يبدو أنّ حركة طالبان وبعد سيطرتها على البلاد، باتت تنتهج سياسة جديدة ضد من كانت تستعملهم في حربها لإعادة سيطرتها على أفغانستان. سياسة طالبان الجديدة بشأن الجهاديين هدفت إلى منع تسلل الجهاديين الذين يلتمسون اللجوء إلى أفغانستان لعيش شهر العسل الذي يأملون به داخل الإمارة الإسلامية.
تحالف طالبان الجديد ضد الجهاديين
يقول الشرعي السباق في هيئة تحرير الشام، أبو عبد الله الدرعاوي، لـ”الحل نت”، أنّ السياسية التي تنتهجها الجماعات الإسلامية الراديكالية ذاتها في كافة البلدان. فطالبان من أجل انخراطها مع المجتمع الدولي وكشف عزلتها تعمل على تسليم وسجن الجهاديين القادمين إلى أراضيها.
وبحسب الدرعاوي، فإن سياسة طالبان ضد الجهاديين ذاتها طبقها “أبو محمد الجولاني”، قائد هيئة تحرير الشام في شمال غربي سوريا. من خلال تعاونه مع الدول العظمى في تسليم الجهاديين الدوليين والإفصاح عن أماكنهم لاستهدافهم من قبل طيران التحالف الدولي.
إحدى الدول التي تحالفت معها حركة طالبان، هي أوزبكستان التي تسعى الأولى لإبقاء طرق التجارة عبر أفغانستان مفتوحة مع طشقند. ومن أجل ذلك تم تبادل المعلومات مع المسؤولين الأوزبكيين حول الجهاديين المتواجدين في أوزبكستان الذين رأوا من حركة طالبان إلهام لمحاولة تغيير الحكومة الأوزبكية.
اقرأ أيضا: أثر طالبان على سوريا: ماذا عنى سقوط كابل لجهاديي المعارضة وميلشيات السلطة؟
أعضاء “حزب التحرير” إلى السجون
في نوفمبر/تشرين الثاني الفائت، اعتقلت السلطات الأوزبكية ستة من قادة جماعة “حزب التحرير” في بلدة كيزيل كيا جنوب البلاد. الاعتقال تم بالتنسيق مع عناصر الأمن الداخلي لحركة طالبان.
“حزب التحرير” هو منظمة عالمية مقرها لندن وهدفها هو توحيد جميع الدول الإسلامية في خلافة إسلامية، على الرغم من أنها تقول إنها تستخدم الأساليب السلمية لتحقيق هذا الهدف، حسب تعبيرها.
وبحسب مصادر في سلطات طشقند، فإنّهم باشروا منذ سبتمبر/أيلول الفائت بحملة اعتقالات طالت 200 شخص. وهي كجزء من عملية عودة الأمان للمنطقة، معظمهم من جماعة حزب التحرير المحظورة داخل البلاد.
ووردت تقارير صحفية، أنه في 30 أكتوبر/تشرين الأول، أنّ أوزبكستان اعتقلت أحد أعضاء الذين قاتلوا في تنظيم “داعش” في سوريا من 2015 إلى 2021.
وعاد الجهادي، إلى آسيا الوسطى بنية تنفيذ هجوم إرهابي في إحدى دول آسيا الوسطى. متخذاً من إيران ثم أفغانستان طريقا لعودته.
اقرأ المزيد: حركة طالبان في مواجهة الدولة المدنية؟
لماذا يأتي الجهاديون إلى أفغانستان؟
يقول الدرعاوي، لـ”الحل نت”، أنّ حركة طالبان -وهي منظمة إسلامية مسلحة، في عام 1994 كحركة دينية وسياسية- سيطرت في عام 1996 على معظم مقاطعات البلاد واستمرت في قتال ضد الحكومة المركزية. وخلال هذه المدة استقطبت كافة الجهاديين الإسلاميين من الشرق الأوسط ودول شرقي آسيا.
ويرى الدرعاوي، أنّ أحد أسباب وصول طالبان إلى السلطة هو أنها أعطت الأمل في الاستقرار للجهاديين بعد سنوات من الحرب الأهلية والصراع. حديث وعدوا بالسلام والأمن للأفغان والجهاديين الأجانب الذين عاشوا في الحرب لأكثر من 30 عامًا.
ونما نفوذهم في أفغانستان مع تضاؤل الدعم الدولي للحكومة المركزية. كما واستخدموا المساعدات الإنسانية لصالحهم من خلال إقناع عناصرهم بأنهم كانوا يقدمون الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم والمياه. بينما كانوا في الواقع يأخذون فقط ما تم منحهم مجانا من المانحين الأجانب.
وعليه يرى الدرعاوي، أنّ انقلاب حركة طالبان على الجهاديين القادمين إلى أفغانستان، أنّها علامة على الديناميكيات المتغيرة في المنطقة. حيث تسعى طالبان لعدم وصول دعم بشري لتنظيم “داعش” داخل البلاد وتزايد فرصهم بالحصول على السلطة والأرض.
قد يهمك: بعد أكثر من 100 يوم على حكم “طالبان” .. مستقبل أفغانستان لايزال في دائرة السؤال
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.