في الآونة الأخيرة أبدت روسيا اهتماماً واضحاً بمدينة بصرى الشام وآثارها، وأرسلت العديد من الوفود الثقافية لزيارتها.

وقال علاء الصلاح، مدير آثار بصرى الشام، إن خبراء روس في الأكاديمية الثقافية الروسية ومتخصصين في مجال الآثار وترميمها، قاموا بإجراء مسح جوي بالطيران المسير للمدينة القديمة بشكل كامل.

اقرأ أيضا: برعاية روسية.. هل تؤسس “بصرى الشام” لحكم ذاتي في درعا؟

توثيق الأضرار في بصرى الشام

وأشار الصلاح، إلى أن هذه الخطوة من أجل توثيق الأضرار التي أصابت آثار بصرى الشام، ومن أجل وضع خطة مبدئية لإعادة إحيائها وترميمها بموجب تصور إلكتروني ثلاثي الأبعاد، بحسب ما نقلت إذاعة “شام إف إم”.

وأضاف مدير آثار بصرى الشام، أن هناك تواصلاً مع منظمة ألمانية للعمل من أجل تسليط الضوء على الأضرار وتهجير السكان الذين كانوا يعملون بالسياحة والمهن التقليدية ودُمِرت بيوتهم وورشات عملهم.

كما تحدث الصلاح، عن العقوبات المفروضة على سوريا وتأثيرها على القطاع السياحي، ومنع منظمات عديدة من العمل وتمويل المشاريع.

وتوقفت حركة السياحة في مدينة بصرى الشام منذ عام 2011 تماماً.

خطة روسية للاستيلاء على آثار سوريا

وتعمل روسيا للسيطرة على مواقع تاريخية وأثرية في سوريا، وذلك بحجة إعادة ترميمها وتأهليها، بعد تعرضها للدمار والتخريب جراء القصف الحكومي والروسي والمعارك.

وقامت روسيا بتسليم حكومة دمشق في آب 2020 نموذجاً ثلاثي الأبعاد لمدينة تدمر القديمة أعده متخصصون روس، بهدف تنفيذ أعمال الترميم بالتنسيق مع اليونسكو ومديرية الآثار في سوريا، بحسب مسؤولة في متحف “أرميتاج” الروسي.

كما تهدف روسيا إلى الحصول على تمويل من أجل إعادة ترميم المناطق الأثرية والتاريخية، وذلك من خلال لفت نظر العالم إلى حجم الدمار في المنطقة.

وفي شباط 2020، نشرت مجلة “OZY” الإعلامية العالمية، مقالًا بعنوان “هدف روسيا التالي في سوريا هو إرثها”، وجاء فيه أن روسيا أصبحت تجد المواقع الثقافية القديمة أحدث طرقها لاكتساب النفوذ في الشرق الأوسط.

آثار بصرى الشام ضحية؟

وتعرف مدينة بصرى الشام، بأنها أغنى وأقدم مدن مناطق جنوب سوريا، وفيها عددا كبيرا من المعالم التاريخية، أهمها المدرج الروماني، والذي كان ضمن سيطرة القوات الحكومية واتخذته مقراً أمنياً، وتحولت العديد من هذه المعالم إلى ثكنات عسكرية ومنعت السكان وزوار هذه المعالم من الاقتراب منها.

اقرأ أيضاً: درعا: أهالي بصرى الشام يرفضون طلباً روسيّاً بشأن الانتخابات الرئاسيّة

بينما تحول المدرج الروماني إلى معتقل يتبع للقوات الحكومة.

ودمرت العديد من الآثار بشكل كلي أو جزئي، مثل الكاتدرائية قرب الجامع الفاطمي وسط المدينة، والتي تعود إلى العهد البيزنطي، حيث تدمر جزئيا في البناء الخارجي.

وتدمر الجزء الأعلى من الكليبة -سرير بنت الملك- وتمت تسويته بالأرض، وفق تقرير نشرته الجزيرة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.