تصريح غير مسبوق كشف عن وصول شحنات نفط إيرانية إلى سوريا عبر قناة “السويس” المصرية، حيث أفاد رئيس هيئة قناة “السويس”، أسامة ربيع، أمس الأحد، بمرور ناقلات النفط الإيرانية المتجهة إلى سوريا عبر القناة رغم العقوبات الأمريكية. يأتي ذلك في ظل ارتفاع إمدادات النفط الإيراني إلى سوريا بنسبة 42 بالمئة عام 2021.

مصر ممر عبور فقط؟

وأكد ربيع، في تصريحات لوكالة “رويترز”، أن مرور النفط الإيراني من القناة، لا تمييز فيه عندما يتعلق الأمر بعلم الدولة على السفن. وجاء ذلك ردا على توقعات انتهاء مصر من مشروع لتوسيع أجزاء من قناة “السويس” بعد عامين من العمل في تموز/يوليو 2023.

وظلت صادرات النفط الخام الإيراني إلى سوريا مستقرة للربع الثالث على التوالي، عند حوالي 6.9 مليون برميل للأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2021. وعلى أساس سنوي، شهد عام 2021 ارتفاعا بنسبة 42.2 في المئة في شحنات النفط الإيرانية إلى سوريا.

وكانت شركة “تانكر تراكرس”، وهي متخصصة في تتبع مسار السفن. قد أفادت في تشرين الثاني/نوفمبر الفائت، أن إيران ترسل ملايين البراميل من النفط الخام إلى سوريا في انتهاك للعقوبات الأمريكية على إيران والعقوبات الأوروبية على سوريا. وأن هذه البواخر تمر من قناة السويس المصرية.

للقراءة أو الاستماع: ناقلة نفط إيرانية جديدة تصل إلى بانياس

إيران تعزز دورها الإقليمي بشحن النفط

وبحسب التقرير، عبرت أربع ناقلات نفط إيرانية تحمل أكثر من ثلاثة ملايين برميل من النفط إلى مصفاة بانياس. لتكرير النفط في سوريا، بالقرب من ساحل البحر الأبيض المتوسط.

وبحسب صورة التقطتها الأقمار الصناعية من جنوب البحر الأحمر ، فإن السفن الأربع هي “أرمان 114″، و”سام 121″، و “دران”، و”رومينا”.

وعرفت “أرمان 114” سابقا باسم “أدريان داريا 1″، وهي ناقلة نفط مملوكة لـ “الحرس الثوري” الإيراني، حيث تم إدراجها على القائمة السوداء لدى وزارة الخزانة الأمريكية، في عام 2019 بعد نقلها النفط إلى سوريا. حيث ورفضت عدة موانئ قبول الناقلة قبل وصولها إلى وجهتها وبعدها. ونفت إيران في ذلك الوقت أن تكون الناقلة متجهة إلى سوريا.

ويرى الصحفي، عمر الحريري، خلال حديثه لـ”الحل نت”، أن شحنات الوقود الإيرانية إلى سوريا جزء مهم من استراتيجية بقاء حكومة دمشق منذ أن تم تدمير قدرات إنتاج النفط والتكرير في سوريا إلى حد كبير في الحرب. ولكن اللعبة الخفية لإيران هي استخدام شحنات النفط هذه لتظل لاعبا في بلاد الشام، بحسب تعبيره.

للقراءة أو الاستماع: أمريكا تصادر شحنة نفط وأسلحة إيرانية في بحر العرب

النفط الإيراني يتدفق إلى سوريا من البر والبحر

لم يقتصر وصول النفط الإيراني إلى سوريا ولبنان عبر البحر فقط. فقد تدفق النفط الإيراني ومشتقاته إلى سوريا برا. عبر الحدود العراقية شرقا، وبحرا، من البحر الأبيض المتوسط ​​غربا، عبر القوات الموالية لإيران.

وقال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” المُعارض، في تقرير له في أيلول/سبتمبر 2021، إن قافلة جديدة من الناقلات محملة بالوقود دخلت الأراضي السورية قادمة من العراق. وعبرت 39 ناقلة الحدود الخاضعة لسيطرة القوات الموالية لإيران في الميادين والبوكمال بريف دير الزور الشرقي. كما مرت ناقلتان عبر دير الزور متجهتين نحو حمص في طريقهما إلى لبنان.

يأتي هذا الإمداد الإيراني، بالرغم من عقوبات وزارة الخزانة الأمريكية. التي استهدفت شبكة تمتد عبر سوريا وإيران وروسيا، وهي مسؤولة عن شحن النفط إلى الحكومة السورية. وفُرضت العقوبات الأمريكية على طهران بعد أن انسحب الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، من الاتفاق النووي مع إيران في 2018.

للقراءة أو الاستماع: ما علاقة النفط الإيراني بالحل السياسي في سوريا؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة