وقع الرئيس السوري، بشار الأسد، أمس الجمعة، مرسوما تشريعيا هو الأول في عام 2022، لتعويض العاملين في مستشفيات السرطان الحكومية عن طبيعة عملهم على أساس راتب شهري مقطوع في موعد أداء العمل. في حين رأى مراقبون أن التحرك الجديد للأسد هو لمنع الأطباء من الهجرة بعد أن شهدت المستشفيات السورية عجزا في الكوادر الطبية خلال الفترة السابقة.

قرار لتوطين الأطباء

 وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بسام إبراهيم، أشار إلى أن القرار شمل العاملين في المشافي العامة المختصة بالأورام، الذين يتعرضون لمخاطر أثناء قيامهم بواجباتهم، وكذلك تشجيعا لدخول هذه التخصصات الطبية وتعويضها.

وأضاف إبراهيم، أن نسبة الزيادة لتعويض طبيعة العمل تتراوح بين 20 – 65 بالمئة، بحسب التصنيف الوظيفي. مبينا أن القرار يسري على الكوادر الطبية والفنية والإدارية والخدمية في الجامعات التي تقدم خدمات العلاج الكيميائي والإشعاعي وزرع الخلايا الجذعية والخلايا الجذعية النقية، بغض النظر عن الانتماء لوزارات التعليم العالي والعلمي.

من جهته، أوضح وزير الصحة، حسن الغباش، أن القرار راعى ظروف وطبيعة العاملين في هذه التخصصات. مشيرا إلى أنه سيساهم مع مرور الوقت في توطين الكوادر الصحية وتحسين جودة الخدمة المقدمة. فضلا عن استمرارية إمداد تخصص علاج الأورام بكوادر جديدة بما يحسن من عمل القطاع الصحي.

للقراءة أو الاستماع: بسبب “الطهور” طفل يفقد عضوه الذكري والطبيب يتهرب من المسؤولية

خطر هجرة الأطباء في سوريا

وتعليقا على القرار، أعرب طبيب الأورام، عبد الرحمن المسالمة، خلال حديثه لـ”الحل نت”، عن القلق العميق الذي استشعرت به الحكومة في سوريا بشأن تأثير الانهيار الاقتصادي والأزمات المتعددة على الشعب، وقال إن هجرة الأدمغة بين العاملين الصحيين في البلاد أثارت قلق دوائر الصحة عامة.

وأوضح المسالمة، أن سوريا الذي يبلغ عدد سكانها حاليا ما يقارب 16 مليون نسمة، تحتاج إلى دعم طارئ وتنموي لمعالجة نقص الأدوية والوقود والمشاكل الهيكلية مثل هجرة المهنيين الطبيين. وقال إن هجرة الأدمغة تحرم البلاد، التي كانت ذات يوم مركزا طبيا في المنطقة، من الموارد البشرية الأساسية.

وتابع المسالمة، أنه لأشهر، كانت رفوف الصيدليات خالية، وتفاقمت بسبب الشراء بدافع الذعر واحتجاز الموردين للأدوية، على أمل بيعها لاحقا بأسعار أعلى وسط خطط لإلغاء الدعم الحكومي.

 ووصلت المستشفيات إلى نقطة الانهيار، وبالكاد تستطيع تأمين وقود المازوت للحفاظ على المولدات والآلات المنقذة للحياة تعمل يوما بعد يوم في الوقت الذي تكافح لا نرى فيه الحكومة التي تعاني من ضائقة مالية تكافح من أجل استيراد المواد الأساسية.

للقراءة أو الاستماع: طبيب موالي يقارن معيشة السوريين بحياة الكلاب الفرنسية

سوريا بلا أطباء تخدير

وفي الشهر الأخير من العام الفائت، حذر نائب نقيب الأطباء في سوريا، غسان فندي، من قلة عدد الأطباء الذين اختصوا تخدير خلال 10 سنوات الماضية. مؤكدا أنهم لا يتجاوزن أصابع اليد في كل عام، وبالتالي، فإن دمشق “دقت ناقوس الخطر”، ما قد يتسبب في توقف العمليات الجراحية وزيادة أوقات الانتظار ومعاناة رعاية المرضى.

وقالت رئيسة رابطة التخدير وتدبير الألم في نقابة الأطباء، زبيدة شموط، آنذاك، إن هناك خطر حول النقص الحاصل في أطباء التخدير في البلاد. مشيرة إلى أن هناك مشفيين حكوميين وهما الزهراوي والتوليد الجامعي في دمشق ليس فيهما أطباء تخدير.

وأوضحت زبيدة، أنه في سوريا في الوقت الحالي ما يقارب 500 طبيب تخدير. لكن البلاد بحاجة إلى أقل ما يمكن إلى 1500 طبيب لتغطية جزء من النقص، دون وجود حلول جذرية.

ولفتت رئيسة الرابطة، إلى أن النسبة الكبرى من أطباء التخدير هم بين 55 إلى 65 عاما. وهم في مرحلة التقاعد على حين يوجد فقط ثلاثة أطباء هم تحت الـ30 عاماً. إضافة إلى أنه لا يوجد إلا أربعة أطباء مقيمون. وبالتالي “نحن في تدهور مستمر”، بحسب قولها.

ويعد طبيب التخدير هو أساس كل عمل جراحي وبغيابه لا يمكن إجراء أي عملية. وفي سوريا يؤكد العاملون في المجال الطبي، أن جميع خريجي هذا القسم من المتوقع أن يغادرون البلاد.

بالإضافة إلى ذلك، لا ينكر الأطباء أن السبب الرئيس لمغادرة بعض الاختصاصين من سوريا وهو المشافي الخاصة. لأن هناك مشافي هي عبارة عن حيتان تمتص دم طبيب التخدير الذي يعيش تحت رحمتها، وفق ما قالته شموط.

للقراءة أو الاستماع: زيارة الطبيب محرمة على فقراء سوريا.. والوصفات الشعبية تغزو الأسواق

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.