تواصل السلطات التركية ترحيل لاجئين سوريين من البلاد بدعوى دخولهم إلى الأراضي التركية بطريقة غير شرعية، حيث اعتقل الأمن التركي، اليوم الجمعة، سبعة لاجئين سوريين.

في الوقت الذي يواجه فيه سوريون مخاطر وتحديات كبيرة إلى أن يجتازوا الحدود السورية التركية، تشدد السلطات التركية رقابتها على حدودها الجنوبية ما يضع العديد من السوريين الذين يصلون حديثا للأراضي التركية إلى خطر إعادتهم للبلاد.

اعتقالات وترحيل

وفي التفاصيل، حصلت حادثة اعتقال اللاجئين السبعة، أثناء قيام عناصر الأمن التركية بدوريات على الخط الحدودي قرب ولاية كيليس، ليتم تسليمهم إلى مديرية الهجرة في المنطقة تحضيرا لترحيلهم إلى سوريا.

وأفادت وسائل إعلام تركية، أنه تم إلقاء القبض على أربعة أشخاص، تبين لاحقا أنهم ينشطون في “تهريب البشر” على الحدود السورية التركية.

وقبل يومين، اعتقل الأمن التركي أيضا، ستة لاجئين سوريين في منزل أحد “المهربين” في ولاية كيليس، كانوا قد دخلوا الأراضي التركية عبر طرق التهريب ليتم اتخاذ إجراءات الترحيل بحقهم بينما ألقي القبض على منظم عملية التهريب.

هذا وتتكرر حوادث اعتقال اللاجئين السوريين الذين يدخلون حديثا إلى تركيا بشكل دوري، بينما باتت مديريات الهجرة تتخذ إجراءات الترحيل الفوري بحقهم إلى الأراضي السورية.

ترحيل السوريين من تركيا بالأرقام

رغم أنه لا توجد إحصاءات دقيقة توضح أعداد السوريين الذين يتم ترحيلهم إلى سوريا منذ أن بدأت السلطات التركية تتخذ مثل هذه الإجراءات بحقهم، إلا أن معابر حدودية سورية توثق شهريا أعداد المرحلين الذين يتم إعادتهم إلى سوريا عبر بواباتها الحدودية.

وبحسب ما رصده مراسل “الحل نت” في تركيا، فقد بلغ عدد السوريين المرحلين من تركيا عبر معبر “باب الهوى”، خلال شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي، 1420 لاجئا سوريا.

في السياق، تقول الإحصاءات الواردة عن معبر “باب السلامة”، أن العائدين من سوريا بسبب محاولتهم دخول تركيا بطريقة غير شرعية خلال الشهر الفائت، بلغت أعدادهم 406 لاجئا، بينما هناك 4876 آخرين عادوا طوعا عن طريق المعبر.

مخاطر وتكلفة مرتفعة

مع التضييق الذي تفرضه السلطات التركية، منذ سنوات، على مسألة عبور السوريين بين البلدين، يضطر سوريون إلى اللجوء لطرق التهريب رغم المخاطر التي قد يتعرضون لها والتكاليف التي يتكبدونها لقاء ذلك.

إبراهيم محمد (اسم مستعار)، هو لاجئ سوري يقيم في غازي عنتاب، يتحدث لـ “الحل نت” إنه “ينتظر قدوم زوجته إلى تركيا منذ ستة أشهر، حيث حاولت عدة مرات العبور نحو الأراضي التركية ولكن لم تنجح بذلك”.

وعن سبب لجوئه إلى هذه الطريقة لاستقدام زوجته، يوضح بأن “إجراءات الدعوة أو لم الشمل تكاد تكون مستحيلة لصعوبتها وتعقيداتها، الأمر الذي جعلنا نلجأ إلى أسرع طريقة رغم تكاليفها المرتفعة”.

محمد علي (اسم مستعار) شاب سوري آخر يقيم في ولاية هاتاي، كان قد تم ترحيله مؤخرا إلى الأراضي السورية، لكنه عاد عبر طرق التهريب إلى تركيا بعد عدة محاولات، يؤكد لـ “الحل نت” بأنه “دفع ما يقارب 3300 دولار أمريكي حتى تمكن من دخول الأراضي التركية، وبقي محتجزا في منزل أحد المهربين إلى حين اكتمال دفع المبلغ”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.