مع التغيرات السياسية في الحكومة الألمانية ومغادرة المستشارة أنجيلا ميركل، وتراكم الضغوط السياسية والاقتصادية على بعض الدول الأوروبية في ظل جائحة “كورونا” وتقييم خطر تنظيم “داعش” الإرهابي.  بدأت أصوات في ألمانيا تنادي بانسحاب القوات الألمانية من الأراضي السورية، وهي التي يندرج وجودها ضمن إطار “التحالف الدولي”. 

وسائل إعلام ألمانية، ذكرت قبل أيام أن حكومة برلين تتجه لإنهاء تفويض عملياتها في سوريا، ضمن التحالف الدولي للقضاء على تنظيم “داعش“، بعد سنوات من المشاركة بصفة التدريب والاستشارة.

الانسحاب من سوريا والبقاء في العراق

الحكومة الألمانية قررت تجديد مهمة الجيش في العراق لمدة تسعة أشهر مع إجراء مراجعة شاملة لمهمته هناك. فيما استبعدت الحكومة؛ سوريا بشكل رسمي كمنطقة عمليات للجيش في هذه المهمة.

مجلس الوزراء الألماني، وافق يوم الأربعاء الماضي، على تمديد مهمة الجيش في العراق لمدة تسعة أشهر مع تعديل التفويض الممنوح للجيش في هذه المهمة.

وقال المتحدث باسم الحكومة شتيفن هيبشترايت في برلين، بعد اجتماع مجلس الوزراء: “من المقرر تمديد تفويض البرلمان حتى 31 تشرين الأول/أكتوبر 2022. بوجه عام ستتم الاستعانة إجمالا بنحو 500 جندية وجندي”.

وأشار المتحدث إلى أنه من المقرر مراجعة المهمة بشكل شامل خلال فترة التفويض من قبل البرلمان للبت فيها. ويتمثل التعديل في التفويض استبعاد سوريا رسميا كمنطقة عمليات للجيش في هذه المهمة، وذلك بعد أن أوقفت ألمانيا تنفيذ طلعات استكشافية في المجال الجوي السوري.

وبحسب ما أكدت الوكالة الألمانية “دي بي ايه” فإن برلين ستبقي على قوات لها في العراق ضمن عمليات “التحالف الدولي”، وستسحب كامل قواتها من سوريا.

قد يهمك: اولاف شولتز.. السوريون في ألمانيا يترقبون سياسة بديل أنجيلا ميركل

الأسباب ومدى الارتباط بالسياسة الخارجية

ويرى الكاتب والمحلل السياسي، درويش خليفة، أن إعلان ألمانيا عن اتجاهها لسحب قواتها من سوريا مرتبط بالسياسة الخارجية الجديدة لألمانيا، خصوصا أن “حزب الخضر” هم من يرسمونها في ظل وجود أنالينا بيربوك، كوزيرة للخارجية.

ويقول خليفة في حديثه لـ“الحل نت“: “بمعزل عن القرار الأخير لوزيرة الدفاع الألماني بسحب قوات بلادها من سوريا، وترك 500 جندي في العراق لتدريب الجيش العراقي، ينتهي تفويض البرلمان الألماني لجيش بلاده في مهمة قتال داعش، بسوريا والعراق في شهر أكتوبر/ تشرين الأول القادم، وبالتالي قد يرفض البرلمان الانسحاب من سوريا والبقاء في العراق في جلسته القادمة”.

وحول أسباب هذا الاتجاه أيضا يضيف خليفة: “لا شك أن انحسار وجود داعش في شرق سوريا، وبقاء فلوله في البادية لم يعد يشكل خطرا داهما، يستوجب وجود هذا الكم من قوات التحالف الدولي».

ومع هذا الانحسار للتنظيم يعتقد خليفة أن العديد من الدول الأوروبية ستتجه خلال العام الجاري إلى سحب قواتها العسكرية من سوريا والعراق وذلك “في ظل تغير في سياسات الدول وتوسع الاضطرابات الدولية”.

وينتهي تفويض الوجود الألماني في سوريا والعراق نهاية شهر يناير/ كانون الثاني الجاري، على أن ينتهي التفويض الجديد في العراق في 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2022.

وتقول تقارير صحيفة في ألمانيا إن “استبعاد العمليات في سورية، يعتبر تنازلا من حكومة البلاد لحزب “الخضر“، الذي يعتبر أن وجود القوات الألمانية في سورية “غير دستوري“، ورفض سابقا التصويت لصالح تمديد المهام الألمانية ضمن عمليات التحالف ضد تنظيم داعش”.

وتشارك ألمانيا في “التحالف الدولي” منذ عام 2015، لمحاربة تنظيم تنظيم “داعش” في شمالي العراق وشمال شرقي سوريا، إلا أن أحزابا ألمانية رفضت خلال العامين الماضيين تمديد التفويض، بخاصة بعد الإعلان عن هزيمة التنظيم في مارس/ آذار 2019.

وشهدت الحكومة الألمانية تغيرات سياسية بارزة مؤخرا، لا سيما بعد وصول زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي اولاف شولتز إلى منصب المستشار الألماني، ليطوي بذلك 16 عاما، قضتهم ميركل على رأس المنصب الاستشاري.

ونجح شولتز (63 عاما) المدعوم من الحزب الاشتراكي الديمقراطي والخضر والليبراليين في فرض نفسه رغم أنه لا يزال غير معروف كثيرا بالنسبة للألمان أنفسهم، وقد شغل مناصب وزارية العديد من المرات منها وزير المالية في حكومة ميركل، كما كان رئيسا لبلدية هامبورغ، ثاني أكبر مدن ​ألمانيا​ الاتحادية.

ألمانيا: البدء بمحاكمة شاب سوري قاتل إلى جانب حركة أحرار الشام

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة