في موقف مصر في سوريا يثير الغموض، تشير التكهنات إلى أن مصر قد تبيع سرا لإيران طائرات Su-35 الروسية التي تعاقدت عليها.

إذ أصبح هذا ممكنا أكثر فأكثر بسبب ضغوط المناخ السياسي الحالي والمحادثات الأخيرة حول إلغاء شراء هذه الطائرات لأسباب مالية. ما يطرح التساؤلات حول استمرار موقف مصر ودورها الخفي في سوريا عبر دعم طهران؟

طهران تتجهز للانقضاض على الصفقة

تأتي هذه التكهنات، بعد أن هددت الحكومة الأمريكية بفرض عقوبات على مصر بموجب قانون مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات (CAATSA)، إذا لم توافق القاهرة على “تخفيض كبير” في مشترياتها من الأسلحة والمعدات الروسية. قد يؤدي التهديد إلى مواءمة هذه الصفقة التي تبلغ حوالي ملياري دولار، دون النظر للآثار المترتبة على الاقتصاد المصري.

ويعود تاريخ الصفقة إلى عام 2018، وتم تأكيدها في مايو/أيار 2020، حيث وقعت روسيا صفقة مع مصر لبيع 24 إلى 26 طائرة مقاتلة من طراز Su-35، مع خيار 36 طائرة أخرى، ويعتقد أنه تم تصنيع 15 أو 16 طائرة بالفعل وجاهزة للتسليم. إذ تعد هذه خطوة كبيرة لمصر حيث تسعى لاستبدال أسطولها القديم من طائرات MiG-21 و MiG-23.

وبحسب تقرير للمجلس الأطلسي نشر نوفمبر/تشرين الثاني 2021، لم يتم تسليم الطائرات بعد، بسبب احتمال فرض عقوبات أمريكية على مصر بموجب قانون خصوم أمريكا.

ووفقا للتقرير، فإن الأطراف الثلاثة توقفت، روسيا وأمريكا ومصر، عن الحديث عن صفقة السوخوي، ما يؤكد تخوف القاهرة من العقوبات الأميركية والتي فرضتها سابقا على تركيا بسبب صفقة صواريخ إس 400.

وتحدثت تقارير متعددة عن احتمال أن تشتري إيران هذه الطائرات، خلال الزيارة المتوقعة للرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، في يناير/كانون الثاني الحالي، بعد أن طلبت القاهرة من الشركة المصنعة الروسية بيعها هذه الطائرات التي دفعت ثمنها بالفعل، وأن أحد المشترين المحتملين هو إيران. وفي هذه الحالة قد يكون الروس هم الوسيط في الصفقة التي لا يشترط أن تتم بشكل مباشر بين القاهرة وطهران.

وما يعزز هذه النظرية، هو إبرام  الحكومة المصرية مؤخرا، صفقة ضخمة لشراء 55 نسخة من طائرة رافال الفرنسية، وهي أحدث طائرة مقاتلة فرنسية. وهذا يعزز احتمال أن تلغي مصر صفقة Sukhoi-35.

للقراءة أو الاستماع: توقف مشروع الغاز المصري إلى سوريا.. واشنطن توضح

موقف مصر في سوريا ودورها الخفي

كان الموقف المصري من الحرب في سوريا واضحا على عهد الرئيس السابق، محمد مرسي، بالوقوف ضد الحكومة السورية ومطالبة الرئيس السوري، بشار الأسد بالتنحي. وعقب تسلم الرئيس الحالي، عبد الفتاح السيسي، لمقاليد السلطة، عدلت دفة القاهرة، نحو عدم التدخل بشكل مباشر في الصراع السوري، وبدا على المشهد السياسي فقط.

وكانت أولى المواقف التي عكس فيها السيسي رؤية مصر للصراع السوري. هو الموافقة على مشروع قرار روسي لإحياء اتفاق وقف الأعمال العدائية في سوريا، والذي لم يطالب بوقف الضربات الجوية. ثم امتنعت القاهرة عن التصويت على مشروع قرار سعودي يدين الحكومة السورية. واعتبر حينها خروج القاهرة عن الموقف الخليجية الحليف الأبرز لها.

ثم برز الدور المصري السياسي، في احتضان منصات المعارضة السورية. والتي وصفت بالقوى السياسية الناعمة لدمشق. إذ يقول الصحفي السوري، عمر الحريري، لـ”الحل نت”، إن القاهرة هيأت الأجواء أمام منصتي «القاهرة» و«موسكو» كتجمعات سورية. أعلن عنها في كل من مصر بين عامي 2014 و2015.

وأوضح الحريري، أن المعارضة في القاهرة تبنت مبادرة مستشار الأمن القومي السوري، علي مملوك، بالابتعاد عن الأعمال المسلحة والحفاظ على الأعمال السلمية فقط. مشيرا إلى أنها ترتبط بالأجندة الروسية في سوريا.

للقراءة أو الاستماع: “إشارات لتركيا وقطر”.. الخارجية المصرية تتحدث عن تطورات في الشأن السوري

دعم عسكري لدمشق

خلال مقابلة مع قناة «أر تي بي» البرتغالية عام 2016، صرح الرئيس المصري، أن مصر تنحاز إلى الجيش السوري. وذلك يفسر امتلاك القوات النظامية لصواريخ “صقر”، بمدى يصل إلى 20 كيلومترا، التي تنتجها الهيئة العربية للتصنيع. بحسب المحلل العسكري، العقيد عبد الله حلاوة.

وبيّن حلاوة، خلال حديثه لـ”الحل نت”، أن المعارضة السورية وثقت في 2016 استخدام الجيش السوري لهذه الصواريخ. كما أكدت ذلك بعد استيلائها على عشرات الصناديق من الذخائر المصرية في مخازن قرية منيان بريف محافظة حلب شمالي البلاد.

وحول الدعم العسكري، أوضح حلاوة، أن خبراء من الجيش المصري كانوا ضمن غرف عمليات الجيش السوري. لا سيما بمعارك ريف حلب، وعزز هذا الادعاء تسجيل مصور يعود تاريخه لعام 2015. يظهر فيه قبض المعارضة على ضابط مصري منحدر من القاهرة. اعترف بوجوده ضمن كتيبة المرابطين التي تقاتل مع القوات النظامية.

وفي يوليو/تموز 2020، نقلت تقارير إعلامية، عن مصادر عسكرية وصول عشرات الجنود المصريين إلى الشمال السوري للقتال بجانب الجيش السوري، ينتشرون بأسلحتهم الخفيفة برفقة المجموعات التابعة لإيران على خطوط الجبهة ضد فصائل المعارضة السورية.

للقراءة أو الاستماع: لماذا تريد مصر ضمانات أميركية من أجل مشروع الغاز عبر سوريا؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.