تشهد محافظة درعا فوضى أمنية خطيرة منذ يوليو/تموز 2018 عندما سيطرت القوات النظامية عليها. انتشار عمليات القتل والسرقة والاختطاف في عموم المحافظة لم يتراجع حتى اللحظة. فيما يتعرض الأطفال بشكل خاص لخطر الاختطاف أو القتل بسبب صغر سنهم وسهولة ابتزاز أهاليهم، وهو ما حدث مؤخرا إذ طلبت عصابة نصف مليار ليرة سورية لقاء إطلاق سراحها لطفل في شمال درعا.

500 مليون ليرة!

ناشدة عائلة الطفل فواز محمد القطيفان، المنحدر من بلدة إبطع، أهالي المنطقة والمغتربين خارج البلاد من أجل مساعدتهم في جمع الفدية التي طلبتها عصابة خطفت ابنهم منذ حوالي شهرين.

وقالت العائلة في بيان لها، أن العصابة تواصلت من ذوي الطفل البالغ من العمر 6 سنوات، الأحد الفائت، وطلبت منهم مبلغ مالي وقدره 500 مليون ليرة سورية، أي ما يعادل نحو 140 ألف دولار أميركي، لقاء الإفراج عنه.

وذكر بيان العائلة، الذي اطلع عليه “الحل نت”، «نناشدكم أهالي حوران ونناشد كل فاعل خير من داخل حوران الخير وخارجها، بتقديم المساعدة وتفريج الهم عن ذوي الطفل ومد يد العون من خلال التبرع في سبيل إعادته إلى بيته وإسعاد والديه برجوعه، وهذا يتطلب كرمكم وسخاءكم، ونحن على ثقة بكم إخواني بالمسارعة في كشف كربتنا».

ووفقا للمعلومات المتداولة، فإن القطيفان خطف في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني 2021، حيث تم اختطافه من قبل اثنين ملثمين يستقلان دراجة نارية، توجهوا به غربي بلدة إبطع، وذلك أثناء توجهه إلى مدرسته.

اقرأ أيضا: الفوضى الأمنية في درعا تتصاعد: اللجان المركزية ذراع دمشق ضد “المتمردين”؟

انتشار ظاهرة خطف الأطفال

يقول الناشط، عمر الحوراني، لـ”الحل نت”، إنه أصبح انتشار الاختطاف قضية رئيسية في درعا، والعبء يقع على عاتق السكان المحليين. فالأطفال هم الأكثر تضررا من قبل الجماعات المنظمة وليس الأفراد.

ويشير الحوراني، إلى أن ظاهرة الخطف في درعا اتخذت أشكالاً مختلفة بمرور الوقت، أبرزها عمليات منظمة من أجل الفدية. في هذا القسم،  وتطور اختطاف الأطفال من درعا على مدار السنوات التي أعقبت اتفاقية التسوية إلى الاختطاف في وضح النهار دون تشديد أمني يذكر.

وأوضح الحوراني، أن آخرها كان خطف المواطن يوسف احمد عبد القادر الزعبي، والذي أفرج عنه، أمس الأحد، بفدية مالية بعد اختطافه من قِبل مسلحين مجهولين في بلدة الطيبة في الريف الشرقي من داخل منزله. مشيرا إلى أن الزعبي هو أحد العاملين في الإمارات ووصل إلى منزله في إجازة سنوية.

وفي السياق ذاته، ذكر موقع “تجمع أحرار حوران”، أن خاطفو الشاب أحمد جمعة حسين البردان. طلبوا ذويه القاطنين في مخيم الزعتري بالأردن، بمبلغ 175 مليون ليرة سورية مقابل الإفراج عنه. وهو ينحدر من مدينة طفس، جرى اختطافه منذ نحو 18 يوما أثناء خروجه لبيع دراجته النارية في المدينة.

والجدير ذكره، أن درعا سجلت خلال العام الفائت، ما لا يقل عن 31 عملية ومحاولة خطف بحقّ أطفال. كما أن بعضها وقع بالقرب من حواجز تابعة للأجهزة الأمنية السورية. حيث شكلّ ازدياد هذه الظاهرة، مصدر رعب كبير لدى الأهالي في محافظة درعا، نظراً لبقاء منفذيها مجهولين.

قد يهمك: عمليات السطو المُسلح في درعا.. 12 قتيلا بينهم سيدة خلال عام

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.