قالت وسائل إعلامية أوروبية، أمس الخميس، إن السلطات السويدية وجهت تهمة تهريب أدوية مخدرة لامرأة سورية، ومعها أكثر من 45 ألف حبة “ترامادول” تتراوح قيمتها بين 1.1 و 1.4 مليون كرون سويدي (حوالي 150 ألف دولار أميركي) .

على مبدأ الأفلام “الحقيبة ليست لي”

وفي التفاصيل وقعت حادثة تهريب الحبوب المخدرة في 28 آب/أغسطس الفائت، بينما كانت الأم السورية تسافر بالحافلة من بلجيكا إلى السويد، مع طفلها الصغير. وفي الساعة الحادية عشرة مساء، أوقفت الجمارك السويدية الحافلة على جسر “أوريسوند” لإجراء تفتيش اعتيادي، وعندما استفسرت الشرطة عن وجهة سفرها، ذكرت أنها ستقابل صديقا في ستوكهولم. 

ومن خلال أجوبة المرأة السورية، اشتبهت الجمارك فيها لسبب غير معروف وفحصت حقيبتها واكتشفت 44998 قرص “ترامادول”.

وبحسب صحيفة “إكسبريسن” السويدية، فُحصت المرأة على الفور وادعت أنها تقيم في بلجيكا، وذكرت السيدة أنها توقفت في هامبورغ بألمانيا، وهي في طريقها من بلجيكا إلى السويد، أخذت حقيبة من رجل طلب منها نقلها إلى رجل آخر في ستوكهولم. 

وقالت إنها تركت الحقيبة في خزانة في محطة سكة حديد هامبورغ لعدة ساعات، وأكدت أنها وضعت الحقيبة في خزانة في محطة قطارات هامبورغ لعدة ساعات، وأنها تعتقد أن شخص ما قام باستبدال الحقيبة قبل أن تعود لتأخذها.

للقراءة أو الاستماع: تجارة المخدرات الأفغانية: ما علاقة خشخاش أفغانستان بالمشروع الإيراني في المنطقة؟

الكاميرات أثبتت التهمة

وخلال التحقيق، قامت السلطات السويدية بمراجعة كاميرات المراقبة في مختلف المدن التي مرت فيها المرأة أثناء رحلتها إلى السويد، وتبين أنها كانت تحمل الحقيبة منذ البداية في مدينة كولن وليس في هامبورغ كما ادعت. 

كما تحققت الشرطة من الرسائل على هاتفها المحمول، وتبين أنها أرسلت رسالة إلى رجل مجهول كتبت فيها أنها خائفة عندما تم تفتيش الركاب في الدنمارك.

وبالرغم من اعتقالها، نفت المرأة التهم الموجهة إليها، وقالت: “أنا أم ولم أكن أنوي القيام بشيء من هذا القبيل، كنت فقط أحمل حقيبة أعطاني إياها شخص ما”. لكن قصة المرأة مليئة بالثغرات، بحسب المحققين، الذين قرروا إيداع الولد لدار الرعاية في السويد.

للقراءة أو الاستماع: “قضية صادمة حول المواد المخدرة” بالعراق.. القبض على رجل دين وضابط مسؤول عن مكافحة المخدرات

العقوبة ترحيل اللاجئ؟

وفي سؤال لمكتب قضايا اللاجئين التابع للمفوضية العليا للاجئين، قال لـ”الحل نت”، إن اللاجئين يرتكبون بعض المخالفات ويتجاهلون القانون، معتقدين أنهم سيفلتون من العقاب وأن إقامتهم في في دول اللجوء لن تتأثر. 

ووفقا للمكتب، فإن الوضع يتغير بشكل كبير إذا تمت إدانة الشخص أو الحكم عليه بالسجن، وينتج عن الإدانة إلغاء إقامة المحكوم عليه، ويتم ترحيله إلى وطنه.

وبيّن المكتب أن بعض الجرائم التي يمكن أن تؤدي إلى الترحيل، جرائم العنف والاعتداء والإيذاء الجسدي. والتحرش الجنسي والتعدي على ممتلكات الغير، أو مقاومة المسؤولين. بالإضافة إلى أن يتعلق الأمر بنوع الجريمة التي ارتكبها وحكم السجن الذي صدر ضده. فهناك العديد من الجرائم التي ليست بالضرورة أن تكون أعمال عنف وسوء معاملة. مثل السرقة أو الاعتداء أو الإجرام المتعلق بالمخدرات.

وسبق وأن صرح وزير الداخلية الألماني، توماس دي ميزير، في وقت سابق بهذا الصدد، أنه “يجب على كل من يأتي إلى ألمانيا طالبا اللجوء أن يتصرف بشكل صحيح وأن يلتزم بالقانون”. مضيفا أن من يخالف ذلك ويرتكب جرائم “قد يتوقع تداعيات أكثر خطورة في المستقبل”.

للقراءة أو الاستماع: مخبأة ضمن الحمضيات.. ضبط شحنة مخدرات ضخمة في مرفأ بيروت

سوريا موطن تجارة المخدرات

وشهدت دول جنوب أوروبا أيضا زيادة في تهريب حبوب “الكبتاغون”. ففي حزيران/يونيو 2020، أعلن مسؤولو الجمارك الإيطاليون أنهم ضبطوا 84 مليون قرص من “الكبتاغون” على متن سفينة راسية في ميناء “ساليرنو” بجنوب إيطاليا. وأشاروا إلى أن المخدرات كانت قادمة من سوريا.

وفي عام 2018، اعترضت السلطات اليونانية سفينة شحن تحمل ما قيمته 100 مليون دولار من “الحشيش” و”الكبتاغون”. 

فيما كشف تحقيق أجراه “مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد”، وهو اتحاد من الصحفيين الاستقصائيين. عن شبكة إجرامية وراء الشحنة يُزعم أن لها صلات بعائلة الأسد. وأوضح التحقيق بالتفصيل كيف كان تهريب “الكبتاغون” من بين مصادر التمويل التي تستخدمها الجماعات التابعة للدولة. وقال إن “تعزيز السيطرة على الأراضي قد مكّن نظام الأسد وحلفائه الإقليميين الرئيسيين من ترسيخ دورهم كمستفيدين رئيسيين من تجارة المخدرات السورية”.

وحذر المشروع، من أن تجارة المخدرات السورية سيكون لها “تأثير مزعزع للاستقرار على الدول المجاورة والإقليمية. والتي ستضطر إلى تحمل أعباء اجتماعية وأعباء إنفاذ القانون نتيجة لذلك”.

للقراءة أو الاستماع: المخدرات منتشرة في البقاليات والأكشاك.. ووزارة الداخلية السورية تكذب فقط

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.