وصف حسام عازر، مدير مكتب اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، تأكيدات التقارير الإخبارية والدراسات على أن “سوريا تطورت إلى دولة مخدرات”، بأنها تنقل “معلومات كاذبة ومضللة”. متجاهلا في الوقت ذاته تصريحات “الشرطة الدولية”، التي أكدت اعتراض ما لا يقل عن 15 شحنة أخرى من المخدرات في الشرق الأوسط وأوروبا في العامين الماضيين، جميعها قادمة من سوريا.

التقارير “تختلق الأرقام”!

وأضاف عازر، أن هذه التقارير “تلفيق”، والأرقام التي ذكرتها بشأن تجارة المخدرات وإنتاجها في سوريا غير صحيحة، لأنها تعتمد على “مصادر مفتوحة غير موجودة في سوريا”، حيث يمكن لأي شخص مشارك في عمليات مكافحة المخدرات “فضح هذه الأرقام”. على حد زعمه.

وبحسب تبريره، نفى عازر في مقابلة مع موقع “المشهد أونلاين” المحلي، ما ورد في هذه التقارير عن إنتاج المخدرات في سوريا، وعزا ارتفاع تهريب المخدرات عبر الحدود إلى “زيادة” الطلب الاستهلاكي في الدول المجاورة والقريبة لسوريا، نظرا لموقعها الجغرافي ما جعلها بلد عبور بين الدول المنتجة للمخدرات والدول المستهلكة لها، وفق ادعائه.

للقراءة أو الاستماع: عبر المخدرات.. هل تحركت إيران لضرب التطبيع العربي مع دمشق؟

مكافحة المخدرات “لا تعيش في سوريا”

وتعليقا على ذلك، تواصل “الحل نت”، مع مصادر مطلعة على آلية عمل تجارة المخدرات والشبكات المتصلة بها، وهو وليد الجنوبي (اسم مستعار لمقاتل سابق في مليشيات محلية تقاتل لمصلحة القوات الحكومية).

الجنوبي الذي كان قد فر إلى تركيا قبل نحو شهرين، كشف خلال حديثه لـ”الحل نت” وجود طرق جديدة ابتكرها عناصر “حزب الله” اللبناني في سوريا من أجل إنعاش خزينتهم المالية.

حيث أوضح أن مصانع المخدرات تمتد من الحدود اللبنانية – السورية وحتى جنوب سوريا مرورا بالقنيطرة. مشيرا إلى أن هذه المصانع لا تستطيع السلطات السورية الدخول إليها بسبب تبعيتها للحزب. في حين أن التجارة الداخلية للمخدرات أصبح منتشرة في البقاليات والأكشاك.

وأكد الجنوبي، أن تجارة المخدرات في سوريا تعتمد على عقارين رئيسيين؛ الأول “الحشيش”، والثاني هو حبوب المنبهات من نوع “الكبتاجون”. ولكن في الفترة الأخيرة باتت سوريا هي المركز العالمي لإنتاج الكبتاغون. والتي أصبحت الآن أكثر تصنيعا وتكيفا وتطورا من أي وقت مضى، بحسب تعبيره.

للقراءة أو الاستماع: معلومات تؤكد تورط عائلة بشار الأسد بتجارة المخدرات في سوريا

من الرماد إلى تجارة المخدرات

رغم حظر تجارة المخدرات في سوريا قانونيا، إلا أن المخدرات هي الصادرات الأكثر قيمة في البلاد. حيث بلغت قيمة المضبوطات العالمية في عام 2020 حوالي 2.9 مليار دولار. وذكرت تقارير أن مسؤولين في اليونان وإيطاليا والسعودية وأماكن أخرى صادروا مئات الملايين من الحبوب القادمة من الميناء الذي تسيطر عليه الحكومة في سوريا.

المسؤولون الإيطاليون اكتشفوا 84 مليون حبة مخبأة في لفائف من الورق والمعدن العام الماضي. بينما عثر المسؤولون الماليزيون على 94 مليون حبة داخل عجلات عربة مطاطية. لكن هذه المصادرات قد لا تمثل سوى جزء بسيط من المواد التي تم شحنها.

تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، قال في وقت سابق إنه “تم ضبط أكثر من 250 مليون حبة كبتاغون في جميع أنحاء العالم حتى الآن العام الفائت. أي أكثر من 18 ضعف الكمية التي تم الاستيلاء عليها قبل أربع سنوات فقط”.

ونقلت الصحيفة عن المبعوث الأمريكي الخاص لسوريا، جويل ريبيرن، قوله: “فكرة الذهاب إلى الحكومة السورية للاستفسار عن التعاون في مكافحة المخدرات هي مجرد فكرة سخيفة”. مضيفا أن الحكومة السورية هي التي تصدّر المخدرات حرفيا. هم يغضون النظر، بينما تقوم عصابات المخدرات بعملها”.

للقراءة أو الاستماع: ثلثا الاقتصاد السوري يعتمد على المخدرات.. إيران تمول التجار جوا وبرا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.