بعبارات مثل “سؤال فاضح، السوريون غير مؤهلين” تداولت وسائل إعلامية، اليوم الاثنين، حادثة حصلت أثناء تقديم امتحان لمادة “مدخل إلى الخدمات الاجتماعية” ضمن قسم الخدمات الاجتماعية في كلية التعليم المفتوح التابعة لجامعة أناضولو.

وتضمن الامتحان، سؤالا اعتبره البعض تمييزا وفيه عنصرية اتجاه اللاجئين السوريين، خصوصاً من ناحية الإجابة الصحيحة التي تم إقرارها على أنها إجابة صحيحة.

ماذا حصل؟

خلال امتحان لمادة “مدخل إلى الخدمات الاجتماعية” في قسم الخدمات الاجتماعية التابع لجامعة أناضولو في مدينة إسكي شهير شمال غربي تركيا، ورد سؤال عن اللاجئين السوريين أثار جدلا.

وجاء في السؤال، أي الخيارات صحيحة فيما يتعلق باللاجئين السوريين، وتضمن خمس خيارات وهي:

– أقل من نصف السوريين المسجلين في تركيا والبالغ عددهم 255 ألفا من الأطفال والشباب ممن تقل أعمارهم عن 18 سنة.

– تبلغ نسبة التحاق الأطفال السوريين بالمدارس حوالي 90 – 95 بالمئة.

– قرابة 10 آلاف طفل ولدوا في تركيا.

– السوريون في تركيا غير مؤهلين من حيث التعليم والقوى العاملة.

– في عام 2017، بلغ عدد السوريين في تركيا نحو 35 ألفا.

وأقر الجواب الصحيح لهذا السؤال على أن “السوريون في تركيا غير مؤهلين من حيث التعليم والقوى العاملة” ما اعتبره سوريون، أنه سؤال تمييز وفيه نظرة دونية للمجتمع السوري اللاجئ في تركيا.

وحسب وسائل إعلام تركية، فقد تم تقديم شكوى إلى “cimer” وهو مركز اتصالات رئاسة الجمهورية التركية بسبب ورود هكذا سؤال ضمن امتحان جامعي.

للقراءة أو الاستماع: من جديد.. ترحيل سوريين من تركيا فما التفاصيل؟

ليست المرة الأولى

خلال السنوات الماضية، تعرض سوريون في تركيا لحملات ومواقف واعتداءات عنصرية عديدة في أنحاء مختلفة من تركيا.

ولا يعد ورود هكذا سؤال الذي اعتبره البعض فيه تمييز بحق السوريين المرة الأولى من نوعه، ففي أواخر عام 2020، ورد سؤال في مادة التربية الإسلامية ضمن موقع تركي يضع أسئلة امتحانية، وكان مضمونه، من رجم الرسول محمد بينما كانت الخيارات الأربعة، أهل مكة أم أهل الطائف أم أهل المدينة أم السوريون.

وكان الكاتب التركي، جلال دمير، قد قال: إن “إجابة السوريين كانت خطأ واللجنة المشتركة تواصلت مع الأستاذ المسؤول عن الموقع والذي قال بدوره: إنه أخذ السؤال من كتاب يدرس في ألمانيا للأتراك معتذرا عن ذلك” فيما تم تغيير السؤال على الموقع فيما بعد.

للقراءة أو الاستماع: هجوم بالفأس على منزل سوريين بإسطنبول.. ما مصير العنصرية ضد اللاجئين في تركيا؟

سوريون يعلقون

انتقد العديد من اللاجئين السوريين هذه الأفعال التي تسيء للسوريين وتنافي الوقائع التي تتحدث عن حجم مساهمة السوريين في تركيا في عدة جوانب.

محمود عصام وهو أستاذ لغة تركية في غازي عنتاب، يعلق على الموضوع قائلاً للحل نت: “طبعاً هناك جزء من المجتمع التركي يستغل أزمة اللاجئين من أجل مصالح سياسية بهدف الضغط على طرف معين في الحكومة التركية”.

ويتابع، فيما يتعلق بجانب أن السوريين غير مؤهلين في مجالي التعليم والعمل فهذا الكلام غير صحيح، الأدلة كثيرة، والسنة الماضية كان هناك العديد من الطلبة السوريين الذين نالوا مراتب أولى في الجامعات التركية، ومن ناحية العمل أثبت السوريون أنهم يد عاملة تملك كفاءة وذكاء سواء عبر العمالة أو رؤوس الأموال السوريين الذين دخلوا للبلاد ونجحوا في عدة قطاعات.

ويؤيد كامل المحمد وهو لاجئ سوري آخر يقيم في الولاية، ما قاله العصام، ويضيف، أن السوريين في عموم تركيا ملتزمين بإرسال أبنائهم للمدارس كما أن هناك نسبة من الأهالي يضعون أطفالهم في المدارس الخاصة بهدف الحصول على تعليم أفضل، ومن ناحية العمل فقد دخلت العمالة السورية غالبية القطاعات وأثبتت نجاحها.

ومع ذلك، يتعرض اللاجئون السوريون في تركيا لمواقف واعتداءات عنصرية متكررة في الآونة الأخيرة، في الوقت الذي لا يزال ملف السوريين يستخدم كورقة فيما بين الأحزاب المتنافسة على حكم البلاد.

للقراءة أو الاستماع: بعد القبض على قتلة نايف النايف.. هكذا يواجه اللاجئون السوريون العنصرية في تركيا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة