إلى جانب الأزمة الاقتصادية الحادة وتدهور القطاع الزراعي نتيجة ارتفاع التكاليف، تأتي مشكلة الجفاف الذي لم يصل إلى هذه الدرجة في سوريا منذ 70 عاما.. إذ تعرضت لعدة موجات قاسية كان لها انعكاسات كبيرة على قطاعات مختلفة.

اقرأ أيضا: الجفاف يهدد المحاصيل الزراعية في سوريا.. بخاصة القمح والشعير

أسوأ موجة جفاف على سوريا

رويدة النهار، مديرة السلامة البيئية في وزارة الإدارة المحلية والبيئة، قالت: “أن ظاهرة الجفاف من التحديات الأساسية التي تؤثر على التنمية في سوريا، ويمكن رؤية تأثير الجفاف في كل النشاطات، خاصة الزراعية والاقتصادية والاجتماعية بدرجات مختلفة.

وأضافت بأن الصفات الرئيسية للجفاف في سوريا عدم إمكانية التنبؤ به بشكل مباشر، لافتة إلى أن تتعرض لأسوأ موجة جفاف منذ سبعين عاما نتيجة انحباس الأمطار في معظم المناطق، ومنها المناطق الساحلية التي عادة ما تتعرض للعواصف المطرية.

إضافة إلى موجات الحر العالية في بعض مناطق سوريا، وبالتالي لحق الضرر بالمحاصيل والمزارعين.

تأثيرات شح المياه على المحاصيل الزراعية

وفيما يتعلق بتأثير شح المياه على الزراعة والثروة الحيوانية، أكدت النهار أن الحد من توفر المياه الناتج عن التغيرات المناخية، سيؤدي إلى  تقليص الإنتاجية الزراعية الحالية، وسيهدد الأمن الغذائي في سوريا، وسيزيد معدلات تآكل التربة.

رئيس الاتحاد العام للفلاحين أحمد إبراهيم، قال في وقت سابق من 2021، إن “المحاصيل الزراعية لا سيما البعلية ستتأثر سلبا بانخفاض معدلات الهطول المطري وارتفاع الحرارة في إبريل/ نيسان إلى أعلى بنحو 10 درجات من معدلاتها”.

ونقلت وسائل إعلام محلية، عن إبراهيم قوله، إن “مناطق الاستقرار الأولى والثانية ذات المعدل المطري العالي مزروعة بالقمح والشعير ومتضررة بنسبة كبيرة، لكن أقل من مناطق الاستقرار الثالثة والرابعة، التي كان معدل الهطل المطري فيها منخفضا، وهي مزروعة بالشعير والمحصول في خطر شديد جدا”.

اقرأ أيضا: تسمم التربة في سوريا بسبب سنوات الحرب.. البيئة الخاسر الأكبر!

التربة ومخلفات الحرب

الصحفي السوري المهتم في شؤون المناخ والبيئة زاهر هاشم، قال في حديث لـ”الحل نت” في وقت سابق،  إن المواد المتفجرة الناتجة عن الأسلحة التقليدية سببت تلوث المياه والتربة بمواد كيميائية، إضافة إلى ما تنشره من دخان يلوث الهواء وحرارة عالية تحرق التربة وتجعلها غير صالحة للزراعة، فضلا عن بقايا المحروقات المستخدمة في الآليات العسكرية، ودور هذه الآليات في تخريب التربة خلال سيرها في المناطق الزراعية.

وأضاف بأن “مياه الشرب تلوثت نتيجة توقف محطات معالجة مياه الصرف الصحي، ما أدى إلى تلويث المياه السطحية والجوفية، وزيادة استخدام مياه الصرف غير المعالجة في الزراعة وأدى ذلك إلى تلويث التربة والمزروعات والتسبب بأمراض نقلتها المياه”.

كما ركز هاشم على التلوث البيئي الناتج عن ركام المباني التي دمرتها الحرب، إذ قال أن مواد البناء تحتوي على مواد كيميائية ومعادن ثقيلة خطرة ومسرطنة تسربت إلى التربة، نتيجة احتراقها بدرجات حرارة عالية، مشيرا إلى استخدام قوات الحكومة السورية السلاح الكيماوي في عدد من المناطق، وهو ما يهدد بآثار طويلة الأمد على التربة ومصادر المياه والغذاء.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.