الفوضى الأمنية في درعا تتصاعد: اللجان المركزية ذراع دمشق ضد “المتمردين”؟

الفوضى الأمنية في درعا تتصاعد: اللجان المركزية ذراع دمشق ضد “المتمردين”؟

يثير تصاعد الاغتيالات في درعا والفوضى الأمنية في المحافظة تساؤلا حول جدوى عمليات التسوية التي تجريها القوات النظامية. مع هذا العدد المتزايد من الاغتيالات، من الصعب التكهن بالكيفية التي سيتطور بها الوضع في المستقبل. لكن اللافت في الأمر هذه المرة هي مشاركة اللجان المركزية (وهي إحدى الأدوات التي استطاعت الحكومة من خلالها فرض التسوية على أبناء المحافظة) في الأعمال القتالية ضد المعارضين للتسوية، فهل باتت اللجان عصا الحكومة ضد أبناءها؟

تصاعد الاغتيالات في درعا يثير قلقا

تشير إحصائية “مكتب توثيق الشهداء في درعا” لشهر نوفمبر/تشرين الثاني الفائت، إلى 48 عملية ومحاولة اغتيال في درعا، وانقسمت على ريف درعا الغربي (32 عملية)، والريف الشرقي (16 عملية).

https://twitter.com/rdwanalshhwan/status/1475120287998001160?s=20

خلال الأسبوع الفائت، قتل ما لا يقل عن 7 أشخاص في درعا باستهداف مباشر، كان أبرزهم رئيس بلدية النعيمة شرقي المدينة، والقيادي المحلي في مجموعات الأمن العسكري علاء اللباد المُلقب بـ “الجاموس” في مدينة الصنمين، بالإضافة إلى قيادي رفض إجراء التسوية مع أخيه في مخيم درعا.

وقتل رئيس بلدية النعيمة علاء العبود، الخميس الفائت، متأثرا بإصابته جراء تفجير عبوة ناسفة بسيارته في حي الكاشف بمدينة درعا. كما أدى انفجار عبوة ناسفة من القضاء على اللباد، والذي يقود مجموعات اللجان الشعبية ضمن جهاز الأمن العسكري بمدينة الصنمين. وذلك بعد انضمامه لصفوفها منذ سنوات، بعد أن كان يعمل قبل ذلك ضمن فصائل محلية في منطقة الجيدور بريف درعا الشمالي.

أما في درعا، وتحديداً في حي المخيم، أسفرت اشتباكات الخميس الفائت، عن مقتل ثلاثة أشخاص. وبينهم أحمد حرفوش شقيق القيادي السابق بفصائل المعارضة مؤيد حرفوش الملقب بـ”أبو طعجة”. والذي استغلته الحكومة السورية سابقا كذريعة لحصار درعا البلد.

اقرأ المزيد: عمليات السطو المُسلح في درعا.. 12 قتيلا بينهم سيدة خلال عام

الاشتباكات بأسلحة اللجان المركزية

كان من المفترض أن تضع اتفاقية وقف التسوية التي فرضتها الحكومة السورية برعاية روسيا حدا للفوضى الأمنية في درعا، عبر سحب السلاح من أيدي الفصائل التي كانت تنتمي للمعارضة السورية، لكن هذا لم يحدث حتى الآن. تشير الحقائق إلى عدم وجود تغيير ملموس. لكن اللافت  في الأمر هو ظهور السلاح مع عناصر اللجان المركزية داخل المدينة بعد أنّ كانت دمشق قد روجت إلى سحبها لكافة الأسلحة من المحافظة.

https://twitter.com/Nt6iN/status/1475114725063208969?s=20

ويقول لـ”الحل نت”، المقاتل وليد الحرفوش، وهو أحد العناصر التي بقيت في المخيم ورفضوا التسوية، أن القوات النظامية وضعت استراتيجية جديدة لها في درعا. وكلفت اللجان المركزية بالقضاء على من يعارض الحكومة السورية.

وأوضح الحرفوش، أن الاشتباكات التي اندلعت في حي طريق السد والمخيم إحدى أحياء درعا البلد، جرت بين مسلحين محليين بقيادة “الحرفوش” من جهة، والملقب “أبو شلاش” أحد أعضاء اللجان المركزية في درعا البلد من جهة أخرى.

ويعود سبب الخلاف، طبقا لحديث الحرفوش، لعمليات الاغتيال التي يُتهم فيها “أبو طعجة” بدرعا البلد. والتي طالت شخصيات مقربة من الحكومة السورية، وأخرى من حملة بطاقات التسوية.

اقرأ أيضا: “عالم مظلم”.. لصوص الكابلات في درعا يقطعون الاتصالات

ضبط أسلحة وأجهزة اتصال في درعا

وفي تصريح للمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرينتيف، لصحيفة “كوميرسانت” الروسية، قال إن الإدارة الأميركية مسؤولة عن تعثر المصالحة في درعا. وذلك بعد سؤاله عن أن الحراك الجديد الرامي للمصالحة في درعا سيكون مستداما. بعد جولة تصعيد اختتم بها الحراك الأول من هذا النوع الذي تم إطلاقه عام 2018.

وأشار لافرينتيف، إلى أنه يأمل دائما في أن أي مصالحة ستكون طويلة الأمد. مضيفا «وللأسف لم تكن المصالحة في درعا كذلك لسبب بسيط واحد. وهو التدهور الحاد للوضع الاقتصادي والاجتماعي بفضل مساعي صديقنا السيد جيمس جيفري، في فرض سياسة الضغط القصوى على سوريا».

ويرى الناشط من مدينة درعا، عمر الحوراني، خلال حديثه لـ”الحل نت”، أن روسيا تعي فشلها في المصالحتين. ولذلك تتذرع عبر مسؤوليها بالتدخل الأميركي في سوريا من أجل تحميله سبب فشلها في الأمور التي تتدخل فيها. دون النظر إلى سبب المشكلة.

وفي سياق موازٍ، بثت وكالة الأنباء السورية “سانا”، صورا لأسلحة قالت إنها ضبطت في درعا، حيث شملت رشاشات PKC وعدداً كبيراً من البنادق الآلية وقواذف RPG مع حشواتها. وقناصات وطلقات رشاش دوشكا ورشاشا عيار 14.5  ملم ومدفع هاون عيار 122 ملم. مع قذائف ورمانات يدوية وأجهزة اتصال وطيارة استطلاع صغيرة وعبوات ناسفة وألغاماً مضادة للدروع.

فيما تحدث موقع “درعا 24″، أن «هذه الأسلحة هي ذاتها التي تم تسليمها ضمن القرى والبلدات خلال عمليات التسوية التي بدأت في المحافظة منذ مطلع أيلول / سبتمبر 2021، وبأن الجهات الأمنية بين الحين والآخر تبادر إلى تصويرها وعرضها على أنه تم ضبطها في المحافظة».

وتجدر الإشارة إلى أن التسوية الأخيرة التي حدثت في سبتمبر/أيلول الفائت، لم تختلف عن تلك التي حدثت في 2018. إذ لم تتوقف الاغتيالات في المحافظة حتى اليوم، بل ازدادت وتيرتها، ويعتبر الوضع الأمني في أسوأ حالة. حيث لا تمر 24 ساعة دون وقوع عدة حوادث اغتيال أو محاولات اغتيال.

قد يهمك: درعا.. مطامع روسيّة بآثار بصرى الشام

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.