داعش بالمناطق المتنازع عليها: هل من حل بين بغداد وأربيل لقضية “الأراضي المحرّمة”؟

داعش بالمناطق المتنازع عليها: هل من حل بين بغداد وأربيل لقضية “الأراضي المحرّمة”؟

تحركات تنظيم داعش بالمناطق المتنازع عليها في العراق تتكرر بشكل متصاعد، ما يثير قلق المراقبين والمحللين العسكريين.

ويقوم التنظيم المتشدد بمهاجمة قوات البيشمركة الكردية والمدنيين في المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل. أي المناطق الفاصلة بين القوات العراقية، التابعة للحكومة المركزية، وقوات البيشمركة.

وخلال أقلّ من أسبوع، شن تنظيم داعش بالمناطق المتنازع عليها أكثر من خمس هجمات. استهدفت قوات البيشمركة في مناطق “كفري” بمحافظة ديالى، و”خضرجيجة” في محافظة نينوى، وقرية “لهيبان” بناحية “سركران” بمحافظة كركوك. ومناطق أخرى.

مختصون أشاروا إلى أن تنظيم داعش في العراق ضمن المناطق المتنازع عليها يستغلّ الخلاف السياسي الحاصل بشأن نتائج الانتخابات العراقية الأخيرة. والتي رافقها تظاهرات واعتصامات للقوى الخاسرة في الاقتراع.

تنظيم داعش بالمناطق المتنازع عليها يحرق البيوت ويُهجّر السكان

وأعلن مسؤولٌ محلي في كركوك عن سيطرة تنظيم داعش على قرية “لهيبان”، التابعة لناحية “سركران” بقضاء “الدبس” بمحافظة كركوك. وطرد سكانها وحرق منازلهم.

وقال “رمضان عثمان”، عضو مركز حزب الاتحاد الوطني الكردستاني في كركوك، إن «داعش بالمناطق المتنازع عليها يقوم، وبشكل يومي، بالنزول من جبال قراجوغ، الواقعة بقضاء مخمور. ويحتل قرى وأراضٍ متعددة».

لافتاً، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «هناك قرى لايوجد فيها بيشمركة أو قوات أمنية عراقية. وهي تعاني من الفراغ الأمني، الذي يستغلّه عناصر داعش للسيطرة عليها ليلاً. خاصة في الأيام التي تشهد أجواءً ضبابيةً وأمطاراً. ويقوم بفرض الإتاوات على سكان تلك القرى من المزارعين».

وأضاف: «هذه المشاهد تتكرر منذ أكثر من عام. وبالرغم من العمليات المتكررة للقوات العراقية للسيطرة على جبال قراجوغ، إلا أن تلك المنطقة ما تزال عاصمةً لتنظيم داعش. ينطلق منها لتنفيذ عملياته في المحافظات المختلفة».

وسقط أكثر من عشرين عنصراً من البيشمركة بين قتيل وجريح. إثر معارك ضارية خاضوها مع عناصر تنظيم داعش في العراق ضمن المناطق المتنازع عليها. وخاصة في مناطق مخمور، الواقعة بين محافظتي أربيل ونينوى.

الفراغات الأمنية موطن داعش

“جبار الياور”، الأمين العام لوزارة البيشمركة في حكومة إقليم كردستان، أكد أن «المناطق المتنازع عليها بين الحكومة العراقية وإقليم كردستان تمتد من قضاء “خانقين” في محافظة ديالى، إلى منطقة “سحيلة” في محافظة دهوك على الحدود السورية».

مشيراً، في حديثه لموقع «الحل نت»، إلى أن «هناك فراغات أمنية بين الجيش العراقي والبيشمركة. مسافتها حوالي أربعين كيلومتراً عمقاً. وطولها حوالي عشرين كيلو متراً. وهذه المناطق لاتوجد بها أية قوة عسكرية. وبهذه الطريقة يتحرّك تنظيم داعش في العراق ضمن المناطق المتنازع عليها».

وأوضح أن «داعش يستغلّ هذه الفراغات الأمنية. وينتشر بتلك المناطق. ويهيّئ عناصره. ويخزّن أسلحته. ويتدرّب في مواضع جبلية. ينطلق منها لتنفيذ العمليات في محافظات ديالى ونينوى وكركوك وصلاح الدين».

“ياور” يؤكد أن «وجود التحالف الدولي والقوات الأميركية ضرورة ملحة في هذا التوقيت الحساس. لأن انسحابها سيترك فراغاً في المجال الجوي والاستخباري. سيستغله التنظيم المتشدد لشن مزيد من الهجمات».

وبحسب المادة 140 من الدستور العراقي فإن المناطق الممتدة من خانقين إلى سنجار تُسمى «مناطق متنازع عليها بين بغداد وأربيل. وتحلّ مشكلتها عن طريق استفتاء شعبي، يحدد مصير إدارتها».

اتفاقٌ أولي للتصدي لتنظيم داعش بالمناطق المتنازع عليها

اللواء “تحسين الخفاجي”، المتحدث باسم غرفة العمليات المشتركة العراقية، أعلن التوصّل لاتفاق أولي مع قوات البيشمركة الكردية، حول التنسيق والتعاون الأمني في المناطق المتنازع عليها.

موضحاً، في حديثه لموقع «الحل نت»، أنه «تم الاتفاق على بداية التنسيق والتعاون. وتشكيل مراكز مشتركة بين القوات الأمنية العراقية وقوات البيشمركة في قضاء “كفري” بمحافظة ديالى. بوصف هذا خطوة أولى».

وكان تنظيم داعش بالمناطق المتنازع عليها قد هاجم ناحية “كولاجو”، التابعة لقضاء “كفري”، على الحدود الإدارية بين محافظتي السليمانية وديالى. وأدى الهجوم لسقوط ضحايا من قوات البيشمركة.

حكومة إقليم كردستان أصدرت بياناً رسمياً أشارت فيه إلى أن «التنسيق والتعاون بين البيشمركة والقوات العراقية، لإدارة الملف الأمني في المناطق المتنازع عليها، بات ضرورة قصوى».

داعش يتحرّك في بقعة جغرافية معقدة

الخبير العسكري “أعياد الطوفان” يؤكد أن «الفراغات الأمنية في المناطق المتنازع عليها، والتي تُسمّى بالأراضي المحرّمة، هي نقطة الضعف التي يستغلّها داعش».

ويضيف، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «هذه المناطق تقع ضمن بقعة جغرافية معقدة ووعرة جداً. مليئة بالتلال والجبال. وبالتالي يصعب السيطرة عليها بشكل منفرد. سواءً من بغداد أو أربيل».

ولفت إلى أن «ضبط تلك المناطق يحتاج لتعاون أمني. وانتشار عسكري مشترك. عبر غرفة عمليات واحدة تتواجد بها البيشمركة والجيش العراقي. مع إسناد من التحالف الدولي، الذي يمتلك الطائرات والأجهزة الحديثة. القادرة على رصد تحركات داعش بالمناطق المتنازع عليها».

واختتم حديثه بالقول: «بقاء الفراغ الأمني يعني تطوّر عمليات داعش خلال الفترة المقبلة. وربما سيتمكن من السيطرة على مواقع جديدة».

مقالات قد تهمك: بعد تحريرهن من أسر داعش في العراق: معاناة “ناجيات تلعفر” اللواتي لم يسمع بهن أحد

وكانت قوات البيشمركة الكردية قد انسحبت من المناطق المتنازع عليها، في تشرين الأول/أكتوبر من عام 2017، على أثر استفتاء إقليم كردستان. والعمليات العسكرية، التي شنتها القوات الأمنية العراقية. تحت عنوان فرض القانون.

ومنذ ذلك الحين تتجدد مطالب القيادات الكردية بضرورة إعادة قوات البيشمركة. لإنهاء خطر تنظيم داعش في العراق ضمن المناطق المتنازع عليها. والسيطرة على الوضع الأمني. لكنّ أحزاباً من مختلف المكونات ترفض عودة تلك القوات بشكل قطعي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.