قامت بتفخيخ جميع المناطق المحيطة بمقراتها وأماكن انتشارها شرقي المحافظة مؤخراً، غير مبالية بأمن وسلامة المدنيين، وحجتها لذلك، التصدي لهجمات خلايا تنظيم داعش أو خلايا تتبع لجهات خارجية معادية وفق قولهم.

مصادر محلية تحدثت لمراسل (الحل نت)  في خبر سابق، عن تخوفهم من عمليات زراعة الألغام وخاصة في المناطق القريبة من أماكن عملهم أو الطرقات التي يسلكونها للوصول إلى أراضيهم الزراعية أو أماكن رعي مواشيهم.

وزرع الألغام استراتيجية اتبعتها أطراف عدة في النزاع السوري، أبرزها تنظيم داعش،  الذي عمد إلى تفخيخ أجسام عدة من أبنية وسيارات وأدوات منزلية وعبوات غذائية في المناطق التي كان ينسحب منها.

وتعد الألغام والأجسام المتفجرة من الملفات الشائكة المرتبطة بالحرب السورية المستمرة منذ العام 2011.

وقد سجلت سوريا العام الماضي، وفق التقرير السنوي لمرصد الألغام الأرضية، أكبر عدد من ضحايا الألغام، متقدمة على أفغانستان، حيث بلغ 2729 بين قتيل ومصاب، وهي بلد غير موقع على معاهدة حظر الألغام.

والجدير بالذكر أن اللجنة الدوليّة للصليب الأحمر، أكدت مطلع نيسان/ أبريل الماضي، أن الحرب في سوريا أدت إلى وقوع أكثر من 11 مليون شخص تحت خطر الألغام الأرضية، ومخلفات الحرب القابلة للانفجار.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.