“فكر المهندس وسليماني” داخل الجامعات العراقية: هل يسمح الجامعيون بذلك؟

“فكر المهندس وسليماني” داخل الجامعات العراقية: هل يسمح الجامعيون بذلك؟

خطوة لافتة، قامت بها الجماعات العراقية الموالية إلى إيران، البارحة، بمحاولتها “نشر فكر المهندس وسليماني” في الجامعات العراقية، فما أبعاد ذلك؟ وما خطورته؟

بدأت الخطوة، عبر قيام جماعة تطلق على نفسها “أبناء المهندس”، بتوزيع استبيان في إحدى جامعات واسط، يحتوي على 4 أسئلة، تتعلق بـ المهندس وسليماني.

كانت الأسئلة كالتالي: “من هو العدو الأول للعراقيين؟، وماذا يعني لك الحاج أبو مهدي؟، وماذا يعني لك الحاج قاسم؟، وهل ترغبون بإحياء فكر “القادة الشهداء” في الجامعات وترونه ضروريا؟”.

الفكرة بالسؤال الأخير، حيث طلب الاستبيان ممن يرغب بنشر “فكر المهندس وسليماني” ملء معلومات تتعلق باسم وعنوان الطالب الموافق، وحساباته على منصات “التواصل الاجتماعي”. 

تحذير من خطورة الخطوة

في هذا السياق، يحذر الكاتب والمحلل السياسي، علي البيدر، من إقحام المؤسسة التعليمية وخاصة الحرم الجامعي بالسياسة، ويرى أنه من الواجب الحفاظ على استقلالية التعليم.

ويعرج البيدر في حديث مع “الحل نت”، على أن المعارضين لنظام صدام حسين، كانوا ينتقدون ممارسته التعبئة لصالح السلطة عبر المؤسسات التعليمية، مستغربا من محاولتهم اليوم وهم يمسكون بزمام السلطة، إعادة استخدام نهج حسين.

ويلفت البيدر إلى أن، الجماعات الموالية لإيران، تحاول من خلال ممارستها الأخيرة، ترسيخ فكرة الحرب لدى الشباب العراقي، عبر طلبة الجامعات، وهي نقطة غاية في الخطورة، بحسبه.

وما يزيد من تلك الخطورة، هو ضعف الدولة في مواجهة تلك الجماعات واستمرارها على سياسة التجنب بدل المواجهة، وهو ما يشجع “الجماعات الولائية” على الاستمرار قدما لتكريس فكرتها داخل الجامعات، وفق البيدر.

للقراءة أو الاستماع: القضاء العراقي يكشف تطورات التحقيق بمقتل “سليماني والمهندس”

لكن البيدر الذي يستبعد قدرة الدولة على كبح خطوة الجماعات الموالية لإيران، يرى أن الشباب الجامعي، هو الذي سينتصر؛ لأنه يبحث عن فكرة “السلم” لا “الحرب”، وهو ما سيجعله يرفض نشر “فكر المهندس وسليماني” في الحرم الجامعي، المبني على “عسكرة المجتمع”.

خطوات سابقة مماثلة!

من جهته، يبين الأكاديمي، سليم كاظم لـ “الحل نت”، أن هذه ليست المرة الأولى التي تحاول فيها “الجماعات الولائية”، نشر “فكر المهندس وسليماني” وسط الجامعات العراقية.

إذ سبق وأن أقامت، العام المنصرم، مهرجانات في جامعات عديدة ومنها جامعة بغداد، بالتزامن مع الذكرى الأولى لمقتل سليماني والمهندس، وسط الحرم الجامعي، حسب كاظم.

ويشير إلى أن، تلك الجماعات بدأت منذ مطلع هذا الشهر، بالتهيئة لمهرجانات مماثلة وإقامتها داخل الجامعات، أيضا بالتزامن مع الذكرى الثانية لمقتل الجنرال الإيراني، قاسم سليماني، والجنرال العراقي، أبو مهدي المهندس.

للقراءة أو الاستماع: تقريرٌ أميركي: الوضع قابل للاشتعال قبل “سنوية” مقتل سليماني والمهندس

ويعتبر كاظم، أن تلك المهرجانات والاستبيان الأخير لنشر “فكر سليماني والمهندس”، تسعى لترسيخ “الكراهية والحرب” في عقول الشباب الجامعي.

ويتفق كاظم مع حديث البيدر، بأن الدولة ضعيفة بمواجهة الجماعات الموالية لإيران، غير أن الشباب الجامعي، هو الذي سيرفض تلك الأفكار.

تفاصيل عن المهندس وسليماني

وعن اعتقاده ذلك، يوضح كاظم، بأن الشباب الجامعي، كان روح “انتفاضة تشرين” التي خرجت ضد تلك الجماعات أصلا، وبالتالي، فإنه من الصعب تغيير قناعات ذلك الشباب، على حد قوله.

يشار إلى أن قاسم سليماني، كان يشغل منصب قائد “فيلق القدس” التابع لـ “الحرس الثوري الإيراني”، الذي يتزعمه المرشد الإيراني، علي خامنئي.

للقراءة أو الاستماع: عبد المهدي يكشف ما حدث قبل ساعات من مقتل “سليماني والمهندس”

أما أبو مهدي المهندس، فقد كان قائد ميليشيا “كتائب حزب الله” الموالية لإيران، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق.

وقتل المهندس وسليماني معا بضربة جوية أميركية، بتاريخ 3 كانون الثاني/ يناير 2020، قرب مطار بغداد الدولي، بتوجيه من الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.