حولت فصائل المعارضة السورية، المناطق التي تسيطر عليها شمال غرب سوريا، إلى دول منفصلة عن بعضها البعض، ووضعت الحواجز والمعابر ونقاط الحراسة فيما بينها، وخاصة في منقطة الغزاوية غرب حلب، ودير بلوط شمال إدلب.

وتسيطر “هيئة تحرير الشام” على محافظة إدلب وأجزاء واسعة من ريف حلب الغربي، فيما يتخذ “الجيش الوطني المدعوم من تركيا”، مناطق ريف حلب الشمالي والشرقي مركزاً أساسيا له.

و منذ بداية شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وبسبب المعابر التي تفرض الروسم على الحركة التجارية بين المناطق المذكورة أعلاه، والفقر الذي اجتاح المناطق في الأونة الأخيرة، لجأ العديد من الأطفال لمحاولة كسب عيشهم عن طريق “التهريب” بين المنطقتين.

بتهمة التهريب تحرير الشام تلاحق الأطفال قرب معبر الغزاوية

امتهن عدد من الأطفال واليافعين، مهنة شراء مادة المازوت من مناطق سيطرة “الجيش الوطني”، وبيعها في مناطق سيطرة “هيئة تحرير الشام”، حيث تنقل تلك الكميات القليلة مشيا على الأقدام من قبل الأطفال عبر (بدونات صغيرة) تحمل على الكتف.

ولجأ الأطفال الصغار لهذه المهنة بسبب فرق سعر المحروقات ما بين مناطق “الوطني” و “تحرير الشام” التي تسيطر على أسواق المحروقات حيث يبلغ الفرق ليرة ونصف الليرة تركية لكل لتر مازوت.

وبث ناشطون محليون قبل أيام، صور تظهر إلقاء القبض على ثلاثة أطفال، من قبل عناصر هيئة تحرير الشام حيث أجبرتهم الأخيرة على ترك الكميات القليلة من المازوت التي عملوا على نقلها من الكازيات المتواجدة قرب قرية الباسوطة بريف عفرين إلى منطقة دارة عزة وبيعها بهدف الربح.

وبحسب مصادر محلية لموقع “الحل نت”، بدأت تحرير الشام بتسيير دوريات ليلة ونهارية على الطرق الزراعية والجبلية التي تصل بين قرية الغزاوية ومنطقة جبل سمعان بريف حلب الغربي، بهدف منع الأطفال من تهريب مادة المازوت وبيعها في مناطق سيطرة الهيئة.

وتعمل الهيئة على مصادرة الكميات المهربة، واحتجاز الأطفال لساعات قليلة، ثم إطلاق سراحهم مقابل تعهد من الأطفال بعدم عودتهم لتهريب المواد، بحسب المصادر ذاتها.

وأشار الناشطون، إلى أن معظم الأطفال الذين يعملون في تهريب المازوت، هم من النازحين وسكان المخيمات القريبة، أو من عصف بهم الفقرة نتيجة تردي الأوضاع الاقتصادية في محافظة إدلب.

معبران يفصلان مناطق الوطني عن مناطق تحرير الشام

وأنشأت تحرير الشام “معبر الغزاوية” بعد سيطرتها على مناطق ريف حلب الغربي بعد معارك مع فصيل ” الزنكي”، وخصصت المعبر بهدف التجارة ونقل البضائع بين محافظة إدلب ومدن إعزاز والباب وعفرين، حيث فرضت الهيئة روسم واتاوات مقابل جميع المواد التي تدخل أو تخرج. 

كما عملت الهيئة على افتتاح معبر أخر في قرية دير بلوط، قرب بلدة إطمة شمال إدلب، وخصصته لتنقل المدنيين بين المناطق وسط تفتيش وتدقيق أمني كبير من قبلها. 

وألحقت ” تحرير الشام” معبري الغزاوية ودير بلوط، إلى ” إدارة المعابر” التابعة لـ “حكومة الإنقاذ” و أوكلت الإنقاذ “الجهاز الأمني العام” المشكل من قبلها لحمايتها واجراء عمليات التفيش ونشر العناصر عليها.

مصادر المحروقات في مناطق سيطرة “الهيئة” ومناطق سيطرة “الجيش الوطني”

تعتمد مناطق شمال غرب سوريا بشكل رئيسي على المحروقات الأوربية، التي تعمل تجار على استيرادها من أوكرانيا، وإدخالها  عن طريق تركيا، عبر معبري “باب السلامة” شمال حلب، ومعبر “باب الهوى” شمال إدلب.

وقالت مصادر خاصة لموقع “الحل نت”، إن سبب فرق الأسعار بين مناطق ريف حلب الشمالي ومحافظة إدلب، هوي سيطرة شركة “وتد” التابعة لـ “هيئة تحرير الشام”، على أسواق المحروقات في محافظة إدلب، حيث تلزم الأخيرة جميع البائعين والكازيات، في بيع المواد حسب نشرة تصدرها يوميا.

أما في مناطق ريف حلب الشمالي، فتعمل التجار بشكل تلقائي على بيع المحروقات المستوردة، دون رفع سعرها الأساسي، والاكتفاء بالمرابح التي حددت لجميع التجار في المنطقة. 

وشكّلت “الهيئة” عام ٢٠١٧ حكومة مدنيّة، تحت اسم “حكومة الإنقاذ”، سيطرت من خلالها على جميع المؤسسات المدنيّة، كما وضعت يدها على كافة الموارد الاقتصاديّة والمشاريع التنمويّة والإنسانيّة في المنطقة، التي يُنفّذ معظمها عن طريق المنّظمات الإغاثيّة والإنسانيّة، وقدّمت “الحكومة” نفسها بوصفها داعماً للمؤسسات المدنيّة، ومنظماً للنشاطات الاقتصادية.

اقرأ أيضا: دمشق: عضو في مجلس الشعب يفضح الفساد ويطالب رئيس الحكومة بالاستقالة

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.