بعد أن اختار عدد كبير من مزارعي الحمضيات (البرتقال والليمون) على طول الساحل السوري عدم قطف ثمارهم أو حصاد محاصيلهم الزراعية هذا العام. أصدرت الحكومة السورية آلية لمعالجة أزمة الحمضيات التي تتكرر كل عام دون حلول جذرية.

تصريف محلي للبرتقال

نشر عمرو سالم، وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك، منشورا على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أمس الخميس، ناقش فيه ملف الحمضيات على الساحل السوري، زاعما أن الأمر قد تحول إلى “المزايدة الإعلامية واستغلال المزارعين”. ومشيرا إلى تدخل الحكومة لبيع المحصول لجهات أخرى منها “الدفاع والداخلية والصحة”.

وبحسب سالم، فإن “تحويل فائض موسم الحمضيات إلى فقاعة إعلامية واستغلال الفلاحين أمر لا يمكن التغاضي عنه أو تجاهله”، مضيفاً أن الكميات المتضررة من الحمضيات ليست ثمارا صحية ولا يمكن تسويقها داخليا أو خارجيا.

وطبقا لحديثه، فإن إنتاج الحمضيات في الموسم الحالي أكبر من قدرة السوق الداخلية على استهلاكه، وهو نادر الحدوث ولذلك كان قد فرض حظر على تصدير الحمضيات من سوريا.

ونفى الوزير، الدفع للمزارع 100 أو 200 ليرة مقابل الفاكهة، مشيرا إلى أنها دفعت 480 ليرة للكيلو البرتقال من الدرجة الأولى في بداية الموسم، لترتفع إلى 650 ليرة في الأسابيع الأخيرة. وبحسب تقديراته، يباع في الصالات التجارية مقابل 750 ليرة سورية مع توفير التغليف والشحن على نفقة المؤسسة. وهو ما يزيد ما بين 200 إلى 300 ليرة إضافية عن سعر الشراء، وهو سعر استثنائي.

للقراءة أو الاستماع: فخ الديون الصينية يصل إلى دمشق.. مشاريع الصين في سوريا مصيدة جديدة؟

صحوة حكومية متأخرة

عاد ملف الحمضيات ليطفو على السطح خلال الأسبوع الفائت، ليجد نفسه الرئيس السوري، بشار الأسد، أمام قرار يوجه فيه رئيس الوزراء، حسين عرنوس، لزيارة محافظة اللاذقية، الأربعاء الفائت، ومتابعة أزمة الحمضيات التي بدأت قبل نحو شهر نتيجة سوء تسويق المادة، ما أدى إلى تراكم كميات كبيرة، وإتلاف بعضها رغم الصعوبات في تصديرها.

وقدمت الحكومة، وعودا مختلفة لحل الأزمة وضمان “عدم خسارة المزارعين”، وتسويق منتجاتهم المحصولية بالكامل؛ في خطوة بدت متأخرة، نظرا لتعفن جزء من المحصول وإفساده. وبحسب التاجر، علي العودة، فإن الطاقة الاستهلاكية للحمضيات في السوق المحلي أقل من الإنتاج السنوي. 

وتابع العودة في حديثه لـ”الحل نت”، أن إنتاج الحمضيات في البلاد يتراوح انتاجها بين 1.1 مليون طن ونادرا ما يتجاوز الاستهلاك 400 ألف طن. وأضاف “كل عام يشتكي الفلاحون خلال موسم الحمضيات، وتعقد اجتماعات وتقطع الوعود بلا نتائج”.

للقراءة أو الاستماع: الأسعار المرتفعة في سوريا: التضخم أم رفع الدعم؟

وزراء يأكلون البرتقال أمام الكاميرات

وبعد زيارة الكتلة الوزارية التي وجهها الأسد نحو اللاذقية، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بجملة “ألف صحة لقلبك يا سيدي”، ردا على صور الوزراء الذين أكلوا البرتقال أمام الكاميرات خلال متناسين أزمة الحمضيات في الساحل السوري.

وأوضحت الصور رئيس الوزراء حسين عرنوس، وهو يستمتع بأكل البرتقال في ريف اللاذقية مع مجموعة من الوزراء والمسؤولين بعد أن حثهم الأسد على زيارة المنطقة، وإيجاد حل للوضع السائد. حيث أثارت الزيارة الحكومة استياءا كبيرا لأنها كانت مجرد عرض للكاميرات، دون إجابات فعلية. في حين أن البلاد ككل تعاني من مشاكل متصاعدة.

وتشير التقديرات الحكومية، إلى أن الإنتاج الأولي للحمضيات هذا الموسم في محافظات طرطوس واللاذقية بلغ نحو 786000 طن على مستوى سوريا؛ منها 213600 طن في طرطوس و563600 طن في اللاذقية، وبمساحة تقدر بنحو 41570 هكتارا مزروعة بنحو 14.5 مليون شجرة. منها 13.9 مليون شجرة مثمرة. 

للقراءة أو الاستماع: مسؤول حكومي: أزمة المواصلات مستمرة في دمشق من دون حل

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة